إبحث في المدونة

‏إظهار الرسائل ذات التسميات Story. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات Story. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 31 يناير 2019

قصة خبر المعراج

News Story Mirage

قصة خبر المعراج

عن مالك بن صعصعة رضي الله عنهما أن نبي الله صلى الله عليه وسلم حدثهم ليلة أسري به قال: بينما أنا في الحطيم - وربما قال في الحجر - مضطجعاً إذ أتاني آت فقد قال: وسمعته يقول فشق ما بين هذه إلى هذه - قال الراوي من ثغرة نحره إلى شعرته -، فاستخرج قلبي ثم أتيت بطست من ذهب مملوءة إيماناً فغسل قلبي ثم حشي ثم أعيد ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض - قال الراوي وهو البراق يضع خطوه عند أقصى طرفه - فحملت عليه فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا فاستفتح فقيل من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد.قيل وقد أرسل اليه؟ قال: نعم. قيل: مرحباً فنعم المجيء جاء ففتح فلما خلصت فإذا فيها آدم فقال: هذا أبوك آدم فسلم عليه فسلمت عليه فرد السلام. ثم قال: مرحباً بالإبن الصالح. 

ثم صعد بي الى السماء الثانية فاستفتح فقيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل وقد أرسل اليه؟ قال: نعم. قال: مرحبا فنعم المجيء جاء ففتح. فلما خلصت إذا يحيى وعيسى وهما ابنا الخالة. قال: هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما فسلمت فردا ثم قالا: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح. 

ثم صعد بي الى السماء الثالثة فاستفتح. قيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل ومن معك؟ قال: محمد. قييل وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحباً فنعم المجيء جاء. ففتح فلما خلصت إذ يوسف. قال: هذا يوسف فسلم عليه فرد ثم قال: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح. 

ثم صعد بي حتى أتى السماء الرابعة فاستفتح قيل: من هذا؟ قال: جبريل قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل وقد أرسل اليه؟ قال: نعم. قيل: مرحبا فنعم المجيء جاء. ففتح فلما خلصت إذا ادريس قال: هذا ادريس فسلم عليه فسلمت فرد. قال: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح. 

ثم صعد بي حتى أتى السماء الخامسة فاستفتح. فقيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد أرسل اليه؟ قال: نعم. قال: مرحباً به فنعم المجيء جاء. فلما خلصت فإذا هارون. قال: هذا هارون فسلم عليه. فسلمت عليه فرد. ثم قال: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح. 

ثم صعد بي حتى السماء السادسة فاستفتح قيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قال: مرحباً فنعم المجيء جاء. فلما خلصت فإذا موسى. قال: هذا موسى فسلم عليه. فسلمت عليه، ثم قال: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح فلما تجاوزت بكى قيل له: ما يبكيك؟ قال: أبكي لأن غلاماً بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي. 

ثم صعد إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل. قيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد بعث اليه؟ قال: نعم. قال: مرحباً فنعم المجيء جاء، فلما خلصت فإذا ابراهيم. قال: هذا أبوك ابراهيم فسلم عليه فسلمت عليه فرد السلام، فقال: مرحباً بالإبن الصالح والنبي الصالح. 

ثم رفعت الى سدرة المنتهى فإذا نبقها مثل قلال هجر وإذا ورقها مثل آذان الفيلة. قال: هذه سدرة المنتهى وإذا أربعة أنهار: نهران ظاهران ونهران باطنان. فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: أما الباطنان فنهران في الجنة، وأما الظاهران: فالنيل والفرات. 

ثم رفع لي البيت المعمور فإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم أتيت بإناء من خمر وإناء من لبن وإناء من عسل فأخذت اللبن فقال: هي الفطرة التي أنت عليها وأمتك. 

ثم فرضت عليّ الصلوات خمسين صلاة كل يوم فرجعت فمررت على موسى فقال: بما أمرت؟ قلت: أمرت بخمسين صلاة كل يوم. قال: إن أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم. وإني والله خبرت الناس قبلك وعالجت بني اسرائيل أشد المعالجة فارجع الى ربك فاسأله التخفيف لأمتك فرجعت فوضع عني عشراً، فرجعت الى موسى فقال مثله، فرجعت فوضع عني عشراً، فرجعت الى موسى فقال مثله فرجعت فوضع عني عشراً، فأمرت بعشر صلوات كل يوم فرجعت فقال مثله، فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يوم، فرجعت الى موسى فقال: بم أمرت؟ قلت: بخمس كل يوم. فقال: إن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم وإني جربت الناس قبلك وعالجت بني اسرائيل أشد المعالجة فارجع الى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، قلت: سألت ربي حتى استحييت ولكن أرضى وأسلّم قال: فلما جاوزت ناداني مناد: أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي.

عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى: ¤ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ ¤ قال: هي رؤيا عين أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به إلى بيت المقدس. قال: والشجرة الملعونة في القرآن هي شجرة الزقوم.

المصدر: كتاب رسول الله
المؤلف: محمد رضا.
إقرء المزيد

الأحد، 27 يناير 2019

قصة وفاة أبو طالب رضي الله عنه سنة 620 م

قصة وفاة أبو طالب رضي الله عنه سنة 620
قصة وفاة أبي طالب رضي الله عنه سنة 620 م

كان أبو طالب بن عبد المطلب من أشد الناس دفاعاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن نفسه لم تطاوعه على اعتناق الإسلام وفراق دين آبائه. روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مازالت قريش كاعة عني حتى مات عمي " وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يسلم عمّه لأنه هو الذي كفله وذاد عنه إلى آخر لحظة في حياته.

