إبحث في المدونة
الجمعة، 11 يناير 2019
القرآن يشلّ قبائل العرب
in: العرب القرآن رسول الله قبائل محمد يشلّ Arab baffles Messenger mohamed Quran the tribes
تحيّر ألباب العرب في القرآن الذي نزل بلغتهم وهم أهل فصاحة وبلاغة. وخشيت قريش أن ينتشر الإسلام وينتصر النبي صلى الله عليه وسلّم بدينه على الأصنام. فاتفقوا على إطلاق اسم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفّر القبائل منه، ويشوّه سمعته، ويكون عقَبة في سبيل نشر دعوته. ذلك أن الوليد بن المغيرة اجتمع اليه نفر من قريش وكان ذا سنّ فيهم. وقد حضر الموسمُ فقال لهم: يا معشر قريش انه قد حضر هذا الموسمُ. وإن وفود العرب ستقدم عليكم فيه. وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا فأجمعوا فيه رأياً واحداً ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضاً. فقالوا: فأنت يا أبا عبد شمس فقل وأقم لنا رأياً نقل به. قال: بل أنتم قولوا أسمع. قالوا: نقول كاهن. قال: والله ما هو بكاهن، لقد رأينا الكهان فما هو بزمزمة الكاهن ولا سجعه. قالوا: فنقول مجنون. قال: ما هو بمجنون لقد رأينا الجنون وعرفناه فما هو بخَنقه ولا تخالجه ولا وسوسته. قالوا: فنقول شاعر. قال: ما هو بشاعر، لقد عرفنا الشعر كلّه رَجَزَه وهزجه، وقرضه، ومقبوضه، ومبسوطه فما هو بالشعر. قالوا: فنقول ساحر. قال: ما هو بساحر، لقد رأينا السُّحار وسحرهم فلا هو بنفثه ولا عقده. فقالوا: فما نقول يابن عبد شمس؟ قال: والله إن لقوله لحلاوة، وإن أصله لعَذق. وإن فرعه لجَنَّاةٌ وما أنتم بقائلين من هذا شيئاً إلا عرف أنه باطل، وإن أقرب القول لأن تقولوا ساحر جاء بقول ساحر يفرق بين المرء وأبيه، وبين المرء وأخيه، وبين المرء وزوجته، وبين المرء وعشيرته، فتفرّقوا عنه بذلك. فجعلوا يجلسون بسبل الناس حين قدموا الموسم لا يمرّ أحد إلا حذّروه إياه. لكن النتيجة جاءت عكس ذلك فقد انتشر ذكره صلى الله عليه وسلم في بلاد العرب.
وقد كان ضماد بن ثعلبة الأزدي صديقاً للنبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية. وكان رجلا يتطبب ويرقي ويطلب العلم. فسمع سفهاء من أهل مكّة يقولون: إن محمدا مجنون. فجاءه وقال: إني راقٍ فهل بك شيء فأرقيك؟ فأجابه صلى الله عليه وسلم بقوله: " الحمد الله نحمده ونستعينه. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أم لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، أما بعد ". فقال له ضماد أعد عليّ كلماتك هؤلاء، فأعادهن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثاً. فقال: والله لقد سمعت قول الكهنة، وسمعت قول السحرة، وسمعت قول الشعراء، فما سمعت مثل هؤلاء الكلمات لقد بلغت ناعوس البحر فمد يدك أبايعك على الإسلام فمد النبي صلى الله عليه وسلم يده فبايعه وأسلم.
وهكذا أخفق مسعاهم وسقط إفكهم والحسود لا يسود، والكذب لا تقوم له قائمة فلا بد أن يسود الحق ويكتسح الباطل أمامه.
المصدر: كتاب رسول الله
المؤلف: محمد رضا.
حول الكاتب:
بدرالدين بايليك هو مالك مدونة لبيك رسول الله َلبيك رسول الله مهندس في الإعلام الآلي ومفتش في إدارة الأملاك الوطنية Contact Him Here
0 comments:
إرسال تعليق