إبحث في المدونة

الخميس، 27 ديسمبر 2018

من هم الأربعة الباحثون عن دين ابراهيم ؟

Who are the four Researchers Abraham religion

قد استنكر بعض العرب عبادة الأصنام وأدرك أنها لا تنفع ولا تضر وذلك في الجاهلية قبل أن يُبعث سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقد حدث أنه بينما كانت قريش مجتمعة يوما في عيد لهم عند صنم من أصنامهم يعتكفون عنده ويدورون به وكان ذلك عيدا لهم كل سنة. إذ خلص منهم أربعة وهم: ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزي، وعبيد الله بن جحش بن رئاب وعثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزي، وزيد بن عمرو بن بن نفيل بن عبد العزي فقال بعضهم لبعض: تعلموا والله ما قومكم على شيء لقد أخطأوا دين ابراهيم ما حجر نطيف به لا يسمع ولا يبصر ولا يضر ولا ينفع؟ يا قوم التمسوا لكم دينا فإنكم والله ما أنتم على شيء. فتفرقوا في البلدان يلتمسون الحنيفية، دين ابراهيم.

1- فأما ورقة بن نوفل وهو ابن عم خديجة فاستحكم في النصرانية واتبع الكتب في أهلها حتى علم علما من أهل الكتاب.
2- وأما عبيد الله بن جحش فأقام على ما هو عليه من الإلتباس حتى حتى أسلم ثم هاجر مع المسلمين إلى الحبشة ومعه امرأته أم حبيبة ابنة أبي سفيان مسلمة ثم تنصر وفارق الإسلام حتى هلك هناك نصرانيا. وخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده على امرأته أم حبيبة.
3- وأما عثمان بن الحويرث فقدم على قيصر، ملك الروم فتنصر وحسنت منزلته عنده.
4- وأما زيد بن عمرو بن نفيل، فوقف فلم يدخل في يهودية ولا نصرانية وفارق دين قومه فاعتزل الأوثان.

المصدر: كتاب رسول الله
المؤلف: محمد رضا
إقرء المزيد

الأربعاء، 26 ديسمبر 2018

عبادة الأصنام والأوثان ( التماثيل والمجسمات )

Cult statues figures


الصنم ينحت من خشب ويصاغ من فضة ونحاس. والجمع أصنام: وقيل هو ما كان له جسم أو صورة، فإن لم يكن له جسم أو صورة فهو وثن. قال ابن الأثير: الفرق بين الوثن والصّنم أن الوثن كل ما له جثة معمولة من جواهر الأرض أو من الخشب والحجارة كصورة الآدمي تعمل وتنصب فتعبد، والصنم: الصورة بلا جثة. ومنهم من لم يفرق بينهما وأطلقهما على المعنيين. قال: وقد يطلق الوثن على غير الصورة.

الوثنية ببلاد العرب ترجع إلى عهد بعيد جدا، قيل: إن اسماعيل ابن ابراهيم لما سكن مكة وولد له بها أولاد كثيرة حتى ملأوا مكة ونفوا من كان بها من العماليق، ضاقت عليهم مكة ووقعت بينهم الحروب والعداوات وأخرج بعضهم بعضا فتفسحوا في البلاد لالتماس المعاش.

وكان الذي حدا بهم إلى عبادة الأوثان والحجارة أنه كان لا يظغن من مكة ظاغن الا احتمل معه حجرا من حجارة الحرم تعظيما للحرم وصبابة بمكة فحيثما حلوا وضعوه وطافوا به كطوافهم بالكعبة تيمنا منهم وصبابة بالحرم وحبا له. وهم بعد يعظمون الكعبة ومكة ويحجون ويعتمرون على ارث ابراهبم واسماعيل.

ثم أدى بهم إلى أن عبدوا ماستحبوا ونسوا ما كانوا عليه واستبدلوا بدين ابراهبم واسماعيل غيره فعبدوا الأوثان (التماثيل والمجسمات ) وصاروا إلى ما كانت عليه الأمم من قبلهم وانتجثوا ما كان يعبد قوم نوح منها على ارث ما بقي فيهم من ذكرها وفيهم على ذلك بقايا من عهد ابراهيم واسماعيل يتنسكون بها من تعظيم البيت والطواف به والحج والعمرة مع ادخالهم فيه ما ليس منه.

