إبحث في المدونة

‏إظهار الرسائل ذات التسميات Abdul-Muttalib. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات Abdul-Muttalib. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 17 ديسمبر 2018

زواج سيدنا محمد رسول الله من خديجة رضي الله عنها

marriage Mohamad Messenger Khadija


كانت خديجة بنت خويلد بنت أسد بن عبد العزي بن قصي امرأة حازمة جلدة شريفة غنية جميلة من أواسط قريش نسبًا وأعظمهمّ شرفًا، وكانت تدعى في الجاهلية بالطّاهرة وبسيدة قريش. وقد عرض كثيرون عليها الزواج فلم تقبل. فلما رجع سيدنا محمد رسول الله من رحلته الى الشام، أرسلت اليه من يرغبه في الزواج وقيل: انها أرسلت أختها وقيل: أرسلت نفيسة مولاة لها. فقال: ما بيدي ما أتزوج به. فقالت: فإن كفيت ذلك ودعيت الى المال والجمال والشرف والكفاءة ألا تجيب؟ قال فمن هي؟، قالت له: خديجة، قال: فأنا أفعل.

فذهبت فأخبرت خديجة فأرسلت اليه أن ائت لساعة كذا وكذا وأرسلت إلى عمّها عمرو أسد ليزوّجها فحضر ودخل سيدنا محمد رسول الله في عمومته فزوّجه أحدهم. فقال عمرو بن أسد: '' هذا البضع لا يقرع أنفه ''. وتزوّجها رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهو ابن خمس وعشرين سنة  والسيدة خديجة رضي الله عنها يومئذ أربعين سنة. وذلك بعد عودته من الشام بشهرين.

وقد حضر رؤساء مضر وحضر أبو بكر رضي الله عنه ذلك العقد فقال أبو طالب: " الحمد لله الذي جعلنا من ذريّة ابراهيم وزرع اسماعيليّ وضئضيء معد ( معدنه ) وعنصر مضر ( أصله ) وجعلنا حضنة بيته وسوّاس حرمه، وجعل لنا بيتًا محجوجًا وحرمًا آمنًا وجعلنا الحكّام على الناس. ثم ان ابن أخي هذا محمد بن عبد الله لا يوزن برجل إلا رجح به شرفا ونبلا وفضلا وعقلا، فإن كان في المال قل فإن المال ظل زائل وأمر حائل، ومحمد من قد عرفتم قرابته وقد خطب خديجة بنت خويلد وبذل لها ما آجله وعاجله كذا. وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم وحظر جليل جسيم ". فلما أتم أبو طالب الخطبة تكلّم ورقة أبو نوفل ابن عمّ خديجة فقال: " الحمد لله الذي جعلنا كما ذكرت وفضلنا على ما عددت فنحن سادة العرب وقادتها وأنتم أهل ذلك كلّه لا تنكر العشيرة فضلكم ولا يرد أحد من الناس فخركم وشرفكم فاشهدوا عليّ معاشر قريش بأني قد زوّجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبد الله على كذا ". ثم سكت.

فقال أبو طالب: " قد أحببت أن يشركك عمّها. فقال عمّها بن أسد: " اشهدوا عليّ يا معشر قريش أني قد أنكحت محمد عبد الله خديجة بنت خويلد " فقبل النبي صلى الله عليه وسلم النكاح وشهد على ذلك صناديد قريش.

وأولم عليها صلى الله عليه وسلم فنحر جزورًا وقيل جزورين وأطعم الناس وأمرت خديجة جواريها أن يرقصن ويضربن الدّفوف. وفرح أبو طالب فرحًا شديدًا وقال: " الحمد لله الذي أذهب عنّا الكرب ودفع عنا الغموم، وهي أول وليمة أولمها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

