إبحث في المدونة

‏إظهار الرسائل ذات التسميات جد الرسول. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات جد الرسول. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 13 ديسمبر 2018

وفاة عبد المطّلب جدّ رسول الله محمد وكفالة عمّه أبي طالب

death Abdul-Muttalib grandfather Messenger Allah Mohamed
لمّا بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلّم ثماني سنوات توفّي جدّه عبد المطّلب بمكّة سنة 578م بعد عام الفيل بثماني سنين وله عشر ومائة سنة، وقيل أكثر من ذلك وكان رسول الله يبكي خلف سريره ودفن بالحجون، جبل عند مكّة عنده مدافن أهلها عند قبر جدّه قصيّ. ولمّا حضرته الوفاة أوصى به إلى عمّه شقيق أبيه أبي طالب واسمه عبد مناف وعبد الكعبة وكان كريما لكنه كان فقيرا كثير الأولاد، وكان يرى منه صلى الله عليه وسلّم الخير والبركة ويحبّه حبّا شديدا ولذا لا ينام إلا إلى جانبه ويخرج به متى خرج. وأوصى عبد المطّلب إلى أبي طالب أيضاً بسقاية زمزم وإلى ابنه الزبير بالحكومة وأمر الكعبة.

وقد أخرج ابن عساكر عن عن جلهمة ابن عرفطة قال:
قدمت مكّة وهم في قحط فقالت قريش: يا أبى طالب أقحط الوادي وأجدب فهلم فاستسق فخرج أبو طالب ومعه غلام كأنه شمس دجى تجلّت عنه سحابة قتماء حوله أغيلمة ( جمع غلام مصغّر ) فأخذه أبو طالب فألصق ظهره بالكعبة ولاذ الغلام بأصبعه ( أشار بأصبعه إلى السماء كالمتضرّع الملتجيء ) وما في السماء قزعة ( قطعة من سحاب ) فأقبل السحاب من هاهنا وهاهنا وأغدق واغدودق ( كثر مطره ) وانفجر الوادي وأخصب النادي وفي ذلك يقول أبو طالب مادحاً الرسول صلى الله عليه وسلّم:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ....... ثمال اليتامى عصمة للأرامل
يلوذ به الهلاك من آل هاشم ....... فهم عنده في نعمة وفواضل

هذان بيتان لقصيدة طويلة لأبي طالب، وقد شاهد أبو طالب هذا الإستسقاء فنظم هذه القصيدة وقد شاهده مرة أخرى قبل هذه، فروى الخطابي حديثا فيه أن قريشا تتابعت عليهم سنو جدب في حياة عبد المطّلب فاتقى هو ومن حضره من قريش أبا قبيس ( بالتصغير اسم الجبل المشرف على مكّة ) فقام عبد المطلب واعتضده صلى الله عليه وسلم فرفعه على عاتقه وهو يومئذ غلام فقال أيفع أو قرب ثم دعا فسقوا في الحال فقد شاهد أبو طالب ما دلّه على ما قال بقوله :<< وأبيض يستسقى الغمام بوجهه >>

كان عبد الله وأبو طالب من أم واحدة وروي أن أبا طالب قال لأخيه العباس: ألا أخبرك عن محمد بما رأيت منه فقال : بلى، فقال: إني ضممته إليّ فكنت لا أفارقه ساعة من ليل ولا نهار ولا آتمن عليه أحداً. إني كنت أنومه في فراشي فأمرته ليلة أن يخلع ثيابه وينام معي فرأيت الكراهة في وجهه لكنه كره أن يخالفني وقال: يا عمّاه اصرف بوجهك عني حتى أخلع ثيابي إذ لا ينبغي لأحد أن ينظر إلى جسدي، فتعجبت من قوله وصرفت بصري حتى دخل الفراش فلما دخلت معه الفراش إذا بيني وبينه ثوب والله ما أدخلته فراشي فإذا هو في غاية اللين وطيب الرائحة كأنه غمس في المسك فجهدت أن أنظر إلى جسده فما كنت أرى شيئاً وكثيراً ما كنت أفتقده من فراشي فإذا قمت لأطلبه ناداني ها أنا يا عم فأرجع ولقد كنت كثيرا ما أسمع منه كلاماً يعجبني وذلك عند مضيّ بعض الليل، وكنا لا نسمي على الطعام  والشراب ولا نحمده بعده وكان يقول في أوّل الطعام بسم الله الأحد فإذا فرغ من طعامه قال: الحمد لله فتعجّبت منه ثمّ لم أر منه كذبة ولا ضحكاً ولا جاهليةً ولا وقف مع صبيان يلعبون.