ولما اشتدّ مرضه قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: " يا عمّ، قلها أستحل بها لك الشفاعة يوم القيامة  ( يعني : قل الشهاة ) " فقال له أبو طالب: يا ابن أخي لولا مخافة المسبة وأن تظن قريش إنما قلتها جزعاً من الموت لقلتها فأنزل الله تعالى: ¤ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ ¤ قال الزجاج: أجمع المسلون على أنها نزلت في أبي طالب حين عرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول لا اله إلا الله محمد رسول الله فأبى أن يقولها خشية أن تعيره قريش على أن الذي منعه من الإسلام هو خوف الملام والشتم وأنه فارق دين آبائه واتبع دين ابن أخيه وقد ربّاه صغيراً، فالمشهور أنه مات كافراً وكان له من الولد جعفر وعليّ وعقيل وطالب وأم هانيء واسمها فاختة وجمانة وكلهم أعقب إلا طالباً. وكان بو طالب أعرج وتُوُفِّيَ بعد النبوّة بعسر سنين وقبل الهجرة بثلاث سنين بالغاً من العمر نحو ثمانين سنة. وقالت الشيعة إن أبا طالب مات مسلماً.

وفي أسد الغابة: لما اشتدّ بأبي طالب مرضه دعا بني عبد المطّلب فقال: انكم تزالوا بخير ما سمعتم قول محمد واتبعتم أمره فاتبعوه وصدقوه ترشدوا.

ولما مات أبو طالب قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رحمك الله وغفر لك لا أزال أستغفر لك حتى ينهاني الله ". فأخذ المسلمون يستغفرون لموتاهم الذين ماتوا وهم مشركون فأنزل الله: ¤ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُولِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ¤.

المصدر: كتاب رسول الله
المؤلف: محمد رضا.
إقرء المزيد

الثلاثاء، 8 يناير 2019

قصة إسلام زيد بن حارثة

story of Islam Zaid bin Haritha

زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزي. ويقع في نسبه خلاف وتغيير وزيادة ونقص وهو أشهر موالي رسول الله. ويقال له: حب رسول الله وهبته خديجة رضي الله عنها للرسول صلى الله عليه وسلم قبل النبوة وهو ابن ثمان سنين وأعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبناه وذلك أن أباه قد وجد ( حزن ) لفقده وجداً شديداً وكان قد أخذ في السبي. فلما علم أبوه أنه بمكة قدمها ليفديه فدخل حارثة وأخوه كعب على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يابن عبد المطلب، يا ابن هاشم، يا ابن سيد قومه! جئناك في ابننا عندك فاكنن علينا وأحسن علينا في فدائه. فقال: " من هو"؟ قالا: زيد بن حارثة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فهلا غير ذلك "؟ قالا: ما هو؟ قال: " ادعوه وخيروه فإن اختاركم فهو لكم وإن اختارني فوالله ما أنا بالذي أختار على من اختارني أحداً ". قالا: قد زدتنا على النصف وأحسنت فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " هل تعرف هؤلاء "؟ قال: نعم، هذا أبي وهذا عمي. قال: " فأنا من قد عرفت ورأيت صحبتي فاخترني أو اخترهما ". قال: ما أريدهما وما أنا بالذي أختار عليك أحدا، أنت مني مكان الأب والعم. فقالا: ويحك يا زيد أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وأهل بيتك؟ قال: نعم. ورأيت من هذا الرجل شيئا ما أنا بالذي أختار عليه أحداً أبداً. فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك أخرجه إلى الحجر فقال: " يا من حضر اشهدوا أن زيداً ابني يرثني وأرثه ". فلما رأى ذلك أبوه وعمه طابت نفوسهما وانصرفا.

وهاجر زيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وشهد بدراً وأحداً والخندق والحديبية وخيبر وكان هو البشير إلى المدينة بنصر المؤمنين يوم بدر، وكان من الرماة المذكورين وزوّجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مولاته أم أيمن فولدت له أسامة، وتزوج زينب بنت جحش أم المؤمنين ثم طلقها ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: " لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتماً شيئاً من الوحي لكتم هذه الآية: ¤ وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ¤ إلى قوله تعالى: ¤ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا ¤ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تزوجها - يعني زينب - قالوا: إنه تزوّج حليلة ابنه فأنزل الله تعالى: ¤ مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ¤ وكان زيد يقال له زيد بن محمد فأنزل الله تعالى : ¤ ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ¤.

قال العلماء: ولم يذكر الله عزّ وجلّ في القرآن باسمه العلم من أصحاب نبينا وغيره من الأنبياء صلوات الله عليهم إلا زيداً في قوله تعالى: ¤ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا ¤.

وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين حمزة، وأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم أخيرا أميراً على الجيش في غزوة مؤتة فقاتل فيها حتى قُتل وذلك في جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة، وكان زيد أبيض أحمر وكان إبنه أسامة آدم شديد الأدمة ( أي أسمر ). 

المصدر: كتاب رسول الله
المؤلف: محمد رضا 
إقرء المزيد

الاثنين، 7 يناير 2019

قصةّ قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه

story of killing Ali bin Abi talib

انتدب ثلاثة نفر من الخوارج: عبدالرحمان بن ملجم المرادي وهو من حمير وعداده في بني مراد وهو حليف بني جلبة، من كندة، والبرك بن عبدالله التميمي، وعمرو بن بكير التميمي، واجتمعوا بمكة وتعاهدوا وتعاقدوا ليقتلن هؤلاء الثلاثة عليّ بن أبي طالب ومعاوية وعمرو بن العاص ويريحون العباد منهم. فقال ابن ملجم: أنا لكم بعليّ، وقال البرك: أنا لكم بمعاوية، وقال عمرو بن يكير: أنا أكفيكم عمرو بن العاص فتعاهدوا على ذلك وتعاقدوا عليه وتواثقوا ألا ينكص منهم رجل عن صاحبه الذي سمِّي له ويتوجّه له حتى يقتله أو يموت دونه. فحددوا ليلة سبع عشرة من رمضان ثم توجّه كل رجل منهم إلى المصر الذي فيه صاحبه. 

