ولد
النبي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فجر يوم الإثنين لإثنتي عشر ليلة مضت من
ربيع الأول 30 أغسطس سنة 570 م في عام الفيل، ولأربعين سنة خلت من حكم كسرى أنو
شروان خسرو بن قباذ بن فيوز بمكة في المكان المعروف بسوق الليل في الدار التي صارت
تدعى بدار محمد بن يوسف الثقفي أخي الحجاج بن يوسف وأدخل ذلك البيت في الدار حتى
أخرجته الخيزران أم الهادي والرشيد فجعلته مسجدا بصلى فيه.
وكان
قبل ذلك لعقيل بن أبي طالب. ونزل على يد الشفاء أم عبد الرحمان بن عوف فهي قابلته،
رافعا بصره إلى السماء واضعا يده بالأرض، وكانت أمه تحدث أنها لم تجد حين حملت به
ما تجده الحوامل من ثقل ولا وحم ولا غير ذلك. ولما ولدته أمه عليه الصلاة والسلام
أرسلت إلى جدّه وكان يطوف بالبيت تلك الليلة فجاء إليها فقالت له: يا أبالحارث لقد
ولد لديك مولود عجيب، فذُعر عبد المطّلب وقال: أليس بشرا سويا؟ فقالت: نعم ولكنه
سقط ساجدا ثم رفع رأسه وإصبعيه إلى السماء فأخرجته ونظر إليه وأخذه ودخل به الكعبة
وعوّذه ودعا له ثم خرج ودفعه إليها، وهو الذي سمّاه محمدًا.
فقيل:
كيف سميت بهذا الإسم وليس لأحد من آبائك؟ فقال: إني لأرجو أن يحمده أهل الأرض
كلهم، وكانت تلك السنة التي حمل فيها برسول الله صلى الله عليه وسلم سنة الفتح
والإبتهاج فإن قريشا كانت قبل ذلك في جدب وضيق عظيم فاخضرّت الأرض وحملت الأشجار
وأتاهم الرّغد في تلك السنة.
ومن عجيب ما وقع عند ولادته صلى الله عليه وسلم ما روي من ارتجاج إيوان كسرى وسقوط أربعة عشرة شرفة من شرفاته وذلك إشارة إلى أنه لم يبق من ملوكهم المستبدين بالملك إلا أربعة عشر ملكا، فهلك عشرة في أربع سنين وهلك أربعة إلى زمن عثمان رضي الله عنه، وغيض بحيرة طبرية بفلسطين إشارة إلى أنه يحصل لأصحابها بأس شديد، وخمود نار فارس وكان على ما يقال لها ألف عام لم تخمد كما رواه البيهقي وأبو نعيم والخرائطي في الهواتف وابن عساكر.
ومن عجيب ما وقع عند ولادته صلى الله عليه وسلم ما روي من ارتجاج إيوان كسرى وسقوط أربعة عشرة شرفة من شرفاته وذلك إشارة إلى أنه لم يبق من ملوكهم المستبدين بالملك إلا أربعة عشر ملكا، فهلك عشرة في أربع سنين وهلك أربعة إلى زمن عثمان رضي الله عنه، وغيض بحيرة طبرية بفلسطين إشارة إلى أنه يحصل لأصحابها بأس شديد، وخمود نار فارس وكان على ما يقال لها ألف عام لم تخمد كما رواه البيهقي وأبو نعيم والخرائطي في الهواتف وابن عساكر.
ومن
ذلك أيضا ما وقع من زيادة حراسة السماء بالشّهب وقطع رصد الشياطين ومنعهم من
استراق السمع، ولقد أحسن الشقراطيسي حيث قال:
ضاءت لمولده الآفاق واتصلت ....... بشرى الهواتف في الإشراق
والطفل
وصرح كسرى تداعى من قواعده ....... وانقضّ منطسر الأرجاء ذا
ميل
ونار فارس لم توقد وما خمدت ....... مذ ألف عام ونهر القوم لم
يصل
خرت لمبعثة الأوثان وانبعثت ....... ثواقب الشهب ترمي الجن
بالشهب
وينسب
بعضهم ذلك إلى أنه حدث في ذلك الوقت زلزال عظيم. قال اليعقوبي في تاريخه: ( وأصبت
الناس زلزلة عمّت جميع الدنيا ) الخ، ويروى أن الرشيد أراد هدم إيوان كسرى فقال له
وزيره يحيى بن خالد البرمكي: يا أمير المؤمنين، لا تهدم بناءا هو آية الإسلام.
وقال
البوصيري في الهمزية:
وتداعى إيوان كسرى ولو لا ....... آية منك ما تداعى البناء
وغدى كل بيت نار وفيه ....... كربة من خمودها وبلاء
وعيون للفرس غارت فهل كان ....... لنيرانهم بها إطفاء
وفي
سابع يوم من ولادة سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم عقّ عنه جدّه بكبش.
المصدر: كتاب رسول الله
للمؤلف: محمد رضا
للمؤلف: محمد رضا