إبحث في المدونة

‏إظهار الرسائل ذات التسميات الإسراء. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الإسراء. إظهار كافة الرسائل

السبت، 2 فبراير 2019

هل رأى رسول الله ربه ليلة الإسراء ؟

Did messenger see god night Isra

هل رأى رسول الله ربه ليلة الإسراء؟

أنكرت عائشة رضي الله عنها ؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه ليلة الإسراء وروي عن ابن عباس أنه رآه بعينه ومثله عن أبي ذر وكعب رضي الله عنهما وكان الحسن رحمه الله يحلف على ذلك. ومن القائلين بالرؤية ابن مسعود وأحمد بن حنبل وجماعة من الصحابة. وعن ابن عباس أنه قال: " أتعجبون أن تكون الخلة لإبراهيم والكلام لموسى والرؤية لمحمد صلى الله عليه وسلم "، وعن عكرمة سئل ابن عباس هلى رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه؟ فقال: قال النووي في شرح صحيح مسلم: والأصل في الباب حديث ابن عباس حبر الأمة والمرجوع اليه في المعضلات، وقد راجعه ابن عمر رضي الله عنهم في هذه المسألة وراسله هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه! فأخبره أنه رآه.

ولا يقدح في هذا حديث عائشة رضي الله عنها فإنها لم تخبر أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لم أر ربي وإنما ذكرت ما ذكرت متأولة بقوله تعالى: ¤ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولا ¤ ولقوله تعالى: ¤ لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ ¤ والصحابي اذا قال قولاً وخالفه غيره منهم لم يقل قوله حجة وإذا صحت الروايات عن ابن عباس في اثبات الرؤية وجب المصير إلى اثباتها فإنها ليست مما يدرك بالعقل ويؤخذ بالظن، وإنما يتلقى بالسماع ولا يستجيز أحد أن يظن بابن عباس أن تكلم في هذه المسألة بالظن والإجتهاد. وقد قال معمر بت راشد حين ذكر إختلاف عا\شة وابن عباس ما عائشة عندنا بأعلم من ابن عباس. ثم ان ابن عباس أثبت شيئاً نفاه غيره والمثبت مقدم على النافي.

والراجح عند أكثر العلماء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعيني رأسه ليلة الإسراء. والظاهر أن إخباره صلى الله عليه وسلم بالمعراج لم يكن عند إخباره بالإسراء، بل تأخر عنه بمدناء على أنهما كانا في ليلة واحدة ولم تنزل قصة المعراج في سورة الإسراء بل أنزل ذلك في سورة النجم، ومما يؤيد أنهما كان في ليلة واحدة قول البخاري في صحيحه < باب كيف فرضت الصلاة ليلة الإسراء > أن من المعلوم أن فرض الصلوات الخمس إنما هو في المعراج.

نقول وقد خالفت عائشة ابن عباس في هل كان الإسراء بالجسد أو بالروح فقالت عائشة والله ما فقد جسد رسول الله ولكن صعد بروحه وابن عباس يقول انه إسراء بالجسد وفي اليقظة وهذا ما ذهب اليه معظم الصحابة أما ما يتصوره بعضهم من أن الصعود بالجسد إلى السموات مستحيل عقلاً فنقول ان هذا الصعود بالجسم معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدرك بالعقل كجميع معجزاته وكمعجزات الرسل عليهم صلوات الله ولو كان الصعود بالروح فقط لصرح به رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وإذا كان أمر الإسراء والمعراج عجيباً فأعجب منه أن المسيح يصلب ويقتل ويدفن ثم يقوم من بين الموتى ويصعد الى السماء ويجلس على يمين الله كما يعتقد المسيحيون.

المصدر: كتاب رسول الله
المؤلف: محمد رضا.
إقرء المزيد

الخميس، 31 يناير 2019

تأثير خبر الإسراء في قريش

 Influence news Isra Quraysh

تأثير خبر الإسراء في قريش

لما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر الناس بما رآه فصدقه الصديق وكل من آمن به إيماناً قوياً وارتد ناس ممن آمن به. وكذبه الكفار واستوصفوه مسجد بيت المقدس فوصفه لهم وسألوه عن أشياء في المسجد فمثل بين يديه فجعل ينظر اليه ويصفه ويعد أبوابه لهم باباً باباً فيطابق ما عندهم. وسألوه عن عير لهم فأخبرهم بها وبوقت قدومها فكان كما أخبر.