فقدم عبدالرحمان بن ملجم الكوفة فلقي أصحابه من الخوارج فكاتمهم ما يريد وكان يزورهم ويزورونه فزار يوما نفراً من بني تيم الرباب فرأى امرأة منهم يقال لها: قطام بنت صخبة بن عدي بن عامر بن عوف بن ثعلبة بن سعد بن ذهل بن تيم الرباب وكان عليّ قتل أباها وأخاها بالنهروان فأعجبته فخطبها. فقالت: لا أتزوجك حتى تسمي لي. فقال: لا تسأليني شيئاً إلا أعطيتك. فقالت: ثلاثة آلاف وقتل عليّ بن بي طالب. فقال: والله ما جاء بي إلى هذا المصر إلا قتل عليّ وقد أعطيتك ما سألت.

ولقي بن ملجم شبيب بن بجرة الأشجعي فأعلمه ما يريد ودعاه أن يكون معه فأجابه الى ذلك وظل ابن ملجم تلك الليلة التي عزم فيها أن يقتل عليّاً في صبيحتها يناجي الأشعث بن قيس الكندي في مسجده حتى طلع الفجر. فقال له الأشعث: فضحك الصبح فقام ابن ملجم الكندي وشبيب بن بجرة فأخذا أسيافهما ثم جاءا حتى جلسا في مقابل السدة التي يخرج منها عليّ. فلما خرج اعترضه الرجلان فضرب الإثنان بسيفيهما، فأما سيف بن ملجم فأصاب جبهتخ إلى قرنه ووصل إلى دماغه وكان صد سن سيفه شهرا. وأما سيف شبيب فوقع في الطاق فسمع عليّ يقول لا يفوتنكم الرجل وشد المناس عليهما من كل جانب.

فأما شبيب فأفلت وأخذ بن ملجم فأُدخل على عليّ فقال: " أطيبوا طعامه وألينوا فراشه فإن أعش فأنا ولي دمي عفو أوقصاص، وإن أمت فألحقوه بي أخاصمه عند ربّ العالمين " ضرب علي رضي الله عنه في السابع من شهر رمضان سنة أربعين  ( 24 يناير سنة 661 ). واستشهد بعد ذلك بثلاثة أيام ودفن بالكوفة ليلة الأحد التاسع عشر من شهر رمضان وغسله الحسن والحسين وعبدالله بن جعفر. وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة على الأصح، وكانت خلافته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر.

قال عليّ الباقر: كان عليّ آدم اللون مقبل العينين عظيمهما ذا بطن أصلع ربعة لا يخضب. وقال أبو إسحاق السبيعي: رأيته أبيض الرأس واللحية وكان ربما خضب لحيته وقال أبو رجاء العطاري: رأيت عليّاً ربعة ضخم البطن كبير اللحية قد ملأت صدره أصلع شديد الصلع. 

هذا وقد اقتصرت في في تاريخ حياة عليّ رضي الله عنه على هذا القدر الضروري لأن المقام لا يسع أكثر من ذلك 

المصدر: كتاب رسول الله
المؤلف: محمد رضا
إقرء المزيد

الأحد، 6 يناير 2019

قصّة إسلام عليّ بن أبي طالب

story of Islam Ali bin Abi talib

علي بن أبي طالب بن عبد المطلب ابن عم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ولد سنة 600 - 601 بعد الميلاد.

وأم عليّ فاطمة بنت أسد بن هاشم وكنيته أبو الحسن وصهر رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنته فاطمة وأبو السِبطين. وهو أول هاشمي ولد من هاشميين. والخليفة الرابع وأول خليفة بني هاشم وكان حين أسلم لم يبلغ الحلم. وقال ابن اسحاق إنه كان يومئذ ابن عشر سنين وكان في كفالة النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يوحى إليه لأن قريشا أصابتهم أزمة شديدة وكان أبو طالب كثير العيال قليل المال فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم عليّاً وضمه إليه وأخذ العباس حتى أسلم واستغنى عنه.

وسبب اسلامه أنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم ومعه خديجة رضي الله عنها وهما يصليان سواء. فقال: ما هذا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دين الله الذي اصطفاه لنفسه وبعث به رسله، فأدعوك إلى الله وحده لا شريك له وإلى عبادته والكفر باللات والعزى ". فقال علي رضي الله عنه: هذا أمر لم أسمع به من قبل اليوم فست بقاض أمراً حتى أحدث أبا طالب. وكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفشي سره قبل أن يستعلن أمره، فقال له: " يا عليّ إذا لم تسلم فاكتم هذا ". فمكث علي ليلته ثم ان الله تعالى هداه إلى الإسلام فأصبح غاديا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم على يديه، وكان علي رضي الله عنه يخفي إسلامه خوفا من أبيه إلى أن اطلع عليه وأمره بالثبات عليه فأظهره حينئذٍ. أما أبو طالب فلم يرض أن يفارق دين آبائه، وعن أنس بن مالك قال: بُعث النبي صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين وأسلم عليّ يوم الثلاثاء، وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضطجع على فراشه ليلة خرج مهاجرا وقال: إن قريشا لم يفقدوني ما رأوك فاضطجع فراشه. وسيأتي ذكر ذلك عند الكلام عن الهجرة. ثم لحق برسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة بع قضاء ديون رسول الله وردّ الودائع التي كانت عنده. فلما وصل اليها كانت قدماه قد ورمتا من المشي وكانتا تقطران دماً فاعتنقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكى رحمة لما أصاب قدميه وتفل في يديه ومسح بهما رجليه ودعا له بالعافية فلم يشتكهما حتى استشهد رضي الله عنه. وشهد بدراً وغيرها من المشاهد، ولم يشهد غزوة تبوك لا غير لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه على أهله. وأصابتع يوم أحد ستة عشرة ضربة. وكان علي رضي الله عنه مع شجاعته الفائقة عالماً.

