إبحث في المدونة

‏إظهار الرسائل ذات التسميات 580. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات 580. إظهار كافة الرسائل

السبت، 15 ديسمبر 2018

حرب الفِجار 580 م - 590 م

ungodly war


أيام الفِجار أربعة فالفِجار الأول كان بين كنانة وهوازان، والثاني بين قريش وكنانة وبني نضر بن معاوية ولم يكن فيه كبير قتال، والفِجار الأخير بين قريش وكنانة كلها وهوازان وكان بين هذا الأخير ومبعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم خمس وعشرون سنة. 
وقد شهد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الفجار الأخير وهو ابن خمس عشرة سنة وكان سببها أن النّعمان بن المنذر أمير الحيرة بعث بلطيمة له إلى سوق عكاظ للتجارة وأجارها له عروة الرجال من بني هوزان فنزلوا على ماء يقال له أوراة، فوثب البرّاض، خليع من بني كنانة على عروة فقتله وهرب إلى خيبر فاستخفى بها ولقي بشر بن أبي خازم الأسدي الشاعر فأخبره الخبر وأمره أن يعلم ذلك عبد الله بن جدعان وهشام بن المغيرة وحرب بن أمية ونوفل بن معاوية الديلي وبلعاء بن قيس. فوافى عكاظ فأخبرهم فخرجوا موائلين منكشفين إلى الحرم وبلغ قيساً الخبر آخر ذلك اليوم فقال أبو براء رئيس هوزان: ما كنا من قريش إلا في خدعة فخرجوا في آثارهم فأدركوهم وقد دخلوا الحرم فناداهم رجل من بني عامر يقال له الأدرم بن شعيب بأعلى صوته: إن ميعاد ما بيننا وبينكم هذه الليالي من قابل وأنا لا نأتلي في جمع.

ولم تقم تلك السنة سوق عكاظ فمكثت قريش وغيرها من كنانة وأسد بن خزيمة ومن لحق بهم من الأحابيش سنة يتأهّبون لهذه الحرب وتأهبت قيس عيلان، ثم حضروا من قابل ورؤساء قريش عبد الله بن جدعان وهشام بن المغيرة وحرب بن أميّة وأبو أحيحة سعيد بن العاص وعتبة بن ربيعة والعاص بن وائل ومعمر بن حبيب الجمحي وعكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار وخرجوا متساندين ويقال : بل أمرهُم إلى عبد الله بن جدعان وكان في قيس أبو براء عامر بن مالك بن جعفر وسبيع وربيعة ابنا معاوية النضري ودُريد بن الصِّمة ومسعود بن معتب وأبو عروة بن مسعود وعوف بن أبي حارثة المري وعبّاس بن رعل السلمي، وهؤلاء هم الرؤساء والقادة. ويقال به كان أمرهم جميعا إلى براء وكانت الراية بيده وهو الذي سوّى صفوفهم فالتقوا فكانت الدبرة (الهزيمة) أول النهار لقيس وكنانة على هوازان ومن ضوى إليهم. ثم صارت الدبرة آخر النهار لقريش وكنانة على قيس فقتلوهم قتلا ذريعا حتى نادى عتبة بن ربيعة يومئذٍ - وإنه لشاب ما كملت له ثلاثون سنة - إلى الصلح فاصطلحوا على أن يعدوا القتلى وودت قريش لقيس ما قتلت فضلا عن قتلاهم ووضعت الحرب أوزارها فانصرفت قريش وقيس.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الفجار فقال: " قد حضرته مع عمومتي ورميت فيه بأسهم وما أحب أني قد أكون فعلت " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كنت أنبل على أعمامي " أي أناولهم النبل.

المصدر: كتاب رسول الله
المؤلف: محمد رضا
إقرء المزيد