إبحث في المدونة

الثلاثاء، 11 ديسمبر 2018

مرضعات رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم

Messenger Lactation


أرضع سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلّم من النساء ثمان وقيل أكثر، أولاهن أمّه آمنة ثم ثويبة الأسلمية جارية عمّه أبي لهب التي أعتقها حين بشّرته بولادته أيّاما قبل قدوم حليمة، وخولة بنت المنذر وأمّ أيمن، وامرأة سعدية غير حليمة، وثلاث نسوة من العواتك.

وأكثرهنّ إرضاعاً له حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية وتُكنى أم كبشة. و كان من عادة العرب إذ ولد لهم مولود أن يلتمسوا له مرضعة من غير قبيلتهم ليكون أنجب للولد وأفصح له. فجاءت نسوة من بني سعد يلتمسن الرضعاء ومعهن حليمة السعدية في سنة شديدة القحط. فكل امرأة أخذت رضيعا إلا حليمة وقد كانت تحدث أنها خرجت من بلدها مع زوجها - الحارث بن عبد العزي - وابن لها صغير ترضعه في نسوة من بني سعد بن بكر يلتمسن الرضعاء.

 قالت وهي سنة شهباء لم تبقد لنا شيئاً، فخرجت على أتان لي قمراء معنا مُشارف لنا والله ما تبض بقطرة وما ننام ليلنا من صبينا الذي معنا من بكائه من الجوع، ما في ثدييّ ما يغنيه وما في شارفنا ما يغذيه ولكنا كنا نرجو الغيث والفرج، فخرجت على أتاني تلك فلقد أدمت بالركب حتى شق ذلك عليهم ضعفاً وعجفاً، حتى قدمنا مكة نلتمس الرضعاء فما منّا امرأة حتى عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلّم فتأباه إذا قيل لها إنه يتيم وذلك أنا إنما كنا نرجو المعروف من أبي الصبيّ فكنّا نقول: يتيم وما عسى أن تصنع أمّه وجده؟ فكنا تكرهه لذلك فما بقيت امرأة قدمت معي إلا أخذت رضيعا فقلت لزوجي: والله لأذهبن لذلك اليتيم فلآخذنّه. 

فقال لا بأس عليك أن تفعلي عسى الله أن يجعل لنا فيه بركة، فذهبت اليه وضعته في حجري أقبل على ثدييّ بما شاء من لبن فشرب حتى روى وشرب معه أخوه حتى روى ثم ناما وما كنا ننام منه قبل ذلك، وقام زوجي إلى شارفنا فإذا انها لحافل فحلب منها ماشرب وشربت معه حتى انتهينا ريّا فبتنا بخير ليلة. 

وقال صاحبي حين أصبحنا: تعلمي والله يا حليمة لقد أخذت نسمة مباركة فقلت: والله اني لأرجو ذلك، ثم خرجنا وركبت أتاني وحملته عليها معي فوالله لقطعت بالركب ما لا يقدر عليه شيء من حمرهم حتى ان صواحبي ليقلن لي يابنة أبي ذؤيب ويحك اربعي علينا أليست هاته أتانك التي كنت خرجت عليها؟ فأقول لهنّ: بلى والله إنها لهي، فيقلن: والله إن لها شأنا، ثم قدمنا منازلنا في في بلاد بني سعد وما أعلم أرضا من أرض الله أجدب منها فكانت غنمي تروح على حين قدمنا به شباعا فنحلب ونشرب وما يحلب انسان قطرة لبن وما يجدها في ضرع حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون لرعيانهم: ويحكم أسرحوا حيث يسرح راعي بنت أبي ذؤيب فتروح أغنامهم جياعا وما تبض بقطرة لبن وتروح غنمي شباعا لبناً فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلاماً جفراً، فقدمنا به على أمّه ونحن أحرص شيء على مكثه فينا لما كنا نرى من بركته فلم نزل بها حتى ردته معنا.

المصدر: كتاب رسول الله
للمؤلف: محمد رضا

0 comments:

إرسال تعليق