إبحث في المدونة

‏إظهار الرسائل ذات التسميات رسالة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات رسالة. إظهار كافة الرسائل

السبت، 22 ديسمبر 2018

رسالة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم

Message mohamed messenger allah

اثبات رسالة محمد رسول الله في التوراة والإنجيل
أُرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة ناسخا بشريعته الشرائع الماضية، قال تعالى: ¤ وما أرسلناك إلاَّ كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون ¤ 
وقال: ¤ تبارك الذي نزّل الفرقان على عبده يكون للعالمين نذيراً ¤

وقد وردت البشارة به في التوراة والإنجيل والزبور.

فجاء في قول يوحنا حكاية عن المسيح عليه السلام ما يأتي:
( إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي وأنا أطلب من الآب فيعطيكم فار قليطاً آخر ليمكث معكم إلى الأبد ... روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم وفيكم ).

وجاء أيضا: ( وأما الآن فأنا ماض إلى الذي أرسلني وليس أحد منكم يسألني أين تمضي لكن لأني قلت لكم هذا قد ملأ الحزن قلوبكم لكني أقول لكم الحق إنه خير لكم أن أنطلق لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم الفارقليط Paraclete لكن إن ذهبت أرسله إليكم ومتى جاء ذلك يبكت العالم على خطيئته وعلى بر وعلى بينونة. أما على الخطيئة فلأنهم لا يؤمنون بي، وأما على بر فلأني ذاهب إلى أبي ولا ترونني أيضا. وأما على دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد دين. إن لي أمورا كثيرة أيضا لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن وأما متى جاء ذلك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كلما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية. ذاك يمجدني لأنه لا يأخذ مما لي ويخبركم ).

إن هذه الترجمة رديئة فالأسلوب ضعيف والألفاظ مكررة تكرارا لا مسوغ له والجمل مفككة خالية من الروح ولذا لا يتأثر منها القاريء وترجمة الفارقليط أو البارقليط بالعربية (أحمد) كما قال تعالى في كتابه العزيز: ¤ ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ¤.

وقد تصرف المترجمون في هذه اللفظة فكانوا تارة ينقلونها عن اللغات الثلاث الأصلية وهي: العبرانية والكلدانية، واليونانية، بالمعزي وأخرى بالمخلص أو يكتبونها البارقليط كما هي.

ومن بقرأ هذه النصوص وينعم النظر في معناها ومرماها يجد أن عيسى عليه السلام بشر برسالة نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام فسماه فارقليطا آخر يعني رسولا غيره تبقى شريعته إلى قيام الساعة ولا يأتي بعده نبيّ ولا رسول. وقال: إنه إن لم ينطلق لا يأتي الفارقليط وقد بكَّت النبي صلى الله عليه وسلم النصارى واليهود الذين أنكروا نبوة المسيح وأساؤوا إليه وحرفوا دينه وقد أرشد النبي عليه الصلاة والسلام الناس كافة إلى الحق وكان لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به أي لا ينطق على الهوى إن هو إلا وحي يوحى، وثبت أنه أخبر بأمور آتية وقد وقع ما أخبر به ومجَّد عيسى عليه السلام.
وتدل آيات القرآن الكريم على ما ورد في الإنجيل فإن النبي صلى الله عليه وسلم ( الفارقليط الذي أتى بعد عيسى عليه السلام ) لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به وأنه يرشد إلى الحق. قال تعالى: ¤ قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذير مبين ¤.
وقال تعالى: ¤ وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى سراط مستقيم ¤.
وقال تعالى: ¤ والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفّر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم ¤
وقال تعالى: ¤ تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون ¤.

وإذا كان الفارقليط لا يشير إلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإلى من يشير إذن؟ وأين الذي جاء بعد عيسى عليه السلام؟ ومن هو الذي بكَّت العالم خطيئته ومن هو روح الحق الذي لا يتكلم من نفسه الخ، أليس هو سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وجاء في وصية موسى الكليم عليه السلام: من التثنية ولفظه: ( قال جاء الرب من سيناء وأشرق من ساعير واستعلن من فاران ومعه ألوف الأطهار في يمينه سنة من نار. أحب الشعوب جميع الأطهار بيده والذين يقتربون من رجليه يقبلون من تعليمه ).

هذه الوصية هي آخر وصايا موسى عليه السلام. وقد أخبر بعيسى ومحمد عليهما الصلاة السلام ووضح لهم أن الله جاء من سيناء وأوصاكم بواسطتي باتباع التوراة ويستشرق عليكم بواسطة عيسى من ساعير وهي جبال فلسطين فلم يبق إلا أن يستعلن من جبال فاران ( والمراد بها مكّة وهي البلدة التي سكنها اسماعيل ) وألوف الأطهار هم الصحابة رضوان الله عليهم. في يمينه سِنة من نار وهي الشريعة الإسلامية لأنها أحرقت المشركين.