ويروى أنه صلى الله عليه وسلم لما رجع الى مكة من ليلته أخبر بمسراه أم هانيء بنت أبي طالب أخت علي رضي الله عنه وأنه يريد أن يخرج إلى قومه ويخبرهم بذلك لأنه ما أحب أن يكتم قدرة الله وما هو دليل على علو مقامه صلى الله عليه وسلم فتعلقت بردائه أم هانيء وقالت: أنشدك الله يابن عم ألا تحدث بها قريشاً فيكذبك من صدقك فضرب بيده ردائه فانتزعه منها. قالت: وسطع نور عند فؤاده كاد يخطف بصري فخررت ساجدة فلما رفعت رأسي فإذا هو قد خرج. قالت: فقلت لجاريتي نبعة وكانت حبشية اتبعيه وانظري ماذا يقول فلما رجعت أخبرتني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى الى نفر من قريش في الحطيم وفيهم مطعم بن عدي وأبو جهل بن هشام فأخبرهم بمسراه.

ولما قص رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر الإسراء على جمع من قريش أعظموا ذلك الإسراء وصار بعضهم يصفق وبعضه يضع يده عن رأسه تعجّباً - فلو كان الإسراء رؤيا منامية لما كانت مستغربة ولما أحدث تلك الضجة وكذبه المسلمون اللهم إلا من كان منهم قوي العقيدة ثابت الإيمان - قال مطعم بن عدي إن أمرك قبل اليوم كان أمراً يسيراً غير قولك اليوم، هو يشهد أنك كاذب. نحن نضرب أكباد الإبل إلى بيت المقدس مصعداً شهراً ومنحدراً شهراً. أتزعم أنك أتيته في ليلة واحدة؟ واللات والعزى لا أصدقك وما كان هذا الذي تقول قط. فقال أبو بكر رضي الله عنه يا مطعم بئس ما قلت لابن أخيك جبهته وكذبته أنا شهد أن أنه صادق وفي رواية فسعى رجال من المشركين إلى أبي بكر رضي الله عنه فقالوا: هل لك الى صاحبك يزعم أنه أسري به الليلة إلى المقدس؟ قال: وقد قال ذلك؟ قالوا: نعم. قال: لئن قال ذلك لقد صدق. قالوا: أتصدقه أنه ذهب إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح؟ قال: نعم إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه في خبر السماء في غدوة وروحة. فقال مطعم: يا محمد صف لنا بيت المقدس. فقال أبو بكر رضي الله عنه: صف لي يا رسول الله فإني قد جئته فجاءه جبريل بصورته ومثاله فجعل يقول: أشهد أنك رسول الله حتى أتى على أوصافه.

وهذه هي الأحاديث الواردة في صحيح البخاري الخاصة بالإسراء والمعراج: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لما كذّبتني قريش قمت في الحجر فجلا الله لي بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه ".

المصدر: كتاب رسول الله
المؤلف: محمد رضا.
إقرء المزيد

الأربعاء، 30 يناير 2019

الإسراء والمعراج سنة 621 م

Isra and Maraj year 621

الإسراء والمعراج سنة 621 م

كان الإسراء قبل الهجرة بسنة، وبه جزم ابن حزم في ليلة سبع وعشرين من شهر رجب وهو المشهور وعليه عمل الناس وكان ليلة الإثنين. وكان بعد خروجه صلى الله عليه وسلم إلى الطائف.

كان الإسراء إلى بيت المقدس والمعراج إلى السماوات، وفرضت عليه في تلك الليلة الصلوات الخمس وقد ذكر الإسراء في القرآن قال تعالى: ¤ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ¤.

واختلف في كيفية الإسراء فالأكثرون من طوائف المسلمين اتفقوا على أنه أسري بجسد رسول الله صلى الله عليه وسلم والأقلون قالوا: إنه ما أسري إلا بروحه. حكي عن محمد بن جرير الطبري في تفسيره عن حذيفة أنه قال: ذلك رؤيا وأنه ما فقد جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما أسري بروحه. حُكِي هذا القول أيضاً عن عائشة رضي الله عنها وعن معاوية رضي الله عنه وحديث عائشة ليس بالثايت لأنها لم تكن حينئذٍ زوجته. قال النسفي وكان الإسراء في اليقضة. وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: والله ما فقد جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن عرج بروحه. وعن معاوية مثله، وعلى الأول الجمهور إذ لا فضيلة للحالم ولا مزيو للنائم.

واتفق الأكثرون من طوائف المسلمين على أنه أسري بجسد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصحيح.