المصدر: كتا رسول الله
للمؤلف: محمد رضا
إقرء المزيد

الأحد، 9 ديسمبر 2018

نذر عبد المطّلب جدّ النبي محمد صلى الله عليه وسلم

Mohamed Grandfather


كان عبد المطلب نذر حين لقي من قريش العَنَتَ، في حفر بئر زمزم لئن وُلد له عشرة نفر وبلغوا معه حتى يمنعوه لينحرنّ أحدهم عند الكعبة لله تعالى، ولم يكن له ولد إلا الحارث.

ولما بلغ أولاد عبد المطّلب عشرة وعرف أنّهم سيمنعونه أخبرهم بنذره فأطاعوه وقالوا: كيف نصنع؟ قال: يأخذ كل رجل منكم قِدحاً ثم يكتب فيه اسمه، ففعلوا وأتوه بالقداح، فدخلوا على هُبل في جوف الكعبة وكان أعظم أصنامهم، وهو على بئر يجمع فيه ما يهدى إلى الكعبة، فقال عبد المطّلب لصاحب القداح: "اضرب على بنيّ هؤلاء بقداحهم هذه وأخبره بنذره الذي نذر، وكان عبد الله أصغر اخوته وأحبّهم إلى أبيه، فلما أخذ صاحب القداح يضرب، قام عبد المطّلب يدعو الله تعالى، ثم ضرب صاحب القداح فخرج قدح عبد الله، فأخذ عبد المطّلب بيده ثم أقبل إلى (إساف ونائلة) وهما الصّنمان الذان ينحر الناس عندهما.

فقامت قريش من أنديتها فقالوا ماذا تريد أن تصنع؟ فقال: أذبحه، فقالت قريش وبنوه: والله لا ندعك تذبحه أبدا حتى تُعذر فيه، ولئن فعلت هذا لايزال الرّجل منا يأتي بابنه حتى يذبحه، فقال له المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم: والله لا تذبحه حتى تعذر فيه فإن كان فداؤه بأموالنا فديناه، وقالت قريش وبنوه : لا تفعل، وانطلق إلى كاهنة بالحجر فسلها، فإن أمرتك بذبحه ذبحته، وإن أمرتك بمالك وله فيه فرج قبلته. فانطلقوا حتى أتوها بخَيْبر فقص عليها عبد المطّلب خبره، فقالت لهم: ارجعوا اليوم حتى يأتيني تابعي فأسأله، فرجعوا عنها ثم غدوا عليها فقالت: نعم قد جاءني الخبر فكم دية الرّجل عندكم ؟ قالوا: عشرة من الإبل وكانت كذلك، قالت: ارجعوا الى بلادكم وقربوا عشراً من الإبل واضربوا عليه وعليها بالقداح، فإن خرج على صاحبكم فزيدوا في الإبل عشرًا ثم اضربوا أيضا حتى يرضى ربّكم، وإن خرجت على الإبل فانحروها فقد رضي ربّكم ونجا صاحبكم.