وكان أول من غير دين اسماعيل عليه السلام فنصب الأوثان وسيّب السائبة ووصل الوصيلة وبحر البحيرة وحمى الحامية، عمرو بن ربيعة، وهي لحيّ بن حارثة بن عمرو بن عامر الأزدي وهو أبو خزاعة.
وكانت أم عمرو بن لحي فهيرة بنت عمرو بن الحارث.

وكان الحارث هو الذي يلي أمر الكعبة فلما بلغ عمرو بن لحيّ نازعه في الولاية وقاتل جرهماً ببني اسماعيل فظهر بهم وأجلاهم عن الكعبة ونفاهم من بلاد مكة وتولى حجابة البيت بعدهم.

ثم إنه مرض مرضا شديدا، فقيل: إن بالبقاء من الشام حمَّة إن أتيتها برأت فأتاها فاستحم بها فبرأ ووجد أهلها يعبدون الأصنام. فقال: ما هذه؟ فقالوا: نستسقي بها المطر ونستنصر بها على العدوّ، فسألهم أن يعطوه منها ففعلوا فقدم بها مكة ونصبها حول الكعبة. وقيل: إنهم أعطوه صنما يقال له هبل فقدم به مكة فوضعه عند الكعبة فكان أول صنم وضع بمكة.

قال ابن هشام: فحدثنا الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رفعت لي النار فرأيت عمرًا ( أي عمرو بن لحيّ ) رجلا قصيرا أحمر أزرق يجر قصبه في النار. قلت: من هذا؟ قيل: هذا عمرو بن لحيّ أول من بحر البحيرة ووصل الوصيلة وسيب السائبة وحمى الحامية وغير دين ابراهيم ودعا العرب الى عبادة الأوثان ".

وقد جاء في القرآن ذكر الأصنام الخمسة التي كان يعبدها قوم نوح: قال الله تعالى ¤ قال نوح ربي انهم عصوني واتبعوا ما لم يزده ماله وولده الا خسارا ¤ ومكروا مكرا كبارا ¤ وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وَدًّا ولا يَغُوثَ ويَعُوقَ ونَسرًا ¤ وقد أضلوا كثيرا ولا تزد الظالمين إلا ضلالا ¤. ولم يرد ذكر هبل في القرآن.
ويقال: إن هذه الأصنام وجدها عمرو بن لحيّ في ساحل جدة وفرقها فاتخذتها العرب آلهة.

ومن الأصنام المشهورة القديمة: إساف ونائلة عبدتها خزاعة وقريش ومن حج البيت بعدُ من العرب وكانوا ينحرون ويذبحون عندهما.

ومَنَاة: كان منصوبا على ساحل البحر من ناحية المشلل بقديد بين مكة والمدينة وكانت العرب جميعا تعظمه وتذبح حوله ولم يكن أحد أشد إعظاما له من الأوس والخزرج. وقد ورد ذكر مناة في القرآن. قال تعالى: ¤ ومناة الثالثة الأخرى ¤.
وكانت لهذيل وخزاعة وقد هدمها علي رضي الله عنه عند فتح مكة بأمر رسول الله صبى الله عليه وسلم.
والفِلس: وهو صنم طيىء هدمه علي رضي الله عنه بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
واللات: (تأنيث الله) وهي أ؛دث من مناة وكانت صخرة مربعة وكانت قريش كلها تعظمها وهي بالطائف ذكرها الله في القرآن فقال: ¤ أفرءيتم اللاة والعزى ¤. ولم تزل كذلك حتى أسلمت ثقيف فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم المغيرة بن شعبة فهدمها وأحرقها بالنار. والطاغية هي اللات كانوا يقولون لها الربّة. وجاء في قاموس الإسلام أن هيرودت لم يشر إلى الكعبة لكنه ذكر اللات وقال إنها من أعظم آلهة العرب وهذا دليل قوي على وجود ذلك الصنم المسمى باللات وقد كانت من معبودات ذلك الزمان.

