إبحث في المدونة

‏إظهار الرسائل ذات التسميات with. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات with. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 10 فبراير 2019

معاهدة رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهود

agreement Messenger Allah with Jewish

معاهدة رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهود

قال ابن إسحاق وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً بين المهاجرين والأنصار وادع فيه يهود وعاهدهم وأقرهم على دينهم وأموالهم وشرط عليهم واشترط لهم:

بِسْــمِ الله الرَّحْمَــــنِ الرَّحِيــــمِ

" هذا كتاب من محمّد النبي صلى الله عليه وسلم بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم أنهم أمة واحدة من دون الناس المهاجرون من قريش على ربعتهم يتعاقلون بينهم وهم يفدون عانيهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين. وبنو عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين وبنو ساعدة على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين. وبنو الحارث على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى وكا طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين. وبنو جشم على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين. وبنو النجار على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين. وبنو عمرو بن عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى وكل طائفة نفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين. وبنو النبيت على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين. وبنو الأوس على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين وأن المؤمنين لا يتركون مفرجاً بينهم أن يعطوه بالمعروف في فداء أو عقل ولا يحالف مؤمن مولى من دونه وأن المؤمنين المتقين على من بغى منهم أو ابتغى دسيعة ظلم أو إثم أو عدوان أو فساد بين المؤمنين وأن أيديهم عليه جميعاً ولو كان ولد أحدهم ولا يقتل مؤمن في كافر ولا ينصر كافر على مؤمن. وأن ذمة الله واحدة يجير عليهم أدناهم وأن المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس وأنه من يتبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة غير مظلومين ولا متناصرين عليهم وأن سلم المؤمنين واحدة لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله إلا على سواء وعدل بينهم وأن كل غازية غزت معنا تعقب بعضها بعضاً وأن المؤمنين يبيء بعضهم على بعض بما نال دماءهم في سبيل الله وأن المؤمنين المتقين على أحسن هدى وأقومه وأنه لا يجير مشرك مالاً لقريش ولا نفساً ولا يحول دونه على مؤمن وأنه من اغتبط مؤمناً قتلاً عن بينة فإنه قود به إلا أن يرضى ولي المقتول وأن المؤمنين عليه كافة لا يحل لهم إلا قيام عليه وأنه لا يحل لمؤمن أقر بما في هذه الصحيفة وآمن بالله واليوم الآخر أن ينصر محدثاً ولا يؤويه وأنه من نصره أو آواه فإن عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة ولا يؤخذ منه صرف ولا عدل وأنكم مهما اختلفتم فيه من شيء فإن مرده الى الله عز وجل وإلى محمد صلى الله عليه وسلم، وأن اليهود يتفقون مع المؤمنين ما دامو محاربين وأن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين لليهود دينهم وللمسلمين دينهم مواليهم وأنفسهم إلا من ظلم وأثم فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته وأن ليهود بني النجار مثل ما ليهود بني عوف وأن ليهود بني ساعدة مثل ما ليهود بني عوف وأن ليهود بني جشم مثل ما ليهود بني عوف وأن ليهود بني الأوس مثل ما ليهود بني عوف وأن ليهود بني ثعلبة مثل ما ليهود بني عوف إلا من ظلم وأثم فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته وأن جفنة بطن من ثعلبة كأنفسهم وأن لبني الشطنة مثل ما ليهود بني عوف وأن البردون الإثم وأن موالي ثعلبة كأنفسهم وأن بطانة يهود كأنفسهم وأنه لا يخرج منهم أحد إلا بإذن محمد صلى الله عليه وسلم وأنه لا ينحجز على ثار جرح وأنه من فتك فبنفسه وأهل بيته إلا من ظلم وإن الله على أبر هذا وأن على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم وأن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة وأن بينهم النصح والنصيحة والبردون الإثم وأنه لم يأثم امرؤ بحليفه وأن النصر للمظلوم وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين؛ وأن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة وأن الجار كالنفس غير مضار ولا آثم وأنه لا تجار حرمة إلا بإذن أهلها وأنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده فإن مرده إلى الله عز وجل وإلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن الله على أتقى ما في هذه الصحيفة وأبره وأنه لا تجار قريش ولا من نصرها وأن بينهم النصر على من دهم يثرب، وإذا دعوا إلى صلح يصالحونه ويلبسونه فإنهم يصالحونه ويلبسونه وأنهم إذا دعوا إلى مثل ذلك فإنه لهم على المؤمنين إلا من حارب في الدين على كل أناس حصتهم من جانبهم الذي قبلهم وأن ليهود الأوس مواليهم وأنفسهم مثل ما لأهل هذه الصحيفة مع البر الحسن من أهل هذه الصحيفة وأن البر دون الإثم لا يكسب كاسب إلا على نفسه وأن الله على أصدق ما في هذه الصحيفة وأبره، وأنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم أو آثم، وأنه من خرج آمن ومن قعد آمن بالمدينة إلا من ظلم وأثم وأن الله جار لمن بر واتقى ومحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ".

