إبحث في المدونة

الاثنين، 21 يناير 2019

سبب اسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه

reason of islam Omar bin khattab

عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزي وأمه حنتمة بنت هاشم. وُلد بعد الفيل بثلاثة عشرة سنة. رُوي عن عمر أنّه قال: ولدت بعد الفجار الأعظم بأربع سنين ويوافق مولده 581 م. وكان مديد القامة. تاجراً مشهوراً من أشراف قريش. وكانت إليه السفارة في الجاهلية، وذلك أن قريشاً إذا وقعت بينهم حرب أو بينهم وبين غيرهم بعثوه #سفيراً وإن نافرهم منافر أو فاخرهم مفاخر رضوا به وبعثوه منافراً ومفاخراً، ولما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم كان شديداً عليه وعلى المسلمين. وقد ذكرنا أنه كان يعذب جارية بني مؤمل لإسلامها فاشتراها أبو بكر وأعتقها.

إسلامه رضي الله عنه:

عن ابن عباس أنه قال: (أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة وثلاثون رجلا وامرأة، ثم إن عمر أسلم فصاروا أربعين).
ورُوي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اللهم أعزّ الإسلام بأحب الرجلين إليك عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام " يعني أبا جهل.

وحكى عن سبب اسلامه فقال: كنت من أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا أنا في يوم حار شديد الحر بالهاجرة في بعض طرق مكة إذ لقيني رجل من قريش فقال: أين تذهب يابن الخطاب أنت تزعم أنك هكذا وقد دخل عليك هذا الأمر في بيتك؟ قال: قلت: وما ذاك؟ قال: أُختك قد صبأت فرجعت مغضبا. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع الرجل والرجلين إذا أسلما عند الرجل به قوة فيكونان معه ويصيبان من طعامه، وقد كان ضم إلى زوج أختي رجلين فجئت حتى قرعت الباب. فقيل: من هذا؟ قلت: ابن الخطاب. وكان القوم جلوساً يقرأون في صحيفة معهم. فلما سمعوا صوتي تبادروا واختفوا وتركوا أو نسوا الصحيفة من أيديهم فقامت المرأة ففتحت لي. فقلت: يا عدوة نفسها قد بلغني أنك صبأت. قال: فأرفع شيئاً في يدي فأضربها به فسال الدم فلما رأت الدم بكت ثم قالت: يابن الخطاب ما كنت فاعلاً فافعل فقد أسلمت. فدخلت وأنا مغضب فجلست على السرير فنظرت فإذا بكتاب في ناحية البيت. فقلت: ما هذا الكتاب؟ أعطنيه - وكان عمر كاتباً - فقالت: لا أعطيك، لست من أهله. أنت لا تغتسل من الجنابة ولا تتطهّر وهذا لا يمسّه إلا المطهرون. قال: لم أزل بها حتى أعطتنيه - بعد أن أغتسل - فإذا فيه ( بسم الله الرحمــن الرحيــم ). فلما مررت بالرحمان الرحيم ذُعرت ورميت بالصحيفة من يدي ثم رجعت إليّ نفسي فإذا فيها ¤ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ¤ قال: فكلما مررت باسن من أسماء الله عز وجل ذعرت ثم ترجع إلي نفسي حتى بلغت ¤ آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ¤ حتى بلغت إلى قوله: ¤ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ¤ قال: فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. فخرج القوم يتبادرون بالتكبير استبشاراً بما سمعوه مني وحمدوا الله عزّ وجلّ، ثم قالوا: يابن الخطاب أبشر فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا يوم الإثنين فقال: اللهم أغز الإسلام بأحد الرجلين إما عمرو بن هشام وإما عمر بن الخطاب. وإنا نرجو أن تكون دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لك فأبشر. قال: فلما عرفوا مني الصدق قلت لهم: أخبروني بمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالوا: هو في بيت في أسفل الصفا وصفوه. فخرجت حتى قرعت الباب قيل: من هذا؟ قلت: ابن الخطاب، قال وقد عرفوا شدتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعلموا بإسلامي فما اجترأ أحد منهم أن يفتح الباب. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: افتحوا له فإنه إن يرد الله به خيراً يهده. ففتحوا لي وأخذ رجلان بعضدي حتى دنوت من النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أرسلوه فأرسلوني فجلست بين يديه فأخذ بمجمع قميصي فجبذني إليه، ثم قال: أسلم يابن الخطّاب اللهم اهده، قال: قلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك يا محمد رسول الله. فكبر المسلمون تكبيرة سُمِعت بطرق مكة.

