إبحث في المدونة

‏إظهار الرسائل ذات التسميات أخبار. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات أخبار. إظهار كافة الرسائل

السبت، 8 ديسمبر 2018

مناقب وأخبار أجداد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

akhbar jad Messenger mohamed rasoulallah


النبي صلى الله عليه وسلم من سلالة آباء كرام، وكلهم سادة وقادة، ولهم مكان مكين ومقام بين العرب عظيم، وقد اشتهروا بالحكمة والشجاعة والإقدام والكرم كما يتبين ذلك من خلال هذه التدوينة المتواضعة والتي سنذكر فيها باختصار عن مناقبهم وأخبارهم.

فقد كان (معد) صاحب حروب وغارات على بني اسماعيل، ولم يحارب أحدا إلا رجع بالنصر، وهو أبو العرب.

وكان (نزار) أجمل أهل زمانه وأرجحهم عقلا.

وكان (مضر) جميلا كذلك، ولم يره أحد إلا أحبه، ومن حكمه المأثورة: " خير الخير أعجله، فاحملوا أنفسكم على مروهها، واصرفوها عن هواها فيما أفسدها، فليس بين الصلاح والفساد إلا صبر فواق ".
والفواق ما بين الحلبتين. ومضر أول من حدا للإبل وكان من أحسن الناس صوتا.

وكان (إلياس) في العرب مثل لقمان الحكيم في قومه، و من حكمه : " من يزرع خيرا يحصد غبطة، ومن يزرع شرّا يحصد ندامة".

وأما (فهر) فإليه جماع قريش، وما كان فوق فهر فلا يقال له قرشي بل يقال له كناني، واسمه قريش. وكان فهر كريما  يفتّش على حاجة المحتاج فيسدها بماله، وهو الجدّ السّادس لأبي عبيدة بن الجرّاح.

(كعب) وهو الجدّ الثامن لعمر بن الخطّاب رضي الله عنه، كان يجمع قومه يوم العَروبة ( أي يوم الرحمة ) وهو يوم الجمعة، فيعظهم وبذكّرهم بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم، وينبئهم بأنه من ولده ويأمرهم باتباعه.

(مُرّة) وهو الجد السادس لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والجد السادس لعمر بن الخطاب رضي الله عنه.

(كلاب) اسمه حكيم، وقيل عروة، ولقب بكلاب لأنه كان يكثر الصيد بالكلاب. وهو الجدّ الثالث لآمنة أمه صلى الله عليه وسلم، فهو ملتقى نسب أبيه بنسب أمّه. وقيل أنه أول من سمّى الأشهر العربية المستعملة إلى حدّ الآن.

 (قصيّ) وُلد حوالي 400 م اسمه زيد، ويقال له مُجمُع وبه جمع الله القبائل من قريش في مكة بعد تفرّقها فأنزلهم أبطح مكّة، وكان بعضهم في الشعاب ورؤوس الجبال بمكّة، فقسم منازلهم مجمِّعا، وهذا عمل جليل وفضل عظيم لا يتم إلا على يد ذوي النفوس الأبية والهمم العالية، وقصيّ أول من أوقد نار المزدلفة وكانت توقد حتى يراها من دفع من عرفة. وهو أول من جدّد بناء الكعبة من قريش بعد ابراهيم. وفقيل: إنما لُقِّب قُصَيًّا لأنه أُبعد عن أهله ووطنه مع أمّه بعد وفاة أبيه، فإنها تزوجت ربيعة بن حرام فرحل بها إلى الشام.
و كان إلى قصيّ في الجاهلية حجابة البيت، وسقاية الحاج وإطعامه المسمى بالرفادة، والندوة وهي الشورى لا يتم أمر إلا في بيته، ولا يُعقد عقد نكاح إلا في داره، ولا يُعقد لواء حرب إلا فيها، فطان بيته عبارة عن نادٍ للعرب، بل هو مجؤهم في جميع المشكلات سواء كانت قومية أو شخصية.

(عبد مناف) اسمه المغيرة وكان يُقال له قمر البطحاء لحسنه وجماله، وكانت قريش تسميه الفيّاض لكرمه، وهو الجدّ الرابع لعثمان بن عفّان والجدّ التاسع للإمام الشافعي.

(هاشم) واسمه عمرو بن عبد مناف، ويقال له عمرو العلا لعلو رتبته، وهو أخو عبد شمس، وقد ساد قومه بعد أبيه عبد مناف، وقد وقت مجاعة شديدة في قريش بسبب جدب شديد حصل لهم، فخرج هاشم إلى الشام فاشترى دقيقا وكعكا وقدم به مكّة في الموسم فهشم الخبز والكك ونحر جزرًا وجعل ذلك ثريدا وأطعم الناس حتى أشبعهم فسمي بذلك (هاشمًا) وكان يقال له (أبو البطحاء) و (سيد البطحاء). والبطحاء مسيل الوادي، ولم تزل مائدته منصوبة في السرّاء والضرّاء، وكان موسرا يؤدّي الحق ويؤمّن الخائف، وهو أول من سنّ الرحلتين لقريش (رحلة الشتاء والصيف)، فكان يرحل في الشتاء إلى اليمن وإلى الحبشة، وفي الصيف إلى الشّام.
وقد جاء ذكر الرّحلتين في القرآن الكريم بسورة قريش.

(عبد المطّلب) وأمه سلمى بنت زيد النجارية، وإسم بد المطّلب شيبة الحمد لأنه ولد وله شيبة، مع رجاء حمد الناس له، وإنما قيل له عبد المطّلب لأن عمه المطّلب أردفه خلفه وكان بهيئة رثّة لفقره فقيل له من هذا؟ فقال: عبدي، حياء ممن سأله، وكان عبد المطّلب مجاب الدعوة، وكان يرفع من مائدته للطّير والوحوش في رؤوس الجبال، وهذا إحساس لطيف ورفق بالحيوان الأعجم، ولذا كان يُقال له (مطعم الطّير)، ويقال له (الفيّاض) وهو أول من تحنّث (تعبّد) بحراء، فكان إذا دخل شهر رمضان صعد حراء وأطعم المساكين.
عاش مائة وعشرين سنة أو أكثر وقد انتهت إليه الياسة بعد عمه المطّلب، وكان يأمر أولاده بترك الظلم والبغي، ويحثّهم على مكارم الأخلاق. رفض في نهاية عمره عبادة الأصنام ووحّد الله. وهو الذي كشف عن زمزم بئر اسماعيل وأقام سقايتها للحجاج.

المصدر: كتاب رسول الله
للمؤلف: محمد رضا
إقرء المزيد