المصدر: كتاب رسول الله
المؤلف: محمد رضا
إقرء المزيد

الأحد، 20 يناير 2019

إسلام حمزة رضي الله عنه

Islam Hamzah Allah be him

حمزة بن عبد المطلب، وأمه هالة بنت وهب، وهو عمّ الرسول صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة أرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب. وكان رضي الله عنه أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين، وهو سيد الشهداء وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين زيد بن حارثة. أسلم سنة ست من النبوة وكنيته أبو عمارة وكان شجاعاً، محارباً، قوي الجسم، طويل القامة.

وكان سبب اسلامه أن أبا جهل اعترض رسول الله صلى الله عليه وسلم فآذاه وشتمه ونال منه ما يكره من العيب لدينه والتضعيف له فلم يكلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت مولاة لعبد الله ابن جدعان التيمي في مسكن لها فوق الصفا تسمع ذلك ثم انصرف عند فعمد إلى نادٍ لقريش عند الكعبة فجلس معهم ولم يلبث حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه أن أقبل متوشحاً قوسه راجعاً من قنصٍ له، وكان صاحب قنص يرميه ويخرج له فكان إذا رجع من قنصه لم يرجع الى أهله حتى يطوف بالكعبة، وكان إذا فعل ذلك لم يمر على نادٍ من قريش الا وقف وسلم وتحدث معهم، وكان أعزّ قريش وأشدّها شديكمة وكان يومئذٍ مشركاً على دين قومه. 

فلما مرّ بالمولاة وقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع الى بيته قالت له: يا أبا عمارة لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد من أبي الحكم آنفاً؛ وجده هاهنا فآذاه وشتمه وبلغ منه ما يكره ثم انصرف عنه ولم يكلمه محمد. فاحتمل حمزة الغضب فخرج سريعاً لا يقف على أحدٍ كما يصنع، يريد الطواف بالبيت معدالأبي جهل أن يقع به. فلما دخل المسجد نظر إليه جالساً في القوم فأقبل نحوه حتى إذا قام على رأسه رفع القوس فضربه به ضربةً جشّه بها جشّة منكرة وقامت رجال من قريش من بني مخزوم إلى حمزة لينصروا أبا جهل فقالوا: ما نراك يا حمزة إلا قد صبأت. فقال حمزة وما يمنعني وقد استبان لي منه ذلك. أنا أشهد أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن الذي يقول الحق فوالله لا أنزع فامنعوني ان كنتم صادقين. 

قال أبو جهل دعوا أبا عمارة فإني والله لقد سببت ابن أخيه سبّاً قبيحاً وثبت حمزة على إسلامه. فلما أسلم حمزة عرفت قريش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عز وامتنع، وأن حمزة سيمنعه، فكفوا عن بعض ما كانوا يتناولونه به ثم هاجر إلى المدينة وشهد بدراً وأبلى فيها بلاءا عظيماً مشهوراً. وقاتل يوم بدر بسيفين وشهد أحدا فقتل بها يوم السبت النصف من شوال من السنة الثالثة من الهجرة بعد أن قتل من المشركين قبل أن يُقتل أحداً وثلاثين نفساً وبينما كان يقاتل إذ عثر عثرة وقع فيها على ظهره فانكشف الدرع عن بطنه فزرقه وحشي الحبشي مولى جبير بن مطعم بحربة فقتله. 

ومثل به المشركون وبجميع قتلى المسلمين وجعل نساء المشركين، هند وصواحباتها يجدعن أنوف المسلمين وآذانهم ويبقرن بطونهم، وبقرت هند بطن حمزة رضي الله عنه فأخرجت كبده فجعلت تلوكها فلم تسغها فلفظتها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لو دخل بطنها لم تمسها النار " وبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رآه قتيلا. ومع ذلك عفا رسول الله عن هند يوم الفتح. ودفن عند أُحد في موضعه وكان عمره تسعاً وخمسين سنة وكان حمزة أول شهيد صلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

المصدر: كتاب رسول الله
المؤلف: محمد رضا.
إقرء المزيد

الأربعاء، 9 يناير 2019

الصدق و قوة الإيمان وشجاعة أبو بكر الصديق رضي الله عنه

Honesty-strength-faith-courage-Abu-Bakr

عبادة الأصنام مع أنها واضحة البطلان فإن العرب كانوا متمسكين بها تمسكا شديدا لرسوخها في نفوسهم منذ زمن طويل فلا يطيقون سماع من يعيبها أو يطعن فيها بل لا يقبلون إرشاد ناصح يخاطبهم بالحسنى. ويناقشهم بالعقل والبرهان. فإذا قيل لهم كيف تعبدون الحجارة التي لا تنفع ولا تضر، ولا تبصر ولا تسمع، ولا تعلم من يعبدها ومن لا يعبدها، ثارت ثائرتهم. وقالوا: هذا ما وجدنا عليه آباءنا واعتدوا على أعزّ الناس لديهم وأشرفهم وأعقلهم وأسهلهم أخلاقاً. فلم يكن من الحكمة وأصالة الرأي أن يجهر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه القليلون بالإسلام ويؤدوا شعائرهم الدينية أمام أمّة بأسرها متعصبة لدينها الوثني تعصّبا أعمى.