ومن الأصنام العُزّى ( تأنيث الأعز ) والأعز بمعنى العزيز ويقال: إنها أحدث من اللات ومناة. كانت بوادي نخلة الشامية وكانت أعظم الأصنام عند قريش وكانوا يزورونها ويهدون لها ويتقربون عندها بالذبح.

قال ابن حبيب: العزى شجرة كانت بنخلة عندها وثن تعبده غَطَفَان. وفي التنزيل: ¤  أفرأيتم اللات والعزى ¤ ومناة الثالثة الأخرى ¤.
ولم تزل العزى كذلك حتى بعث الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فعابها وغيرها من الأصنام ونهاهم عن عبادتها ونزل القرآن فيها فاشتد ذلك على قريش، ومرض أبو أحيحة سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف مرضه الذي مات فيه فدخل عليه أبو لهب فوجده يبكي فقال له: ما يبكيك يا أبا لحيحة؟ أمن الموت تبكي ولا بد منه؟ فقال: لا ولكني أخاف ألا تعبد العزى بعدي! فقال له أبو لهب: ما عبدت في حياتك لأجلك ولا تترك عبادتها بعدك لموتك. فقال أبو أحيحة: الآن علمت أن لي خليفة وأعجبه شدة نصبه في عبادتها. وتدل القصة على شدة التمسك بعبادة الأصنام. وكان بعضهم يعبد الملائكة وكانوا يقولون: الملائكة بنات الله. قال تعالى: ¤ إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الأنثى ¤.

فلما افتتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة. بعث خالد بن الوليد فهدم العزى، وكانت لقريش أصنام حول الكعبة وفي جوفها وكان أعظمها عندهم هبل، قيل: إنه كان من عقيق أحمر على صورة الإنسان مكسور اليد اليمنى. أدركته قريش كذلك فجعلوا له يدا من ذهب وكان أول من نصبه خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر وكان يقال له: هبل خزيمة، وعنده ضرب عبد المطلب على ابنه عبد الله بالقداح. ومن الأصنام التي كانت عند الكعبة: إساف ونائلة، فلما ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة أُخرجت من المسجد وأحرقت وكان يبلغ عدها 360 صنما. ومن أصنامهم منف.

وكان لأهل كل دار من مكة صنم في دارهم يعبدونه فإذا أراد أحدهم السفر كان آخر ما يصنع في منزله أن يتمسح به وإذا قدم من سفره، وكان أول ما يصنع الرجل إذا دخل منزله أن يتمسح به أيضا وكانوا يسمون الحجارة التي ينصبونها حول الحرم (الأنصاب).

ومن أصنامهم: ذو الخَلَصَة وسعد وذو الكفين وذو الشري والأقيصر وسعير وعميانس والأسحم والأشهل وأوال وباجر والبجة والبعيم وبلج وبوانة وتيم وجريش، وعبدة الأصنام ينكرون بعث الأجساد. وكان من العرب من يعتقد التناسخ وتنقل الأرواح في الأجساد وكانوا يعتقدون وقوع المسخ ونسبوا أكثر الأمراض إلى الجنّ  وعبدها بعضهم ومن هذا يرى أن آلهة العرب كانت متعدِّدة.

المصدر: كتاب رسول الله
المؤلف: محمد رضا
إقرء المزيد

الإحتفال بعيد رأس السنة الميلادية 2019 #Halloween

Celebration New Year 2019 Halloween


الحمد لله وحده، والصَّلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده، وعلى آله وصحبه، أما بعد:


فقد اعتاد كثير من أبناء المسلمين تقليدَ أهل الكفر المشركين في الاحتفال بيوم رأس السَّنة الميلادية والذي يسمّونه الهالوين #Halloween ، وكأنه عيد للمسلمين، بل يحتفلون به أكثر مما يحتفلون بعيدَي الإسلام، الفِطر والأضحى، ولا حول ولا قوة إلا بالله.