فخرجوا حتى أتوا مكة ثم قرّبوا عبد الله وعشرًا من الإبل فخرجت القداح على عبد الله، فزادوا عشراً فخرجت القداح على عبد الله، فما برحوا يزيدون عشرًا وتخرج القداح على عبد الله حتى بلغت الإبل مئة ثم ضربت فخرجت القداح على الإبل فقال حضر: قد رضي ربك يا عبد المطّلب، فقال عبد المطّلب : لا والله حتى أضرب ثلاث مرّات فضربوا ثلاثاً فخرجت القداح على الإبل فنُحِرت، ثم تركت لا يصد عنها إنسان ولا سبع.

انصرف عبد المطّلب بعد أن نحر الإبل آخذا بيد ابنه عبدالله فمرّ به على امرأة من بني أسد بن عبد العزيّ بن قصيّ وهي عند الكعبة، فقالت له حين نظرت إلى وجهه: أين تذهب يا عبد الله ؟ قال: مع أبي، قالت لك مثل الإبل التي نحرت عنك وقع عليّ الآن فأبى وقال: إن معي أبي لا أستطيع خلافه ولا فراقه، وكان عبد الله أحسن رجل رئي في قريش، وكان ذا عفّة وسماحة، وكانت ولادة عبد الله نحو سنة 545 م .

المصدر: كتاب محمد رسول الله
للمؤلف: محمد رضا
إقرء المزيد

السبت، 8 ديسمبر 2018

مناقب وأخبار أجداد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

akhbar jad Messenger mohamed rasoulallah


النبي صلى الله عليه وسلم من سلالة آباء كرام، وكلهم سادة وقادة، ولهم مكان مكين ومقام بين العرب عظيم، وقد اشتهروا بالحكمة والشجاعة والإقدام والكرم كما يتبين ذلك من خلال هذه التدوينة المتواضعة والتي سنذكر فيها باختصار عن مناقبهم وأخبارهم.

فقد كان (معد) صاحب حروب وغارات على بني اسماعيل، ولم يحارب أحدا إلا رجع بالنصر، وهو أبو العرب.

وكان (نزار) أجمل أهل زمانه وأرجحهم عقلا.

وكان (مضر) جميلا كذلك، ولم يره أحد إلا أحبه، ومن حكمه المأثورة: " خير الخير أعجله، فاحملوا أنفسكم على مروهها، واصرفوها عن هواها فيما أفسدها، فليس بين الصلاح والفساد إلا صبر فواق ".
والفواق ما بين الحلبتين. ومضر أول من حدا للإبل وكان من أحسن الناس صوتا.

وكان (إلياس) في العرب مثل لقمان الحكيم في قومه، و من حكمه : " من يزرع خيرا يحصد غبطة، ومن يزرع شرّا يحصد ندامة".

وأما (فهر) فإليه جماع قريش، وما كان فوق فهر فلا يقال له قرشي بل يقال له كناني، واسمه قريش. وكان فهر كريما  يفتّش على حاجة المحتاج فيسدها بماله، وهو الجدّ السّادس لأبي عبيدة بن الجرّاح.

(كعب) وهو الجدّ الثامن لعمر بن الخطّاب رضي الله عنه، كان يجمع قومه يوم العَروبة ( أي يوم الرحمة ) وهو يوم الجمعة، فيعظهم وبذكّرهم بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم، وينبئهم بأنه من ولده ويأمرهم باتباعه.

(مُرّة) وهو الجد السادس لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والجد السادس لعمر بن الخطاب رضي الله عنه.

(كلاب) اسمه حكيم، وقيل عروة، ولقب بكلاب لأنه كان يكثر الصيد بالكلاب. وهو الجدّ الثالث لآمنة أمه صلى الله عليه وسلم، فهو ملتقى نسب أبيه بنسب أمّه. وقيل أنه أول من سمّى الأشهر العربية المستعملة إلى حدّ الآن.