المصدر: كتاب رسول الله
المؤلف: محمد رضا
إقرء المزيد

الخميس، 13 ديسمبر 2018

وفاة عبد المطّلب جدّ رسول الله محمد وكفالة عمّه أبي طالب

death Abdul-Muttalib grandfather Messenger Allah Mohamed
لمّا بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلّم ثماني سنوات توفّي جدّه عبد المطّلب بمكّة سنة 578م بعد عام الفيل بثماني سنين وله عشر ومائة سنة، وقيل أكثر من ذلك وكان رسول الله يبكي خلف سريره ودفن بالحجون، جبل عند مكّة عنده مدافن أهلها عند قبر جدّه قصيّ. ولمّا حضرته الوفاة أوصى به إلى عمّه شقيق أبيه أبي طالب واسمه عبد مناف وعبد الكعبة وكان كريما لكنه كان فقيرا كثير الأولاد، وكان يرى منه صلى الله عليه وسلّم الخير والبركة ويحبّه حبّا شديدا ولذا لا ينام إلا إلى جانبه ويخرج به متى خرج. وأوصى عبد المطّلب إلى أبي طالب أيضاً بسقاية زمزم وإلى ابنه الزبير بالحكومة وأمر الكعبة.

وقد أخرج ابن عساكر عن عن جلهمة ابن عرفطة قال:
قدمت مكّة وهم في قحط فقالت قريش: يا أبى طالب أقحط الوادي وأجدب فهلم فاستسق فخرج أبو طالب ومعه غلام كأنه شمس دجى تجلّت عنه سحابة قتماء حوله أغيلمة ( جمع غلام مصغّر ) فأخذه أبو طالب فألصق ظهره بالكعبة ولاذ الغلام بأصبعه ( أشار بأصبعه إلى السماء كالمتضرّع الملتجيء ) وما في السماء قزعة ( قطعة من سحاب ) فأقبل السحاب من هاهنا وهاهنا وأغدق واغدودق ( كثر مطره ) وانفجر الوادي وأخصب النادي وفي ذلك يقول أبو طالب مادحاً الرسول صلى الله عليه وسلّم:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ....... ثمال اليتامى عصمة للأرامل
يلوذ به الهلاك من آل هاشم ....... فهم عنده في نعمة وفواضل

هذان بيتان لقصيدة طويلة لأبي طالب، وقد شاهد أبو طالب هذا الإستسقاء فنظم هذه القصيدة وقد شاهده مرة أخرى قبل هذه، فروى الخطابي حديثا فيه أن قريشا تتابعت عليهم سنو جدب في حياة عبد المطّلب فاتقى هو ومن حضره من قريش أبا قبيس ( بالتصغير اسم الجبل المشرف على مكّة ) فقام عبد المطلب واعتضده صلى الله عليه وسلم فرفعه على عاتقه وهو يومئذ غلام فقال أيفع أو قرب ثم دعا فسقوا في الحال فقد شاهد أبو طالب ما دلّه على ما قال بقوله :<< وأبيض يستسقى الغمام بوجهه >>

كان عبد الله وأبو طالب من أم واحدة وروي أن أبا طالب قال لأخيه العباس: ألا أخبرك عن محمد بما رأيت منه فقال : بلى، فقال: إني ضممته إليّ فكنت لا أفارقه ساعة من ليل ولا نهار ولا آتمن عليه أحداً. إني كنت أنومه في فراشي فأمرته ليلة أن يخلع ثيابه وينام معي فرأيت الكراهة في وجهه لكنه كره أن يخالفني وقال: يا عمّاه اصرف بوجهك عني حتى أخلع ثيابي إذ لا ينبغي لأحد أن ينظر إلى جسدي، فتعجبت من قوله وصرفت بصري حتى دخل الفراش فلما دخلت معه الفراش إذا بيني وبينه ثوب والله ما أدخلته فراشي فإذا هو في غاية اللين وطيب الرائحة كأنه غمس في المسك فجهدت أن أنظر إلى جسده فما كنت أرى شيئاً وكثيراً ما كنت أفتقده من فراشي فإذا قمت لأطلبه ناداني ها أنا يا عم فأرجع ولقد كنت كثيرا ما أسمع منه كلاماً يعجبني وذلك عند مضيّ بعض الليل، وكنا لا نسمي على الطعام  والشراب ولا نحمده بعده وكان يقول في أوّل الطعام بسم الله الأحد فإذا فرغ من طعامه قال: الحمد لله فتعجّبت منه ثمّ لم أر منه كذبة ولا ضحكاً ولا جاهليةً ولا وقف مع صبيان يلعبون.

المصدر: كتا رسول الله
للمؤلف: محمد رضا
إقرء المزيد