واستخلف عليّ رضي الله عنه، وبويع بالمدينة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قتل عثمان وذلك في يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ( 24 يونيه 656 ).

المصدر: كتاب رسول الله
المؤلف: محمد رضا
إقرء المزيد

الجمعة، 4 يناير 2019

قصة إسلام أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه

story Islam Abu Bakr

هو عبد لله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة ابن كعب بن لُؤي القرشي التيمي.

ولد أبو بكر الصديق سنة 573 ميلادية وهو أول الخلفاء وأمه أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، وهي ابنة عم أبي قحافة وهو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار وفي الهجرة والخليفة بعده. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه عمر وعثمان وعلي وعبد الرحمان بن عوف وابن مسعود وابن عمر واين عباس وحذيفة وزيد بن ثابت وغيرهم.

وقد اختلف في اسمه فقيل: كان عبد الكعبة فسماه الرسول صلى الله عليه وسلم عبد الله. وقيل إن أهله سموه عبد الله ولا يبعد ذلك لأن التسمية بعبد الله كانت موجودة قبل الإسلام ويقال له عتيق أيضا. واختلفوا في السبب الذي قيل له لأجله ( عتيق ) فقال بعضهم: قيل له عتيق لحسن وجهه وجماله. قاله الليث بن سعد وجماعة معه. وقال الزبير بن بكار وجماعة معه إنما قيل له عتيق لأنه لم يكن في نسبه شيء يعاب به. وقيل: إنما سني عتيقا لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: " أنت عتيق الله من النار " فيومئذٍ سمي عتيقا وقيل له: ( الصدّيق ) أيضا. قالت عائشة رضي الله عنها: لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى أصبح يحدث الناس بذلك فارتد ناس ممن كان قد أمن وصدق وفتنوا به. فقال أبو بكر: إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك. أصدقه بخبر السماء غدوه أو روحة. فلذلك سُمِّي أبو بكر الصديق. وقال أبو محجن الثقفي:

وسميت صديقا وكل مهاجر ....... سواك يسمى باسمه غير منكر
سبقت الى الإسلام والله شاهد ....... وكنت جبيسا في العريش المشهر

وكان رضي الله عنه صديقا لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وهو أصغر منه سنا بثلاث سنوات، وكان يكثر غشيانه في منزله ومحادثته وقيل: كُنِّيَ بأبي بكر لإبتكاره الخصال الحميدة فلما أسلم آزر النبي صلى الله عليه وسلم في نصر دين الله تعالى بنفسه وماله وكان له لما أسلم أربعون ألف درهم أنفقها في سبيل الله مع ما كسب من التجارة. قال الله تعالى: ¤ وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى ¤ الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى ¤ وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى ¤. وقد أجمع المفسرون على أن المراد منه أبو بكر.

قال الفخر الرازي ردًّا على من قال إنها نزلت في حق علي رضي الله عنه: ولما ذكر ذلك بعضهم في محضري قلن: أقيم الدلالة العقلية على أن المراد من هذه الآلة أبو بكر.

وتقريرها: أن المراد من هذا الأتقى هو أفضل الخلق فإذا كان كذلك وجب أن يكون المراد هو أبو بكر فهاتان المقدمتان متى صحتا صح المقصود إلى أن قال: لأن الأمة مجمعة على أن أفضل الخلق بعد الرسول صلى الله عليه وسلم إما أبو بكر أو عليّ ولا يمكن حمل هذه الآية على عليّ بن أبي طالب فتعين حملها على أبي بكر. وإنما قلنا: لا يمكن حملها على علي بن أبي طالب لأنه قال في صفة هذا الأتقى: " وما لأحد عنده من نعمة تجزى " وهذا الوصف لا يصدق على عليّ بن أبي طالب لأنه كان في تربية النبي صلى الله عليه وسلم ولأنه أخذه من أبيه وكان يطعمه ويسقيه ويكسوه ويربيه وكان الرسول منعما عليه نعمة يجب جزاؤها. أما أبو بكر فلم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم عليه نعمة دنيوية بل أبو بكر كان ينفق على الرسول صلى الله عليه وسلم. بل كان للرسول عليه السلام عليه نعمة الهداية والإرشاد إلى الدين إلا أن هذا لا يجزي لقوله تعالى: ¤ قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ ¤ والمذكور هاهنا ليس مطلق النعمة بل نعمة تجزى فعلمنا أن هذه الآية لا تصلح لعلي رضي الله عنه.

كان أبو بكر رضي الله عنه من رؤساء قريش في الجاهلية محببا فيهم مؤلفا لهم وكان إليه الأشناق في الجاهلية كان إذا حمل شيئا صدقته قريش وأمضوا حمالته وحمالة من قام معه وإن احتملها غيره خذلوه ولم يصدقوه فلما جاء الإسلام سبق اليه وأسلم على يده جماعة لمحبتهم له وميلهم إليه حتى إنه أسلم على يده خمسة من العشرة وقد ذهب جماعة إلى أنه أول من أسلم.
قال الشعبيّ: سألت ابن عباس من أول من أسلم؟ قال: أبو بكر أما سمعت قول حسان:

إذا تذكرت شجواّ من أخي ثقة ....... فاذكر أخاك أبا بكر بما فعل
خير البرية أتقاها وأعدلها ....... بعد النبي وأوفاها بما حملا
والثاني التالي المحمود مشهده ....... وأول الناس قدما صدّق الرسلا

وكان أعلم العرب بأنساب قريش وما كان فيها من خير وشر وكان تاجرا ذو ثروة طائلة وكريما حسن المجالسة عالما بتعبير الرؤيا، ولما أسلم جعل يدعو الناس إلى الإسلام. قال ابن اسحاق: بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت عنده كبوة ونظر وتردد إلا ما كان من بي بكر رضي الله عنه ما عتم عنه حين ذكته له " أي أنه بادر به.