جاء في زاد المعاد لابن قيم الجوزية:
( وقد نقل ابن اسحاق عن عائشة ومعاوية أنهما قالا: إنما كان الإسراء بروحه ولم يفقد جسده، ونقل عن الحسن البصري نحو ذلك. ولكن ينبغي أن يعلم الفرق بين أن يقال كان الإسراء مناماً وبين أن يقال كان بروحه دون جسده وبينهما فرق عظيم. وعائشة ومعاوية لم يقولا كان كناماً وإنما قالا أسري بروحه ولم يفقد جسده وفرق بين الأمرين فإن ما يراه النائم قد يكون أمثالاً مضروية للمعلوم في الصور المحسوسة فيرى كأنه عرج به الى السماء أو ذهب الى مكة أو أقطار الأرض وروحه لم تصعد ولم تذهب وإنما ملك الرؤيا ضرب له المثال. والذين قالوا: عرج برسول الله صلى الله عليه وسلم طائفتان: طائفة قالت عرج بروحه وبدنه، وطائفة قالت عرج بروحه ولم يفقد بدنه، وهؤلاء لم يريدوا أن المعراج كان مناماً وإنما أرادوا أن الروح ذاتها أسري بها وعرج بها حقيقة وباشرت من جنس ما تباشر به بعد المفارقة، وكان حالها في ذلك كحال كحالها بعد المفارقة في صعودها الى السماوات سماء سماء حتى ينتهي بها الى الى السماء السابعة فتقف بين يدي الله سبحانه وتعالى فيأمرها بما يشاء ثم تنزل الى الأرض، فالذي كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء أكمل مما يحصل للروح عند المفارقة. ومعلوم أن هذا الأمر يفوق ما يراه النائم ) الخ.

فالإسراء ما كان مناماً قطعاً لأنه لو كان مناماً لما كذبه المشركون فإن من الناس من يرى أنه صعد إلى السماء أو قطع مسافات شاسعة لا يتصورها العقل، وليس المنام معجزة خارقة للعادة، والروح في المنام لا تفارق الجسم كذلك لو كان الإسراء مناماً لصرح به رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والطبري في تفسيره ينكر أن الإسراء كان بالروح فقط وقد رد على من قال بذلك فقال: ( والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال: إن الله أسرى بعبده محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى كما أخبر الله عباده، وكما تظاهرت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله حمله على البراق حتى أتاه به وصلى هنالك بمن صلى من الأنبياء والرسل فأراه ما أراه من الآيات، ولا معنى لقوله من قال أسري بروحه دون جسده لأن ذلك لو كان كذلك لم يكن في ذلك ما يوجب أن يكون دليلاً عن نبوّته ولا حجة له على رسالته ولا كان الذين أنكروا حقيقة ذلك من أهل الشرك يدفعون به على عن صدقه فيه إذ لم يكن منكراً عندهم ولا عند أحد من ذوي الفطرة الصحيحة من بني آدم أم يرى الرائي منهم في المنام ما على مسيرة سنة فكيف ما هو على مسيرة شهر أو أقل، إلى أن قال: ولو كان الإسراء بروحه لم تكن الروح محمولة على البراق إذ كانت الدواب لا تحمل إلا الأجسام إلا أن يقول قائل إن معنى قولنا أسري بروحه رأى في المنام أنه أسري بجسده على البراق فيكذب حينئذٍ بمعنى الأخبار التي رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جبريل حمله على البراق لأن ذلك إذا كان مناماً على رأي صاحب هذا القول ولم تكن الروح عنده مما يركب الدواب ولم يحمل على البراق جسم النبي صلى الله عليه وسلم  لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على قوله حمل على البراق الا جسمه ولا شيء منه وصار الأمر عنده كبعض أحلام المائمين وذلك دفع لظاهر التنزيل وما تتابعت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءت به الآثار عن الأئمة من الصحابة التابعين ).

ومما قاله الفخر الرازي في تفسيره: قال أهل التحقيق إن الذي يدل على أنه تعالى أسرى بروح محمد وجسده من مكة الى المسجد الأقصى القرآن والخبر. أما القرآن فهذه فهذه الآية. وتقرير الدليل أن العبد اسم لمجموع الجسد والروح فوجب أن يكون الإسراء حاصلا لمجموع الجسد والروح وأما الخبر فهو الحديث المروي في الصحاح وهو مشهور وهو يدل على الذهاب من مكة الى بيت المقدس، ثم منه الى السماوات.

والمعراج به صلى الله عليه وسلم الى السماوات ليطلع على عجائب الملكوت كما قال تعالى: ¤ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ¤ وإلا فالله تعالى لا يحويه زمان ولا مكان ورأى ربه تلك الليلة وأوحى إلى عبده ما أوحى وفرض عليه خمس صلوات وجمع له الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فصلى بهم في بيت المقدس ثم استقبلوه في السماوات ورجع صلى الله عليه وسلم من ليلته الى مكة.

وقد أنكر المسيحيون إسراء رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعراجه وليس ذلك بمستغرب منهم، انما الغريب أنهم بقيام المسيح وصعوده الى السماء، ففي آخر انجيل مرقص: ( ثم ان الرب بعدما كلمهم، ارتفع الى السماء وجلس عن يمين الله ). وجاء في آخر انجيل لوقا: ( وفيما هو "المسيح" يباركهم، انفرد عنهم وأصعد إلى السماء ).

المصدر: كتاب رسول الله
المؤلف: محمد رضا.
إقرء المزيد