بعد أن ردّت حليمة رسول الله صلى الله عليه وسلّم، خرجت به أمّه مرّة إلى المدينة سنة 575م - 576م لزيارة أخواله من بني النجّار أي أخوال جدّه عبد المطّلب فمرضت وهي راجعة به فماتت ودُفنت بالأبواء بين مكّة والمدينة وعمره ستُّ سنين وكان عمر آمنة حين وفاتها ثلاثين سنة.
وفي الحديث أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم زار قبر أمّه بالأبواء في ألف مُقَنَّع فبكى وأبكى أي في ألف فارس مغطّى بالسّلاح.
فحضنته أمّ أيمن بركة الحبشيّة التي ورثها من أبيه وحملته إلى جدّه عبد المطّلب ابن هاشم الذي كان يحبه ويكرمه فقد كان يوضع لعبد المطّلب فراش في ظلّ الكعبة فكان بنوه يجلسون حول فراشه ذلك حتى يخرج إليه لا يجلس عليه أحد من بنيه إجلالاً له فكان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يأتي وهو غُلام حتى يجلس عليه فيأخذه أعمامه ليؤخروه عنه. فيقول عبد المطّلب إذا رأى ذلك منهم: ’’ دعوا ابني فوالله إن له لشأناً ’’. ثمّ يجلسه معه عليه ويمسح ظهره بيده ويسرّه ما يراه يصنع.
وبوفاة أمّه صار يتيماً، وقد أشير إلى يُتمه في القرآن قال الله تعالى: ¤ ألم يجدك يتيماً فئاوى ¤ ، وفي السّنة التي استقلّ جدّه صلى الله عليه وسلّم فيها بكفالته رمد الرّسول رمداً شديداً.
المصدر: كتاب رسول الله
للمؤلف: محمد رضا
للمؤلف: محمد رضا