ونزل فيه وفي عمر: ¤ وَشَاوِرهُم فِي الأَمر ¤. فكان أبو بكر بمنزلة الوزير من رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يشاوره في أموره كلها ولما اشتد أذى كفار قريش لم يهاجر إلى الحبشة مع المهاجرين بل بقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهاجر معه الى المدينة تاركا عياله وأولاده وأقام معه في الغار ثلاثة أيام. قال تعالى: ¤ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ ¤.

ولما كانت الهجرة جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر وهو نائم فأيقظه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد أذن لي في الخروج قالت عائشة: فلقد رأيت أبا بكر يبكي من الفرح، ثم خرجا حتى دخلا الغار فأقاما فيه ثلاثة أيام. قال تعالى: ¤ إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ ¤.

وقد دلت هذه الآية على فضيلة أبي بكر لأن رسول الله لولا ثقته التامة بأبي بكر لما استصحبه في هجرته وايتخلصه لنفسه وكل من سوى أبي بكر فارق رسول الله وأنه تعالى سماه ثاني اثنين. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكرمه ويجله ويعرّف أصحابه مكانه ويثني عليه في وجهه. واستخلفه في الصلاة وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدراً وأحداً والخندق وبيعة الرضوان بالحديبية وخيبر وفتح مكة وحنيناً والطائف وتبوك وحجة الوداع.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: " لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا "، ودفع أبو بكر عقبة بن أبي معيط عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خنق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي عند الكعبة خنقا شديداً، وقال: يا قوم أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم. وأعتق أبو بكر سبعة كانوا يعذبون في الله تعالى منهم: بلال وعامر بن فهيرة. وكان أبو بكر إذ مُدِحَ قال: "اللهم أنت أعلم بي من نفسي، وأنا أعلم بنفسي منهم، اللهم اجعلني خيرا مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون ولا تؤاخذني بما يقولون". وهذا من تواضعه رضي الله عنه، ومما يدل على قوة ارادة أبي بكر ما قاله أبو السفر وهو: دخلوا على أبي بكر في مرضه فقالوا: يا خليفة رسول الله ألا ندعو لك طبيبا ينظر إليك؟ قال: قد نظر إليّ. قالوا: ما قال؟ قال: " إني فعال لما أريد ".

قال عمر رضي الله عنه: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق ووافق ذلك مالا عندي فقلت اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته، فجئت بنصف مالي. فقال: ما أبقيت لأهلك؟ قلت: مثله. وجاء أبو بكر بكل ما عنده فقال: يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله. قلت: لا أسبقه إلى شيء أبدا.

ومن أخبار تواضعه رضي الله عنه أنه كان يحلب للحي أغنامهم، فلما بويع بالخلافة قالت جارية من الحي: الآن لا يحلب لنا منائحنا، فسمعها أبو بكر فقال: بلى لعمري لأحلبنها لكم وإني أرجو ألا يغيرني مادخلت فيه عن خلق كنت عليه، فكام يحلب لهم، فربما قال للجارية: أتحبين أن أرغي لك أو أن أصرخ؟ فأي ذلك قالت فعل.

والآن يقولون: إننا في عصر المدينة والحرية والديمقراطية ومع هذا تجد الموظف الصغير يأنف أن يكلم الناس أو يقضي حوائجهم.

وعن سالم بن عبيد أن النبي صلى الله عليه وسلم لما اشتد مرضه أغمي عليه فلما أفاق قال: مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس. قال ثم أغمي عليه فقالت عائشة: إن أبي رجل أسيف فلو أمرت غيره. فقال: أقيمت الصلاة؟ فقالت عائشة: إن أبي رجل أسيف فلو أمرت غيره. قال: إنكن صواحبات يوسف مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس. ثم أفاق فقال: أقيمت الصلاة؟ قالوا نعم. قال: ادعوا لي انسانا أعتمد عليه فجاءت بريرة وإنسان آخر فانطلقوا يمشون به وإن رجليه تخطان في الأرض، فأجلسوه إلى جنب أبي بكر فذهب أبو بكر يتأخر فحبسه حتى فرغ الناس فلما توفي - قال: وكانوا قوما أميين لم يكن فيهم نبي قبله - قال عمر: لا يتكلم أحد بموته إلا ضربته بسيفي هذا. فقالوا له: اذهب إلى صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فادعه يعني أبي بكر. فذهبت فوجدته في المسجد قال: فأجهشت أبكي. قال: لعل نبي الله توفي. قلت: إن عمر قال: لا يتكلم أحد بموته إلا ضربته بسيفي هذا. قال: فأخذ بساعدي ثم أقبل يمشي حتى دخل فأوسعوا له فأكب على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كاد وجهه يمس وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر نفسه حتى استبان أنه توفي. فقال: إنك ميت وإنهم ميتون، قالوا: يا صاحب رسول الله توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. فعلموا أنه كما قال.

قال ابن اسحاق: توفي أبو بكر رضي الله عنه يوم الجمعة لسبع ليال بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة ( 23 أغسطس سنة 634 ) وصلى عليه عمر بن الخطاب.
توفي بعد النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين وأشهر بالمدينة وهو ابن ثلاث وستين سنة.

وكان أبو بكر رجلا أبيض نحيفا خفيف العارضين أحنى معروق الوجه غائر العينين، ناتيء الجبهة، عاري الأشاجع، يخضب بالحناء والكتم، وكان أول من أسلم من الرجال وأسلم أبواه. له ولوالديه ولولده وولد ولده صحبة رضي الله عنهم. واختلف في سبب موته. فقيل: إنه مات مسموما. وقيل: انه اغتسل في يوم بارد فحم خمسة عشر يوما ثم مات بعدها، وقيل: إنه مات كمداً على رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم.

