إبحث في المدونة

الخميس، 10 يناير 2019

إظهار الإسلام سنة 213 ميلادية

Show-islam-year-213

أمر الله سبحانه وتعالى النبي صلى الله عليه وسلم أن يصدع بما جاءه منه، وأن يدعو الناس إليه ويأمرهم به. وكان بين إخفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره واستتاره به وبين أمر الله تعالى إياه بإظهار دينه ثلاث سنين من بعثه، ثم قال الله تعالى: ¤ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ¤. أي لا تبال بهم ولا تلتفت إلى لومهم إياك على إظهار الدعوة. وقال تعالى: ¤ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ¤ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ  ¤. فصعد رسول الله على الصفا، فقال: " يا معشر قريش. فقالت محمد على الصفا يهتف. فأقبلوا واجتمعوا، فقالوا: مالك يا محمد؟ قال: " أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً بسفح هذا الجبل أكنتم صدّقتموني "؟. قالوا: نعم أنت عندنا غير متهم وما جرّبنا عليك كذباً قط. قال: " فإني نذير لكم بين يديّ عذاب شديد. يا بني عبد المطّلب، يا بني عبد مناف، يا بني زهرة - حتى عدد الأفخاذ من قريش - إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين، وإني لا أملك لكم من الدنيا منفعة ولا من الآخرة نصيباً إلا أن تقولوا : لا إله إلا الله. فقال أبو لهب: تبّاً لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا؟ فأنزل الله تبارك وتعالى: ¤ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ ¤. السورة كلها. فلما سمع أبو لهب قوله: ¤ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ¤. إن كان ما يقول محمد حقا افتديت منه بمالي وولدي فنزل: ¤ مَا أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ¤. وكان أبو لهب إذا سأله وفد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنه ساحر ومجنون لينصرفوا عنه قبل لقائه. وقد أغضبت هذه السورة أبا لهب فأظهر شدة العداوة وصار متهماً فلم يقبل قوله في رسول الله صلى الله عليه وسلم فكأنه خاب سعيه وبطل غرضه. وروي عن طارق المحاربي أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في السوق بقول: " أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا "، ورجل خلفه يرميه بالحجارة وقد أدمى عقبيه. ويقول: لا تطيعوه فإنه كذّاب، فقلت من هذا؟ قالوا: محمد وعمّه أبو لهب. أما امرأته فهي أم جميل بنت حرب بن أمية أخت أبي سفيان بن حرب عمّة معاوية فكانت أيضا في غاية العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وترمي الشّوك في طريقه.

وعن الزّهري أنه قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام سرا وجهرا فاستجاب لله من شاء من أحداث الرجال وضعفاء الناس حتى كثر من آمن به وكفار قريش غير منكرين لما يقول. فكان إذا مرّ عليهم في مجالسهم يشيرون إليه أنه غلام بني عبد المطلب يكلم من السماء فكان ذلك حتى عاب آلهتهم التي يعبدونها وذكر هلاك آبائهم الذين ماتوا على الكفر فشنقوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك وعادوه.

وعن ابن عتبة أنه قال: لما أظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام ومن معه وفشا أمره بمكة ودعا بعضهم بعضاً فكان أبو بكر يدعو ناحية سراً. وكان سعيد بن زيد مثل ذلك، وكان عثمان مثل ذلك، وكان عمر وحمزة بن عبد المطلب وأبو عبيدة بن الجراح يدعون علانية، فغضبت قريش من ذلك وظهر منهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم الحسد والبغي وأشخص به منهم رجال فبادوه وتستر آخرون وهم على ذلك الرأي إلا أنهم ينزهون أنفسهم عن القيام والإشخاص برسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان أهل العداوة والمباداة لرسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين يطلبون الخصومة والجدل: أبو جهل بن هشام وأبو لهب بن عبد المطّلب، والأسود بن عبد يغوث، والحارث بن قيس بن عدي وهو ابن الغليظة، والوليد بن المغيرة وأبي بن خلف، وأبو قيس بن الفاكه بن المغيرة والعاص بن وائل، والنضر بن الحارث ومنبه بن الحجاج وزهير بن أبي امية والسائب بن صيفي بن عابد، والأسود بن عبد الأسد، والعاص بن سعيد بن العاص، والعاص بن هاشم، وعقبة بن أبي معيط، وأبو الأصدي الأذلي، والحكم بن أبي العاص وعدي بن الحمراء. وذلك أنهم كانوا جيرانهم. والذين كانت عدوة رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم أبو جهل وأبو لهب وعقبة بن أبي معيط. وكان عتبة وشيبة إبنا ربيعة وأبو سفيان بن حرب أهل عداوة ولكنهم لم يشخصوا بالنبي صلى الله عليه وسلم نحو قريش ولم يسلم منهم أحد إلا أبو سفيان.

المصدر: كتاب رسول الله
المؤلف: محمد رضا

0 comments:

إرسال تعليق