وهذا الاحتفال فيه مُشابهة لأهل الكفر في الاحتفال بما يحتفلون به، وقد نُهينا عن مُشابهتهم والتشبُّه بهم فيما هو من خصائصهم؛ والأعياد من أخصِّ الشرائع.

وهذا الاحتفال فيه تشريع عيد لم يأذَن به الله؛ فالله شرَع لنا عيدين - الفِطر والأضحى- وأبْدَلنا بأعياد الجاهلية عِيدين، فكيف نشرع عيدًا زائدًا من عند أنفسنا؟!

والبعض يدَّعي أن الاحتفال برأس السنة احتفالٌ وليس عيدًا، والبعض يدَّعي أن الأعياد من قبيل العادات، والأصل في العادات الإباحة، والبعض يدَّعي أن الاحتفال برأس السنة وإن كان النصارى هم الذين سَنُّوه، فلم يعُد هذا العيد من خصائصهم، فلا بأس بالاحتِفال به؛ ولذلك أردتُ بهذه الكلمة التنبيه على حُرْمة مِثل هذا الاحتفال، والرد على مَن أجازَه، والله المستعان.

مفهوم العيد:
العيد: كل يوم فيه جَمْع، واشتِقاقه من عاد يعود، كأنهم عادوا إليه؛ وقيل: اشتِقاقه من العادة؛ لأنهم اعتادوه، والجمع أعياد لزِم البَدَل، ولو لم يَلزَم لقيل: أعواد؛ كريح وأرواح؛ لأنه من عاد يعود، وعيَّد المسلمون: شهِدوا عيدهم؛ قال العَجَّاج يصِف الثور الوحشي:

واعتاد أرباضًا لها آريُّ ....... كما يعود العيدَ نصرانيُّ 

فجعل العيد من عاد يعود؛ قال: وتَحوَّلت الواو في العيد ياء لكسرة العين، وتصغير عيد عُيَيْد، ترَكوه على التغيير، كما أنهم جمَعوه أعيادًا، ولم يقولوا: أعوادًا؛ قال الأزهري: والعيد عند العرب: الوقت الذي يعود فيه الفرح والحزن، وكان في الأصل العِوْد، فلما سكنت الواو وانكسَر ما قبلها صارت ياء، وقيل: قُلبت الواو ياء ليفرِّقوا بين الاسم الحقيقي وبين المصدري.
 

قال الجوهري: إنما جمِع أعياد بالياء للزومها في الواحد، ويقال للفَرْق بينه وبين أعواد الخشب، ابن الأعرابي: سُمِّي العيد عيدًا؛ لأنه يعود كل سنة بفرَحٍ مُجدَّد.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "العيد اسم لِما يَعود من الاجتِماع العام على وجه مُعتاد، عائد: إما بعَوْد السنة، أو بعَود الأسبوع، أو الشهر، أو نحو ذلك".

سبب تسمية العيد بهذا الاسم:
قال أبو الفضل بن عياض: "سمِّي العيد عيدًا؛ لأنه يعود ويتكرَّر لأوقاته، وقيل: يعود به الفَرح على الناس، وكلاهما مُتقارِب المعنى، وقيل: تفاؤلاً؛ لأنه يعود ثانية على الإنسان".

وقال ابن عابدين: "سمِّي العيد بهذا الاسم؛ لأن لله - تعالى - فيه عوائد الإحسان، أي: أنواع الإحسان، العائدةَ على عباده في كل عام، منها: الفِطر بعد المنع عن الطعام، وصَدقة الفطر، وإتمام الحج بطواف الزيارة، ولحوم الأضاحي وغير ذلك، ولأن العادة فيه الفرح والسرور والنشاط والحُبور غالبًا بسبب ذلك".