هذه ترجمة حياة أبي بكر أثبتناها هنا بمناسبة إسلامه وما كان له من الشأن العظيم والقدر الرفيع، ولأنه قد بذل المجهود في نصرة الرسول فدل بذلك على غاية الوفاء ومنتهى الإخلاص. ولم يكن - رضي الله عنه - رجلا ضعيفا كما ظن بعض المستشرقين، بل كان شجاعا وكان مع شجاعته مخلصا لا يبالي بالأهوال، ويحتمل المشقات كما يستفاد من سيرته، فبقي مع رسول الله ولم يهاجر إلى الحبشة مع المهاجرين عند اشتداد أذى الكفار على المسلمين، ولما دعاه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الهجرة معه بكى من فرط السرور واشترك معه في غزواته، وهو ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد. ولما توفي النبي فقد الناس صوابهم وقال عمر: من قال ان محمدا مات ضربته بسيفي هذا. أما أبو بكر فملك شعوره ولم يفقد وقع المصاب الجليل صوابه، فقال: إنك ميت وإنهم ميتون. وسيأتي تفصيل ذلك عند ذكر وفاة سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإذا كانت هذه مواقف ضعف وخلال وهن فأين مواطن القوة؟ ولم نذكر هنا أعماله الجليلة في خلافته.

يقول هؤلاء المستشرقون إنه كان يصدق الرسول تصديقا أعمى. وإنه كان كالنساء سريع البكاء. وهو قول عجيب، فكيف لا يصدق الرسول وهو يعلم أنه صادق لا يكذب، بل هو أعلم خلق الله بصدقه عليه الصلاة والسلام لصحبته له تلك الصحبة الطويلة. إن تصديقه لرسول الله في كل ما قال نتيجة الثقة به ولأجل هذه الثقة الميتة كان لا يتردد في التصديق به، ولأجلها تحمل معه الشدائد والإضطهادات، ولأجلها أنفق أمواله كلها وهذا شأن العاقل الذي إذا ثبت يقينه على أساس قوي لم يبال بما يصادفه من عقبات في سبيل نصرة الحق. أما بكاؤه عند سماع القرآن فهذا أظهر دليل على إخلاصه وتوقد ذكاؤه وقوة فهمه لكلام الله عزّ وجلّ إذ بقدر الفهم يكون التأثر، وقد أجمعوا على كثرة علمه ووفور عقله وفهمه وزهده وتواضعه.

المصدر: كتاب رسول الله
المؤلف: محمد رضا
إقرء المزيد

الاثنين، 24 ديسمبر 2018

قصة اسلام سلمان الفارسي

story Islam Salman Persia

سلمان الفارسي أبو عبد الله ويعرف بسلمان الخير مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصله من جيّ وهي مدينة أصفهان وكان اسمه قبل الإسلام مابه بن بوذخشان بن مور بن سلان بن بهبوزان بن فيروز بن سهرك بن ولد آب الملك وكان ببلاد فارس مجوسيا سادن النار. وكان أبوه مجوسيا فاتفق أنه هرب منه يوما ولحق بالرهبان وصحبهم ثم قدم الحجاز عند ظهور النبي مع العرب فباعوه إلى يهودي من قريظة فأتى به المدينة فلما دخلها النبي أسلم وشهد معه أكثر المشاهد. وأول مشاهدة وقعة الخندق وكان من فضلاء الصحابة وزهادهم وعلمائهم وذوي القربى من الرسول وهو الذي أشار على الرسول بحفر الخندق حين جائت الأحزاب، وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سلمان منا أهل البيت "، وكان يعمل الخوص بيده ويأكل من ثمنه وآخى الرسول بينه وبين أبي الدرداء وروى عنه جماعة من العلماء. توفي سنة 35 للهجرة وقيل 34 ودفن في المدائن شرقي بغداد وله مقام إزاء إيوان كسرى يزار حتى الآن ويعرف بمقام سلمان باك وهي لفظة فارسية معناها الطاهر. قيل عاش 150 سنة وقيل أكثر من ذلك وهو من معمري العرب.

