إبحث في المدونة

‏إظهار الرسائل ذات التسميات المنتظر. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات المنتظر. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 31 ديسمبر 2018

النبي المنتظر محمد رسول الله

Mohamed Messenger expected

اتفق مؤرخوا العرب وأصحاب السير أن أهل الكتاب كانوا ينتظرون ظهور نبيّ في ذلك الزكان وكانوا يعلمون أوصافه وأحواله، من ذلك أنهم ذكروا:
(1) أنه ثبت بالأخبار القريبة من التواتر أن شقاً وسطيحاً كانا كاهنين يخبران بظهور نبينا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل زمان ظهوره.

(2) قصة حليمة السعدية وأنها كانت تعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم على اليهود كلما مر بها جماعة منهم وتحدثهم بشأنه فكانوا يحضون على قتله فتهرب منهم.

(3) أنهم اتفقوا على أن بحيرا الراهب عرف الرسول صلى الله عليه وسلم بعلامات فيه وقال لأبي طال: ارجع بابن أخيك إلى بلده واحذر عليه اليهود فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت لَيَبغُنَّهُ شَرًّا فإنه كائن له شأن عظيم فأسرع به إلى بلده.

(4) في سيرة ابن هشام فصل عن انذار يهود برسول الله نقلا عن رواية ابن اسحاق فليراجع في موضعه وقد أورد في هذه المدوّنة.

(5) قصة سلمان الفارسي الذي أسلم بعد أن استدل على رسول الله بعلامات كان يعرفها من الراهب الذي صحبه أخيرا. وقصة اسلام سلمان مشهورة ومذكورة في المصادر المعتبرة التي يعوّل عليها المؤرخون ولا يمكن أن تكون مختلفة، فقد رواها ابن عباس عن لسان سلمان الفارسي نفسه. والقصة مذكورة في هذه المدوّنة أيضا لأهمّيتها.

(6) اسلام عبد الله بن سلام بن الحارث فإنه كان حَبراً عالماً. قال: سمعت برسول الله صلى الله عليه وسلم وعرفت صفته واسمه وزمانه الذي كنا نتوكف له فكنت مسرًّا لذلك صامتا عليه حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة إلى آخر ما قال مما هو مذكور في هذه المدوّنة نقلا عن سيرة ابن هشام.

(7) كانت العرب تسمع من أهل الكتاب ومن الكهان أن نبيا يبعث في العرب اسمه محمد فسمى من بلغه ذلك من العرب ولده محمدا طمعا في النبوة، وقد ذكرت في مدونتي أسماء بعضهم نقلا عن كتاب رسول الله للمؤلف محمد رضا نقلا عن طبقات ابن سعد كاتب الواقدي.

(8) ما جاء في صحيح البخاري في باب بدء الوحي من أن ورقة بن نوفل ( ذلك الشيخ العالم بالنصرانية والذي كان يكتب الإنجيل بالعبرانية ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين عرضته عليه خديجة : " هذا الناموس الذي نزل على موسى "... الخ

(9) أن التبي صلى الله عليه وسلم لما جمع بني قينقاع - وهم طائفة من اليهود - قال لهم: " يا معشر اليهود احذروا من الله عزّ وجلّ مثلما نزل بقريش من النقمة وأسلموا فإنكم عرفتم أني نبيّ مرسل تجدون ذلك في كتابكم وفي عهد الله إليكم ".

(10) كان قيس بن نُشبَة في الجاهلية منجما متفلسفا واعدًا بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه فقال له: يا محمد ما كَحلَة؟ فقال: السّماء. قال: وما مَحلَة؟ فقال: الأرض. فآمن به وقال: لا يعرف هذا الا نبيّ. فقال قيس في ذلك.

تابعت دين محمد ورضيته ....... كل الرضا لأمانتي ولديني
مازلت آمله وأرقب وقته ....... والله قد أنه يهديني
أعني بن آمنة الأمين ومن به ....... أرجو التخلص من عذاب الهون

فكان قوم قيس اذا وردوا على النبي صلى الله عليه وسلم، قال لهم: "كيف حبركم"؟.

كل هذا وغيره يؤيد أنهم كانوا ينتظرون نبيا يظهر في ذلك الزمان وليس ذلك بمستغرب فإن البشارة به صلى الله عليه وسلم قد وردت في التوراة والإنجيل وقد أثبتنا ذلك في موضوع سابق من هذه المدوّنة مستشهدين بآيات من الكتاب المقدّس المطبوع باللغة العربية فلا بد من أن أهل الكتاب في ذلك الزمان كانت لديهم كتب أخرى ألفها علماؤهم شرحا للكتاب المقدّس فاستقوا منها تلك المعلومات والعلامات التي عرفوا بها صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وموطنه وزمنه واضطهاد قومه له وهجرته. إننا نرجح ذلك بل نؤكده لأننا إذا كنا قد استخرجنا من الكتاب المقدس المطبوع في أيامنا آياتنا تبشر برسالته صلى الله عليه وسلم وتصفه وتصف شريعته وموطنه وأصحابه فلا بد أن يكون أهل الكتاب قديما - ولا سيما العلماء منهم - قد اطلعوا في النسخ العبرية القديمة التي كانت لديهم، ولم نتوصل اليها، على معلومات أوفى خاصة بالرسول تعدّ غريبة بالنسبة لنا.

هذا ما يستنتجه المؤرّخ المنصف، بل هذا ما يتبادر إلى ذهن من تَتَبّع سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.
أما مستر موير فإنه انبرى في الجزء الثاني من كتابه يكذب جميع المصادر التاريخية ويرفض ما جاء فيها من أهل الكتاب كانوا ينتظرون نبيّاً يبعث. زاعما أن هذه الروايات لا أساس لها من الصحة وأنها من مخترعات المؤرخين لأنه لو اعترف بصحتها أو بصحة بعضها لوجب عليه أن يعترف برسالة النبي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، في حين أنه حاول في جميع ما كتبه واستنبطه إثبات أنه لم يكن نبيّاً بل كان رجلا يدَّعي النبوّة لبسط نفوذه!.

المصدر: كتاب رسول الله
المؤلف: محمد رضا
إقرء المزيد