وكان إسلام عمر في السنة السادسة من النبوّة، وكان في السادسة والعشرين من عمره بعد إسلام حمزة بثلاثة أيام. وسماه رسول الله الفاروق لأنه لما أسلم قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ألسنا على الحق إن متنا أو حييتا؟ قال: بلى والذي نفسي بيده، إنكم لعلى الحق إن متم أو حييتم. قال: فقلت: ففيم الإختفاء! والذي بعثك بالحق لتخرجن، فأخرجناه في صفّين حمزة في أحدهما وأنا في الآخر حتى دخلنا المسجد فنظرت إليّ قريش وإلى حمزة فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها. فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم الفاروق، وفرق بين الحق والباطل. قال عمر رضي الله عنه لما أسلمت تلك الليلة أيّ أهل مكة أشد لرسول الله صلى الله عليه وسلم عداوة حتى آتيه فأخبره أني أسلمت. قال: قلت: أبو جهل، فأقبلت حتى أصبحت حتى ضربت عليه بابه فخرج إليّ أبو جهل. فقال: مرحباً ما جاء بك؟ قال: جئت لأخبرك أني آمنت بالله وبرسوله محمد وصدقت بما جاء به. فضرب الباب في وجهي وقال: قبحك الله وقبح ما جئت به فكان إسلام عمر ضربة قاضية على أبي جهل.

ولا شك أن عمر رضي الله عنه قد أسلم لما قرأ آي الذكر الحكيم مع أنه كان قبل إسلامه يعذب جارية بني مؤمل لإسلامها أشد العذاب بلا رحمة ولا شفقة ولا يتركها إلا إذا مل وكل، وهذا يدل على أنه كان شديد البغض للإسلام شديد التعصب لدينه، وقد تعدى على أخته وجشها. ولم يكن أحد يتصور أن صاحب هذا الخلق الشديد الحانق على الإسلام والمسلمين والمعتدي على الرجال والنساء بالتعذيب والضرب يسلم بمجرد قراءته آي القرآن. نعم لم يكن أحد يتصور ذلك، لكن لما كان القرآن ليس كلام البشر بل كلام الله سبحانه وتعالى كان له تأثير عجيب في النفوس، ولا بد أن سامعه برق قلبه مهما كان قاسياً. لذلك لم يسع عمر بن الخطاب هذا العربي الصميم إلا الإعتراف بأن ما تلاه هو كلام الله سبحانه وتعالى وليس في استطاعة البشر الإتيان بمثله فصدّق بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وإن في ذلك لعبرة لأولي الألباب. وعمر رضي الله عنه ثاني الخلفاء الراشدين وقد ضرب المثل الأعلى بعدله وزهده.

قال عليّ رضي الله عنه: ما علمت أحداً هاجر إلا متخفياً إلا عمر بن الخطاب فإنه لما همَّ بالهجرة تقلد سيفه وتنكب قوسه وانتضى في يده أسهما، وأتى الكعبة وأشراف قريش بفنائها فطاف سبعاً ثم صلى ركعتين عند المقم ثم أتى حلقهم واحدة واحدة وقال: شاهت الوجوه، من أراد أن تثكاه أن تثكله أمه وييتم ولده وترمل زوجته فليلحقني وراء هذا الوادي. فما تبعه أحد منهم.

ومن مناقب عمر بن الخطاب العظيمة رضي الله عنه أن الوحي نزل على وفق قوله في آيات كثيرة منها:
- آية أخذ الفداء عن أسارى بدر.
- آية تحريم الخمر.
- آية تحويل القبلة.
- آية أمر النساء بالحجاب.
- النهي عن القيام على القبر من مات من المنافقين.

وطُعِن عمر رضي الله عنه يوم الأربعاء لأربع ليال بقين من شهر ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين من الهجرة ودفن يوم الأحد هلال المحرم سنة أربع وعشرين ( ويوافق سنة 644 م ) وهو ابن ثلاث وستين سنة على الصحيح المشهور.

والذي طعن عمر: العلج أبو لؤلؤة فيروز غلام المغيرة بن شعبة وهو قائم في صلاة الصبح حين أحرم بالصلاة طعنه بسكين ذات طرفين فضربه في كتفه وخاصرته وقيل ضربه ضربات. فقال: الحمد لله الذي لم يجعل منيتي بيد رجل يدعي الإسلام. والظاهر أن العلج هذا كان مجنوناً لأنه طعن مع عمر ثلاثة عشر رجلاً. توفي منهم سبعة وعاش الباقون، ولما أحس أنه مقتول قتل نفسه.

وكانت خلافته - رضي الله عنه - عشر سنين وخمسة أشهر وواحدا وعشرين يوماً وثبت في صحيح البخاري وغيره أنه أوا من جمع الناس لصلاة التراويح فجمعهم على أبي بن كعب بن قيس رضي الله عنه. وأجمع المسلمون في زمنه وبعده على استحبابها. وروي عن عليّ رضي الله عنه أنه مر على المساجد في رمضان وفيها القناديل فقال: " نوّر الله على عمر قبره كما نوّر علينا مساجدنا ".

المصدر: كتاب رسول الله
المؤلف: محمد رضا.

0 comments:

إرسال تعليق