 (قصيّ) وُلد حوالي 400 م اسمه زيد، ويقال له مُجمُع وبه جمع الله القبائل من قريش في مكة بعد تفرّقها فأنزلهم أبطح مكّة، وكان بعضهم في الشعاب ورؤوس الجبال بمكّة، فقسم منازلهم مجمِّعا، وهذا عمل جليل وفضل عظيم لا يتم إلا على يد ذوي النفوس الأبية والهمم العالية، وقصيّ أول من أوقد نار المزدلفة وكانت توقد حتى يراها من دفع من عرفة. وهو أول من جدّد بناء الكعبة من قريش بعد ابراهيم. وفقيل: إنما لُقِّب قُصَيًّا لأنه أُبعد عن أهله ووطنه مع أمّه بعد وفاة أبيه، فإنها تزوجت ربيعة بن حرام فرحل بها إلى الشام.
و كان إلى قصيّ في الجاهلية حجابة البيت، وسقاية الحاج وإطعامه المسمى بالرفادة، والندوة وهي الشورى لا يتم أمر إلا في بيته، ولا يُعقد عقد نكاح إلا في داره، ولا يُعقد لواء حرب إلا فيها، فطان بيته عبارة عن نادٍ للعرب، بل هو مجؤهم في جميع المشكلات سواء كانت قومية أو شخصية.

(عبد مناف) اسمه المغيرة وكان يُقال له قمر البطحاء لحسنه وجماله، وكانت قريش تسميه الفيّاض لكرمه، وهو الجدّ الرابع لعثمان بن عفّان والجدّ التاسع للإمام الشافعي.

(هاشم) واسمه عمرو بن عبد مناف، ويقال له عمرو العلا لعلو رتبته، وهو أخو عبد شمس، وقد ساد قومه بعد أبيه عبد مناف، وقد وقت مجاعة شديدة في قريش بسبب جدب شديد حصل لهم، فخرج هاشم إلى الشام فاشترى دقيقا وكعكا وقدم به مكّة في الموسم فهشم الخبز والكك ونحر جزرًا وجعل ذلك ثريدا وأطعم الناس حتى أشبعهم فسمي بذلك (هاشمًا) وكان يقال له (أبو البطحاء) و (سيد البطحاء). والبطحاء مسيل الوادي، ولم تزل مائدته منصوبة في السرّاء والضرّاء، وكان موسرا يؤدّي الحق ويؤمّن الخائف، وهو أول من سنّ الرحلتين لقريش (رحلة الشتاء والصيف)، فكان يرحل في الشتاء إلى اليمن وإلى الحبشة، وفي الصيف إلى الشّام.
وقد جاء ذكر الرّحلتين في القرآن الكريم بسورة قريش.

(عبد المطّلب) وأمه سلمى بنت زيد النجارية، وإسم بد المطّلب شيبة الحمد لأنه ولد وله شيبة، مع رجاء حمد الناس له، وإنما قيل له عبد المطّلب لأن عمه المطّلب أردفه خلفه وكان بهيئة رثّة لفقره فقيل له من هذا؟ فقال: عبدي، حياء ممن سأله، وكان عبد المطّلب مجاب الدعوة، وكان يرفع من مائدته للطّير والوحوش في رؤوس الجبال، وهذا إحساس لطيف ورفق بالحيوان الأعجم، ولذا كان يُقال له (مطعم الطّير)، ويقال له (الفيّاض) وهو أول من تحنّث (تعبّد) بحراء، فكان إذا دخل شهر رمضان صعد حراء وأطعم المساكين.
عاش مائة وعشرين سنة أو أكثر وقد انتهت إليه الياسة بعد عمه المطّلب، وكان يأمر أولاده بترك الظلم والبغي، ويحثّهم على مكارم الأخلاق. رفض في نهاية عمره عبادة الأصنام ووحّد الله. وهو الذي كشف عن زمزم بئر اسماعيل وأقام سقايتها للحجاج.

المصدر: كتاب رسول الله
للمؤلف: محمد رضا
إقرء المزيد