وهذه قصة إسلامه عن ابن عباس رضي الله عنه:
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: حدثني سلمان الفارسي وأنا أسمع من فيه قال: كنت رجلا من أهل فارس من أصبهان من جيّ ابن رجل من دهاقينها وكنت أحب خلق الله إليه فأجلسني في البيت كالجواري فاجتهدت في الفارسية وكان أبي صاحب ضيعة وكان له بناء يعالجه فقال لي يوما: يا بني قد شغلني ما ترى فانطلق إلى الضيعة ولا تحتبس فتشغلني عن كل ضيعة بهمي بك. فخرجت بذلك فمررت بكنيسة النصارى وهم يصلون فملت اليهم وأعجبني أمرهم وقلت: هذا والله خير من ديننا فأقمت عندهم حتى غابت الشمس لا أنا أتيت الضيعة ولا رجعت إليه فاستبطأني وبعث رسلا في طلبي وقد قلت للنصارى حين أعجبني أمرهم: أين أصل هذا الدين؟ قالوا: بالشام، فرجعت الى والدي فقال: يا بني قد بعثت إليك رسلا. فقلت: مررت بقوم يصلون بكنيسة فأعجبني ما رأيت من أمرهم وعلمت أن دينهم خير من ديننا. فقال: دينك ودين آبائك خير من دينهم. فقلت: كلا والله. فخافني وقيدني فبعثت إلى النصارى وأعلمتهم ما وافقني من أمرهم وسألتهم اعلامي من يريد الشام ففعلوا فألقيت الحديد من رجلي وخرجت معهم حتى أتيت الشام فسألتهم عن عالمهم فقالوا: الأسقف، فأتيته فأخبرته وقلت: أكون معك أخدمك وأصلي معك. قال: أقم. فمكثت مع رجل سوء كان يأمرهم بالصدقة فإذا أعطوه شيئا أمسكه لنفسه حتى جمع سبع قلال مملوءة ذهبا وورِقا، فتوفي فأخبرتهم بخبره فزجروني فدللتهم على ماله فصلبوه ولم يغيبوه ورجموه وأجلسوا مكانه رجلا فاضلا في دينه زهدا ورغبة في الآخرة وصلاحا فألقى الله حبّه في قلبي حتى حضرته الوفاة فقلت: أوصني فذكر رجلا في الموصل وكنا على أمر واحد حتى هلك فأتيت الموصل فلقيت الرجل فأخبرته بخبري وأن فلانا أمرني بإتيانك فقال: أقم. فوجدته على سبيله وأمره حتى حضرته الوفاة. فقلت له: أوصني. فقال: لا أعرف أحدا على ما نحن عليه إلا رجلا بعمورية فأتيته بعمورية فأخبرته بخبري فأمرني بالمقام وثاب لي شيئا واتخذت غنيمة وبقرات فحضرته الوفاة فقلت: إلى من توصي بي؟ فقال: لا أعلم أحدا اليوم على مثل ما كنا عليه ولكن قد أظلك نبي يبعث بدين ابراهيم الحنيفية. مهاجره بأرض ذات نخل وبه آيات وعلامات لا تخفى، بين منكبيه خاتم النبوة يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة فإن استطعت فتخلص إليه فتوفي فمر بي ركب من العرب من بني كلاب فقلت: أصحبكم وأعطيكم بقراتي وغنمي هذه وتحملوني إلى بلادكم فحملوني إلى وادي القرى فباعوني من رجل من اليهود. فرأيت النخل فعلمت أنه البلد الذي وصف لي فأقمت عند الذي اشتراني وقدم عليه رجل من بني قريظة فاشتراني منه وقدم بي المدينة فعرفتها بصفتها وأقمت معه أعمل في نخله وبعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم وغفلت عن ذلك حتى قدم المدينة فنزل في بني عمرو بن عوف. فإني لفي رأس نخلة إذ أقبل ابن عم لصاحبي فقال: أي فلان قاتل الله بني قيلة مررت بهم آنفا وهم مجتمعون على رجل قدم عليهم من مكة يزعم أنه نبيّ. فوالله ما هو إلا أن سمعتها. فأخذني القر فرجفت بي النخلة حتى كدت أسقط ونزلت سريعا فأقبلت على عملي حتى أمسيت فجمعت شيئا فأتيته به وهو بقباء عند أصحابه. فقلت: اجتمع عندي شيء أردت أن أتصدق به فبلغني أنك رجل صالح ومعك رجال من أصحابك ذوو حاجة فرأيتهم أحق به فوضعته بين يديه فكف يده وقال لأصحابه: كلوا فأكلوا. فقلت: هذه واحدة، ورجعت وتحول إلى المدينة فجمعت شيئا فأتيته به فقلت أحببت كرامتك فأهديت لك هدية وليست بصدقة فمد يده فأكل، وأكل أصحابه. فقلت هاتان اثنتان، ورجعت فأتيته وقد تبع جنازة في بقيع الغردق وحوله أصحابه، فسلمت وتحولت أنظر إلى الخاتم - فقبلته وبكيت فأجلسني بين يديه فحدثته بشأني كله كما حدثتك يابن العباس، فأعجبه ذلك وأحب أن يسمعه أصحابه ففاتني معه بدر وأحد بالرِّق فقال لي: كاتب يا سلمان عن نفسك فلم أزل بصاحبي حتى كاتبته على أن أغرس له ثلاثمائة ودية وعلى أربعين أوقية من ذهب فقال النبي صلى الله عليه وسلم أعينوا أخاكم بالنخل فأعانوني بالخمس والعشر حتى اجتمع لي فقال لي: انقر لها ولا تضع منها شيئا حتى أضعه بيدي ففعلت فأعانني أصحابي حتى فرغت فأتيته فكنت آتيه بالنخلة فيضعها ويسوي عليها ترابا فأنصرف. والذي بعث بالحق فما ماتت منها واحدة وبقي الذهب فبينما هو قاعد إذ أتاه رجل من أصحابه بمثل البيضة من ذهب أصابه من بعض المعادن. فقال: ادع سلمان المسكين الفارسي المكاتب. فقال: أدّ هذه فقلت: يا رسول الله وأين تقع هذه مما عليّ؟.

هذه قصة سلمان الفارسي وهي كما يتضح للقاريء المنصف معقولة وليس فيها شيء من المبالغة، ويلاحظ أن سلمان كان من صغره ميالا إلى التدين والتقشف فصاحب كبار أهل الدين وتعلم منهم وهذه القصة تدل على صدق رسالة نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام، لأن سلمان ما عرف النبيّ إلا التي أخبره بها صاحبه بعمورية ولم يسلم إلا بعد أن تحقق صحة هذه العلامات فيه صلى الله عليه وسلم. ومن المحقق من ترجمة حياة سلمان أن أباه كان مجوسيا من بلاد الفرس وأنه هرب منه ولحق بالرهبان وصاحبهم واحدا بعد واحد إلى أن لقي النبي صلى الله عليه وسلم.

ونلاحظ أن سلمان لم يذكر أسماء الرهبان أو الأساقفة الذين كان يلازمهم وإن كان قد ذكر بلادهم.

وشهد رسول الله لسلمان الفارسي بالطهارة والحفظ الإلاهي والعصمة حيث قال: " سلمان منا أهل البيت " وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو كان الإيمان بالثريا لناله رجال من فارس " وأشار إلى سلمان الفارسي.

وكان سلمان من خيار الصحابة وزهادهم وفضلائهم وذوي القرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت عائشة: كان لسلمان مجلس من رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل حتى كان يغلبنا على رسول الله. وسءل علي عن سلمان فقال: علم العلم الأول والعلم الآخر وهو بحر لا ينزف وهو منا أهل البيت وهو الذي أشار على رسول الله بحفر الخندق لما جاءت الأحزاب. فأمر رسول الله بحفره فاحتمى المهاجرون والأنصار في سلمان وكان رجلا قويا. توفي سنة 35 هجرية في آخر خلافة عثمان وقيل إنه عاش 350 سنة فأما 250 فلا يشكون فيه.

