إبحث في المدونة

الثلاثاء، 8 يناير 2019

قصة إسلام زيد بن حارثة

story of Islam Zaid bin Haritha

زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزي. ويقع في نسبه خلاف وتغيير وزيادة ونقص وهو أشهر موالي رسول الله. ويقال له: حب رسول الله وهبته خديجة رضي الله عنها للرسول صلى الله عليه وسلم قبل النبوة وهو ابن ثمان سنين وأعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبناه وذلك أن أباه قد وجد ( حزن ) لفقده وجداً شديداً وكان قد أخذ في السبي. فلما علم أبوه أنه بمكة قدمها ليفديه فدخل حارثة وأخوه كعب على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يابن عبد المطلب، يا ابن هاشم، يا ابن سيد قومه! جئناك في ابننا عندك فاكنن علينا وأحسن علينا في فدائه. فقال: " من هو"؟ قالا: زيد بن حارثة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فهلا غير ذلك "؟ قالا: ما هو؟ قال: " ادعوه وخيروه فإن اختاركم فهو لكم وإن اختارني فوالله ما أنا بالذي أختار على من اختارني أحداً ". قالا: قد زدتنا على النصف وأحسنت فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " هل تعرف هؤلاء "؟ قال: نعم، هذا أبي وهذا عمي. قال: " فأنا من قد عرفت ورأيت صحبتي فاخترني أو اخترهما ". قال: ما أريدهما وما أنا بالذي أختار عليك أحدا، أنت مني مكان الأب والعم. فقالا: ويحك يا زيد أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وأهل بيتك؟ قال: نعم. ورأيت من هذا الرجل شيئا ما أنا بالذي أختار عليه أحداً أبداً. فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك أخرجه إلى الحجر فقال: " يا من حضر اشهدوا أن زيداً ابني يرثني وأرثه ". فلما رأى ذلك أبوه وعمه طابت نفوسهما وانصرفا.

وهاجر زيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وشهد بدراً وأحداً والخندق والحديبية وخيبر وكان هو البشير إلى المدينة بنصر المؤمنين يوم بدر، وكان من الرماة المذكورين وزوّجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مولاته أم أيمن فولدت له أسامة، وتزوج زينب بنت جحش أم المؤمنين ثم طلقها ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: " لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتماً شيئاً من الوحي لكتم هذه الآية: ¤ وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ¤ إلى قوله تعالى: ¤ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا ¤ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تزوجها - يعني زينب - قالوا: إنه تزوّج حليلة ابنه فأنزل الله تعالى: ¤ مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ¤ وكان زيد يقال له زيد بن محمد فأنزل الله تعالى : ¤ ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ¤.

قال العلماء: ولم يذكر الله عزّ وجلّ في القرآن باسمه العلم من أصحاب نبينا وغيره من الأنبياء صلوات الله عليهم إلا زيداً في قوله تعالى: ¤ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا ¤.

وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين حمزة، وأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم أخيرا أميراً على الجيش في غزوة مؤتة فقاتل فيها حتى قُتل وذلك في جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة، وكان زيد أبيض أحمر وكان إبنه أسامة آدم شديد الأدمة ( أي أسمر ). 

المصدر: كتاب رسول الله
المؤلف: محمد رضا 

0 comments:

إرسال تعليق