وقال علي القاري:"قيل: إنما سمِّي العيد عيدًا؛ لأنه يعود كل سنة، وهو مُشتقٌّ من العِوْد، فقلبت الواو ياءً؛ لسكونها وانكسِار ما قبلها، وفي الأزهار: كل اجتماع للسرور، فهو عند العرب عيدٌ؛ لعَود السرور بعَوده، وقيل: لأن الله - تعالى - يعود على العباد بالمغفرة والرحمة؛ ولذا قيل: ليس العيد لمَن لبِس الجديد، إنما العيد لمن أمِن الوعيد، وجمْعه أعياد، وإن كان أصله الواو لا الياء؛ للزُومها في الواحد، أو للفَرق بينه وبين أعواد الخشب".

رأس السنة عيد والعبرة بالحقائق:
بعض الناس يتوهَّم أن رأس السنة ما هو إلا مجرد احتفال كل عام بمناسبة انتهاء السنة الميلادية، وأن هذا مُباح؛ كالاحتفال بالعُرس وبالتخرُّج وبالنجاح وبقدوم الغائب، وهذا غير مُسلَّم؛ إذ فرْق بين الاحتفال لحَِدَث عارِض وبين تَكرُّر الاحتفال لِحَدَث متكرر؛ فتكرُّر الاحتفال بحدَثٍ داخلٌ في مسمَّى العيد؛ لأن تكرُّر الاحتفال بحَدث يتكرَّر كل سنة بفرح مجدَّد، ويعود كل سنة بفرح مجدَّد، فكيف لا يُسمَّى الاحتفال برأس السنة عيدًا؟!

أعياد المسلمين اثنان لا ثالث لهما، ولا يجوز إحداث عيد آخر.

أعياد المسلمين عِيدان لا ثالث لهما، ألا وهما: عيد الفطر وعيد الأضحى، والدليل على ذلك عن أنس بن مالك قال: "كان لأهل الجاهلية يومانِ في كل سنة يلعبون فيهما، فلما قدِم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة قال: ((كان لكم يومان تلعبون فيهما، قد أبدَلكم الله بهما خيرًا منهما؛ يوم الفطر ويوم الأضحى)).

وهذا الحديث يدُلُّ على أن اللهَ أبدَلنا بأعياد الجاهلية عيدين لا ثالث لهما؛ عيدَي الفطر والأضحى، فكيف نجمع بين عيدَي الإسلام وأعياد الجاهلية؟! والإبدال من الشيء يقتضي ترْكَ المبدَل منه؛ إذ لا يُجمَع بين البدل والمُبدَل منه؛ ولهذا لا تُستعمَل هذه العبارة إلا فيما تُرِك اجتماعهما[7].

ومن الأمثلة على عدم جواز اجتماع البدل والمُبدَل منه قوله - سبحانه -: ﴿ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ ﴾ [النساء: 2]، فهل يجوز الجمع بين الخبيث والطيب؟!

ومِن الأمثلة على عدم جواز اجتِماع البَدَل والمُبدَل منه؛ ما جاء في أن المؤمنَ تقول له الملائكة في قبره: ((انظر إلى مقعدك في النار قد أبدَلَك اللهُ مقعدًا في الجنة، فيراهما جميعًا))، فهل يجتمع رؤية مقعد المؤمن في الجنة، ومقعده في النار إلى يوم القيامة، أم سيرى مقعده في الجنة إلى يوم القيامة بعد أن يرى مقعده من النار ليزداد شكرًا لله؟!

ولا يتوقف الأمر على مسألة عدم جواز اجتماع العيد البدل والعيد المبدَل منه، بل في اجتماع عيدَي الإسلام وأعياد الجاهلية، اجتماع الذي هو شرٌّ بالذي هو خير، وكيف يَسوغ للإنسان الجمعُ بين ما هو خير وما هو شر؟!

ولا يُقال: قول النبي - صلى الله عليه وسلم -:((خيرًا منهما)) يدلُّ على اشتراك عيدَي الإسلام وعيدَي الجاهلية في الخير؛ إذ لفظة "خير" - وإن كانت صيغةَ تفضيل بمعنى أَخْيَر - فلا مُشاركة بين عيدَي الإسلام وعيدَي الجاهلية في الخير، بدليل أن اليومين الجاهليين لم يُقِرَّهما النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا ترَكهم يلعبون فيهما على العادة، بل قال: إن الله قد أبدَلَكم بهما يومين آخرين، وإنما جاز ذلك؛ لِما في لفظة (خير) من الشياع وتشعُّب الوجوه.