المصدر: كتاب رسول الله
المؤلف: محمد رضا
إقرء المزيد

الاثنين، 10 ديسمبر 2018

قصة أصحاب الفيل

elephant Story



من الحوادث المهمّة التي وقعت عام مولد الرسول صلى الله عليه وسلّم حوالي سنة 570 م قدوم أبرهة الأشرم ملك اليمن إلى مكّة لهدم الكعبة وهذه خلاصتها:

إن الحبشة ملكوا اليمن بعد حمير فلمّا صار الملك إلى أبرهة بن صباح الأشرم، بنى كنيسة عظيمة بصنعاء إلى جنب غمدان يقال لها القُليس لم ير مثلها في زمانها، بناها بالرخام وجيد الخشب المذهّب وقصد أن يصرف حج العرب إليها ويبطل الكعبة، فلمّا تحدّث العرب بذلك غضب رجل من النساءة من بني فقيم بن عديّ بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر.

والنساءة الذين كانوا ينسئون الشهور على العرب في الجاهلية فيحلون الشهر من الأشهر الحرم ويحرّمون مكانه الشهر من الأشهر الحلّ ويؤخّرون ذلك الشهر، ففيه أنزل الله تبارك وتعالى: "" إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذبن كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرّم الله "".

وكانوا أول من نسأ الشهور على العرب فأحلت منها ما أحلت وحرمت منها ما حرم القلمس وهو حذيفة بن عبدالله بن فقيم. وأول الأشهر الحرم "المحرّم". فخرج الكناني حتى أتى القليس " الكنيسة" وتغوّط فيها ليلا ثم خرج فلحق بأرضه، فلمّا أُخبر بذلك أبرهة غضب وحلف ليسيرنّ إلى البيت حتّى يهدمه ( وسمّي هذا العام بعام الفيلك ) فلمّا وصل إلى الطائف بعد أن هزم من تعرّض له من العرب، بعث رجلا من الحبشة يقال له الأسود بن مقصود إلى مكّة فساق أموال أهلها وأصاب فيها مائتي بعير لعبد المطّلب بن هاشم وأحضرها إلى أبرهة، وأرسل أبرهة حناطة الحميري إلى مكّة وقال له: سل عن سيد أهل هذا البلذ وشريفهم، فسأل فقيل له عبد المطّلب فقال له: إن الملك يقول إني لم آت لحربكم إنما جئت لهدم هذا البيت. فقال له عبد المطلب: والله لا نريد حربه وما لنا بذلك طاقة. هذا بيت الله الحرام وبيت خليله إبراهيم فإن لم يمنعه منه فهو بيته وحرمه وإن يخل بينه وبينه فوالله ما عندنا دفع عنه، ثم انطلق عبد المطلب مع رسول أبرهة إليه فلما استؤذن لعبد المطّلب قالوا لأبرهة: هذا سيد قريش فأذن له فلما رآه أبرهة أجلّه وأكرمه عن أن يجلسه تحته وكره أن تراه الحبشة معه على سرير ملكه فنزل أبرهة عن سريره فجلس على بساطه وأجلسه معه عليه إلى جنبه، ثم قال له: حاجتك؟ فذكر عبد المطلب أباعره التي أُخِذت له، فقال أبرهة: قد كنت أعجبتني حين رأيتك ثم زهدت فيك حين كلّمتك، أتكلمني عن مائتي بعير أصبتها لك وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمه لا تكلّمني فيه؟ قال له عبد المطّلب: أنا ربّ الإبل وإن للبيت ربّا سيمنعه، فردّ أبرهة على عبد المطّلب الإبل فانصرف عبد المطلب إلى قريش فأخبرهم الخبر وأمرهم بالخروج من مكّة والتحرز بالجبال والشعاب تخّوفا عليهم معرة الجيش وقد كانوا أكثر من قريش عددا. ثم قام عبد المطلب فأخذ بحلقه باب الكعبة وقام معه نفر من قريش يدعون الله ويستنصرونه على أبرهة وجيشه. فقال عبد المطلب وهو آخذ بحلقه باب الكعبة:

لا هُمَّ إن العبد يمنع.......رحله فامنع حِلالك
لا يغلبنّ صليبهم.......ومحاهم غدوا محالك
إن كنت تاركهم وقبلتنا.......فامر ما بدا لك

فلمّا تهيأ أبرهة لدخول مكة وهيّأ فيله الأعظم (محموداً) وهو مجمع على هدم البيت فكانوا كلما وجهوا الفيل إلى مكة برك ولم يبرح، وإذا وجهوه إلى سائر الجهات قام يهرول. ويقال كان عدد الفيلة في هذه الوقعة ثلاثة عشر فيلا، وبينما هم كذلك أرسل الله عليعم طيرا أبابيل من البحر أمثال الخطاطيف مع كل طائر ثلاثة أحجار واحد في منقاره وإثنان في رجليه فقذفتهم بها وهي مثل الحمص والعدس لا تصيب أحدا منهم إلا هلك، وليس كلهم أصابت، ثم أرسل الله تعالى سيلا فألقاهم في البحر والذي سلم منهم ولي هاربا مع أبرهة إلى اليمن يبتدر الطريق وأصيب أبرهة بتساقط أعضائه وخرجوا به معهم تتساقط أعضاؤه حتى قدموا به صنعاء وهو مثل فرخ الطائر فما مات حتى انصدع صدره عن قلبه، ولما مات أبرهة، ملك مكانه ابنه يكسوم سنة 571 م.

المصدر: كتاب رسول الله
للمؤلف: محمد رضا
إقرء المزيد