فقدم عبدالرحمان بن ملجم الكوفة فلقي أصحابه من الخوارج فكاتمهم ما يريد وكان يزورهم ويزورونه فزار يوما نفراً من بني تيم الرباب فرأى امرأة منهم يقال لها: قطام بنت صخبة بن عدي بن عامر بن عوف بن ثعلبة بن سعد بن ذهل بن تيم الرباب وكان عليّ قتل أباها وأخاها بالنهروان فأعجبته فخطبها. فقالت: لا أتزوجك حتى تسمي لي. فقال: لا تسأليني شيئاً إلا أعطيتك. فقالت: ثلاثة آلاف وقتل عليّ بن بي طالب. فقال: والله ما جاء بي إلى هذا المصر إلا قتل عليّ وقد أعطيتك ما سألت.
ولقي بن ملجم شبيب بن بجرة الأشجعي فأعلمه ما يريد ودعاه أن يكون معه فأجابه الى ذلك وظل ابن ملجم تلك الليلة التي عزم فيها أن يقتل عليّاً في صبيحتها يناجي الأشعث بن قيس الكندي في مسجده حتى طلع الفجر. فقال له الأشعث: فضحك الصبح فقام ابن ملجم الكندي وشبيب بن بجرة فأخذا أسيافهما ثم جاءا حتى جلسا في مقابل السدة التي يخرج منها عليّ. فلما خرج اعترضه الرجلان فضرب الإثنان بسيفيهما، فأما سيف بن ملجم فأصاب جبهتخ إلى قرنه ووصل إلى دماغه وكان صد سن سيفه شهرا. وأما سيف شبيب فوقع في الطاق فسمع عليّ يقول لا يفوتنكم الرجل وشد المناس عليهما من كل جانب.
فأما شبيب فأفلت وأخذ بن ملجم فأُدخل على عليّ فقال: " أطيبوا طعامه وألينوا فراشه فإن أعش فأنا ولي دمي عفو أوقصاص، وإن أمت فألحقوه بي أخاصمه عند ربّ العالمين " ضرب علي رضي الله عنه في السابع من شهر رمضان سنة أربعين ( 24 يناير سنة 661 ). واستشهد بعد ذلك بثلاثة أيام ودفن بالكوفة ليلة الأحد التاسع عشر من شهر رمضان وغسله الحسن والحسين وعبدالله بن جعفر. وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة على الأصح، وكانت خلافته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر.
0 comments:
إرسال تعليق