إبحث في المدونة

السبت، 12 يناير 2019

قريش تفاوض أبا طالب في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم #الثانية

Quraish negotiation Abu Talib in ordered Messenger Allah

المفاوضة الثانية

ثم لما تباعد الرجال وتضاغنوا، وأكثرت قريش ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فكّروا في مفاوضة أبي طال مرة أخرى. فمشوا إليه وقالوا: يا أبا طالب إن لك سنا وشرفا ومنزلة فينا وإنما قد اشتهيناك أن تنهي ابن أخيك فلم تفعل. وإنا والله لا نصبر على هذا من شتم آلهتنا وآبائنا، وتسفيه أحلامنا حتى تكفه عنا، أو ننازله وإياك في ذلك حتى يهلك أحد الفريقين أو كما قالوا، ثم انصرفوا عنه. ومعنى ذلك أنهم هدّدوا أبا طالب في هذه المرّة وأظهروا له العداوة. فعظم عليه فراق قومه وعداوتهم له، ولم تطب نفسه بإسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وخذلانه فبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلمه ما قالت قريش، وقال له: أبق على نفسك وعليّ ولا تحملني من الأمر ما لا أطيق فظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عمّه قد خذله وضعف عن نصرته. فقال له: " يا عمّاه والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته " ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام. فلما ولى ناداه أبو طالب فأقبل عليه وقال: ( اذهب يابن أخي فقل ما أحببت فوالله لا أسلمك لشيء أبدا ).

فتدبّر أيها القاريء في قوة رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك القوّة المعنوية العظيمة أمام شعب معادٍ معاند وشدّة تمسّكه بمبدئه إلى النهاية !!

المصدر: كتاب رسول الله
المؤلف: محمد رضا.

0 comments:

إرسال تعليق