وقد أدرك بعض أفراد بعقلهم الثاقب وفطرتهم السليمة أن قومهم في خطأ مبين فمنهم من مات ةهو منكر لعبادة الأصنام قبل الإسلام. ومنهم من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم عندما بلغته رسالته كسلمان الفارسي أو عنما دعا رسول الله إلى اتباع الدين القويم كأبي بكر، ومن أسلم بدعائه وغيرهم ولم يبالوا بما يصيبهم من سخط قومهم وإيذائهم مع ما يعلمونه من قلة عدد المؤمنين في باديء الأمر.

فمما وقع لأبي بكر الصديق رضي الله عنه من الأذية ما ذكره بعضهم كما في السيرة الحلبية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دخل دار الأرقم ليعبد الله هو ومن معه من أصجابه سِرّاً ألحّ أبو بكر رضي الله عنه في الظهور فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " يا أبا بكر إنا قليل ". فلم يزل به حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من الصحابة رضي الله عنهم وقام أبو بكر في الناس خطيباً ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس ودعا إلى رسول الله. فهو أول خطيب دعا إلى الله تعالى، فثار المشركون على أبي بكر رضي الله عنه وعلى المسلمين يضربونهم فضربوهم ضرباً مبرّحاً، ووطىء أبو بكر بالأرجل وضرب ضربا شديداً. وصار عتبة بن ربيعة يضرب أبا بكر بنعلين مخصوفتين وحرفهما إلى وجهه حتى صار لا يعرف أنفه من وجهه فجاءت بنو تيم يتعادون فأجلت المشركين عن أبي بكر إلى أن أدخلوه منزله ولا يشكون في موته. ثم رجعوا فدخلوا المسجد فقالوا: والله لئن مات أبو بكر لنقتلن عتبة. ثم رجعوا إلى أبي بكر وصار والده أبو قحافة وبنو تيم يكلمونه فلا يجيب حتى آخر النهار. ثم تكلم وقال: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فعذلوه وصار يكرر ذلك، فقالت أمه: والله ما لي علم بصاحبك. فقال: إذهبي إلى أم جميل فاسأليها عنه فخرجت إليها وقالت لها أن تسأل عن محمد بن عبد الله. فقالت: لا أعرف محمدا ولا أبا بكرا. ثم قالت: تريدين أن أخرج معك؟ قالت: نعم. فخرجت معها إلى أن جاءت أبا بكر فوجدته صريعا فصاحت وقالت: إن قوما نالوا هذا منك لأهلُ فسق. وإني لأرجو أن ينتقم الله منهم. فقال لها أبو بكر رضي الله عنه: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت له: هذه أمّك تسمع. قال: فلا عين عليك منها: أي أنها لا تفشي سرّك. قالت: سالم هو في دار الأرقم. فقال: والله لا أذوق طعاما ولا شرابا أو آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت له أمّه فأمهلناه حتى إذ هدأت الرجل وسكن الناس خرجنا يتكيء عليَّ حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرقّ له رقّة شديدة وأكب عليه يقبله وأكب عليه المسلمون كذلك. فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول اللهما بي من بأس إلا ما نال الناس من وجهي وهذه أمي برة بولدها فعسى الله أن يستنقذها بك من النار، فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاها إلى الإسلام فأسلمت.

لا شك أن المسلمين في ذلك الوقت كانوا في خطر شديد. فقد كان لا يهدأ للمشركين بال إلا إذا أساءوا إليهم ولذلك كان الإستخفاء في غاية الحكمة. وبقي المسلمون ميتخفين في دار الأرقم حتى كملوا أربعين رجلا، وكان آخرهم إسلاما عمر بن الخطّاب. فلما كملوا به أربعين خرجوا وأظهروا إسلامهم.

تلك شجاعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وقوة إيمانه وصدق يقينه. لقد وقف أمام المشركين وجهاً لوجه ولم يبال بكثرتهم وعرّض حياته الغالية للخطر ليدعوهم إلى الحق، إلى عبادة الله الواحد القهّار ونبذ الشرك وخلع الوثنية فأصيب بشر ما يصاب به إنسان وكاد يُقضَى عليه، فلما أفاق كان أول ما تلفظ به السؤال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولم ترتح نفسه وتطمئن حتى رآه بعينيه سالما معافى. فأين هذا من الذين يخالفون عقائدهم ويميلون مع الأهواء وينضمون إلى من يأنسون فيه القوة ويعينون على الباطل لمتاع مؤقت لا يلبث أن يزول؟

لو كان المسلمون في باديء أمرهم متهاونين مذبذبين لما ثبتت دعائم الإسلام وصار قويّ الأركان، متين البنيان، بل لقُبِر في مهده، لكنه ارتفع على كواهل رجال أقوياء صادقين أدهشوا العالم بأعمالهم وجهادهم، حتى خضعت لهم أمم الأرض! فبمثل عمل هؤلاء فليهتد المصلحون.

المصدر: كتاب رسول الله
المؤلف: محمد رضا.
إقرء المزيد