ولما كان من المهم أن نعرف مكان فاران التي وردت في وصية موسى بحثت عنها في المراجع الموثوق بها فقد جاء في معجم ياقوت جزء 6 صفحة 323 طبع مصر سنة 1324 ( فاران هي من أسماء مكة وورد ذكرها في التوراة قيل هي اسم لجبال مكّة ) وجاء في كتاب صفة جزيرة العرل للهمداني: وأما معدن فران فإنه نسب إلى فَرانَ بن بليّ بن عمرو كما قيل في جبال الحرم وجبال فاران وذكرت بذلك في التوراة وهي نسبة إلى فاران بن عمليق. وجاء في كتاب الإعلام بأعلام بيت الله الحرام تأليف قطب الدين النهرواني المكي عند ذكر أسماء مكة ما يلي: ( ومن أسمائها كوثي لأن كوثي اسم لمحل من قيقعان وفاران والمقدسة وقرية النمل لكثرة نملها والحاطمة لحطمها للجبابرة والوادي والحرم... الى غير ذلك )، فلم يبق شك في أن فاران جبال مكة أو هي مكة نفسها سميت باسم تلك الجبال.

وجاء في سفر أشعيا الإصحاح الحادي والأربعين ( أنصتي إليّ أيتها الجزائر ولتجدد القبائل قوة ليقتربوا ثم يتكلموا. لنتقدم معا إلى المحاكمة من أنهض من المشرق الذي يلاقيه النصر عند رجليه دفع أمامه أمما وعلى ملوك سلطه. جعلهم كالتراب بسيفه وكالقش المنذري بقوسه. طردهم. مر سالما في طريق لم يسلكه برجليه من فعل وصنع داعيا الأجيال من البدء أنا الرب الأول ومع الآخرين أنا هو ) والمراد بالقبائل العرب وصاحب السيف والقوس هو محمد صلى الله عليه وسلم فإن عيسى لم يحارب أصلا.

وجاء في الفصل 18 من الكتاب الخامس من سفر الثنية: أن الله تعالى قال لموسى عليه السلام: ( قل لبني ارائيل إني أقيم لهم آخر الزمان نبيا مثلك من بني اخوتهم ) وكل نبي بعث بعد موسى كان من بني اسرائيل وآخرهم عيسى عليه السلام فلم يبق أن يكون من بني اخوتهم إلا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لأنه من ولد اسماعيل واسماعيل أخو إسحاق واسحاق جد بني اسرائيل فهذه هي الأخوة التي ذكرت في التوراة ولو كانت هذه البشارة ببني اسرائيل لم يكن لذكر اخوتهم معنى.

وجاء في كتاب الرؤيا المنسوب إلى يوحنا الإنجيلي ما نصه: ( ثم رأيت السماء مفتوحة وإذا فرس أبيض والجالس عليه يدعى أمينا صادقا وبالعدل يحكم ويحارب وعيناه كلهب من نار وعلى رأسه تيجان كثيرة وله اسم مكتوب ليس أحد يعرفه إلا هو ) وهناك قال: إنه يحارب ولا شك أنه محمد صلى الله عليه وسلم. وقد كان يدعى قبل الرسالة بالأمين الصادق كما أسلفنا.

وجاء في رؤيا يوحنى اللاهواتي: ( ومن فمه يخرج سيف ماض لكي يضرب به الأمم وهو سيرعاهم بعصا من حديد وهو يدوس معصرة خمر سخط وغضب الله القادر على كل شيء ). والمراد من قوله: يخرج من فمه سيف ماض فيه الخ هو القرآن الكريم. وقد داس رسول الله صلى الله عليه وسلم معصرة خمر أي حرّم الخمر تحريما قطعيا.

هذه النصوص المذكورة في التوراة والإنجيل ناطقة برسالة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لهذا لما كان بحيرا الراهب متبحرا في علم النصرانية فقد عرف النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره برسالته مما اطلع عليه في الكتب المقدّسة ففيها أوصافه عليه الصلاة والسلام وشيء من ارهاصاته ومعجزاته وكانت حليمة السعدية تعرض النبي صلى الله عليه وسلم على اليهود والكهان وتحدثهم بشأنه فيعرفونه من أوصافه وأحواله وقد أخبر برسالته عليه الصلاة والسلام ورقة بن نوفل ابن عم خديجة وكان شيخا نصرانيا عندما أخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما رأى من الوحي إذ قال له: " هذا هو الناموس الذي نزل الله على موسى " إلى آخر ما قال مما سيأتي ذكره في موضعه. هذا وقد أنذر اليهود برسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي الموضوع الموالي ما جاء في سيرة ابن هشام

المصدر: كتاب رسول الله
المؤلف: محمد رضا

إقرء المزيد