ومن الأمثلة على ذلك: قوله - سبحانه -: ﴿ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [آل عمران: 110]، والمعنى: لكان خيرًا لهم مما هم عليه؛ لأنهم إنما آثَروا دينَهم على دين الإسلام؛ حبًّا في الرئاسة واستِتباع العوام، فلهم في هذا حظ دُنيوي، وإيمانهم يحصُل به الحظ الدنيوي من كونهم يَصيرون رؤساءَ في الإسلام، والحظ الأخروي الجزيل بما وُعِدوه على الإيمان من إيتائهم أجرَهم مرتين.

وقال ابن عطية: ولفظة خير صيغة تفضيل، ولا مشاركة بين كُفْرهم وإيمانهم في الخير، وإنما جاز ذلك لِما في لفظة خير من الشياع وتَشعُّب الوجوه، وكذلك هي لفظةُ أفضل وأحب وما جرى مَجراها ، والمراد بالخيرية في زعْمهم - أي على فرْض - أن ما زعَموه خيرٌ.

وقوله - تعالى - في قصة شعيب مع قومه: ﴿ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [الأعراف: 85].

و(خير) أفعل التفضيل، أي: الإيفاء بالكَيل والمِيزان خيرٌ لكم من التطفيف والبَخس والإفساد على زعْمكم أن في ذلك خيرًا؛ لأن (خيرية) ذلك لكم عاجِلة جدًّا، مُنقضية عن قريب منكم؛ إذ يقطَع الناسُ معاملتَكم ويَحذَرونكم، فإذا أوفيتُم وتركتُم البَخس والإفساد، حسُنت سيرتكم، وقصَدَكم الناس بالتِّجارات، فيكون ذلك أخير مما كنتم تفعلون؛ لديمومة التعامل بالعدل في المعاملات.

وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لهم: ((وقد أبدَلَكم اللهُ بهما خيرًا منهما)) لَمَّا سألهم عن اليومين، فأجابوه: إنهما يومانِ كانوا يلعبون فيهما في الجاهلية؛ دليل على أنه نَهاهم عنهما؛ اعتياضًا بيومي الإسلام؛ إذ لولم يقصِد النهيَ لم يكن لذِكر هذا الإبدال مناسبة.

وهذا الحديث يُبيِّن أن الواجب على المسلمين أن يَستغنوا في الأعياد بما أغناهم الله به، ويَكتفوا بهذه الأعياد التي شرَعها الله لهم عن أعياد الأمم الأخرى.

وإذا كان النهي عن الفرحة بعيدًا كان موجودًا عندهم، فمن باب أَولى أو من قياس المساواة يجب عدم إحداث عيدٍ لم يكن موجودًا.

وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لهم: ((وقد أبدَلَكم الله بهما خيرًا منهما))، تنبيهٌ أن الله هو الذي يشرع الاحتفال بالأعياد، فهو الذي يُبدِّل ويشرع ويُحرِّم ويُحِل، وليس أمر الأعياد متروكًا للناس يحتفِلون بأي عيد حسَب رغبتهم.

الأعياد من جملة الشرائع فلا يُشرَع عيدٌ إلا بدليل:
يتوهَّم البعض أن الأعياد من جُملة العادات، وتَخضع لأعراف الناس، وهذا خطأ؛ فالأعياد من جملة الشرائع، والعيد علامة على الدِّين، وشعيرة من شعائره، بل من أظهَر شعائره، ولكل دين أعياده، ولكل أمة أعيادُها؛ كما في قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لهم: ((وقد أبدَلَكم الله بهما خيرًا منهما))، فالله أبدَلَنا نحن أهل الإسلام بعِيدَيْنِ، والكلام موجَّه لنا لا لغيرنا؛ ليدل أن هذين العيدين خاصان بنا.

وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: دخل أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تُغنِّيَان بما تَقاوَلت الأنصار يوم بُعاث، قالت: وليستا بمغنِّيتين، فقال أبو بكر: أمزامير الشيطان في بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذلك في يوم عيد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أبا بكر، إنَّ لكل قوم عيدًا وهذا عيدنا)).



وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن لكل قوم عيدًا وهذا عيدنا))، يدلُّ على اختصاص كل قومٍ بعيدهم؛ فكل مِلة وكل قوم لهم أعياد يختصُّون بها عن سواهم، وإلا كانت الأيام مشترَكة والأعياد مشتركة، وهذا مِصداقًا لقوله - تعالى -: ﴿ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ﴾ [المائدة: 48]، فشريعتنا غير شريعتهم، وقِبلتنا غير قِبلتهم، وعبادتنا غير عبادتهم، وصلاتنا غير صلاتهم، وصيامنا غير صيامهم، فكذلك عيدُنا غير عيدهم، فلا يُشارِكوننا فيه، ولا نحن نشارِكهم في أعيادهم.



وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن لكل قوم عيدًا وهذا عيدنا))، يدل أن العيد قضية دينية عَقديَّة، وليس عادة مدنيَّة يشترك الناس فيها، بل من الخصوصيات الشعائرية الدينية التي تتمايَز فيها الأمم.



وإضافة النبي - صلى الله عليه وسلم - العيدَ إلى ضمير المتكلمين تدل على التعيين والاختصاص؛ فعيدنا خاص بنا لا يُشاركوننا فيه، وعيدهم خاص بهم لا نُشارِكهم فيه، وإذا لم يَجُز لنا أن نشارِك غيرَنا في أعيادهم فلا يجوز لنا الاحتفال بعيدٍ ليس من أعيادنا.



ولو أردنا أن نجعل لنا عيدًا غيرَ عيدَي الإسلام، أو أي عيد نجعله لنا ولا نُشابِه فيه أحدًا من الكفار، لَمَا جاز لنا ذلك؛ لأن الأعياد من جملة الشرائع، بل من أعظم شعائر الشرائع، فلا يجوز إحداث عيدٍ بلا نصٍّ شرعي؛ لأن الأعياد من شعائر الدين، وشعائر الدين تُتلقَّى من الشرع لا من الناس، وإحداث عيدٍ لم يأذَن به الله فيه مُضاهاة للشريعة، وسوء أدب مع الشريعة، فلمْ يكتفِ المُحدِث لهذه الأعياد بما أَذنَت به الشريعة، بل زاد عليها، وفي هذا اتهام للشريعة بالنَّقص.

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن أحدَث في أمرنا ما ليس منه فهو ردٌّ))، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((عليكم بسنَّتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدِيِّين من بعدي، وإياكم ومُحدَثاتِ الأمور؛ فإن كل مُحدَثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار)).

وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أبا بكر، إن لكل قوم عيدًا، وهذا عيدنا))؛ تعليلُ الإباحة للجواري باللعب والغناء بأن ذلك في يوم عيدنا، فيه دلالة على أن الإذن باللعب والغناء المُباح؛ لأن هذا العيد خاص بنا؛ فدلَّ هذا على عدم جواز اللَّعِب في غير عيدنا من أعياد الكفار، وأعياد المسلمين التي سنُّوها لأنفسهم مما لم يَرِدْ به نصٌّ شرعي، فهي كأعياد الكافرين في الحكم، لا يجوز لنا الاحتفال بها؛ لأنها لم يشرعها دينُنا؛ فديننا شرَع لنا عيدين لا ثالث لهما.

ولو أن الأعياد من العادات لأحدث الناس لكل حدَثٍ عيدًا، ولم يكن للأعياد الشرعية مَيزة وفضل، ولما كان لإبدال الله بأعياد غير المسلمين عيدَي الفطر والأضحى معنى.

عيد رأس السنة من أعياد الكفار؛ فلا يجوز التشبُّه بهم أو مُشابهتهم في الاحتفال به:
رُغم أن عيد رأس السنة ليس مما شرَع الله لنا من الأعياد، فلا يجوز الاحتفال به؛ فعيد رأس السنة أيضًا من أعياد الكفار، فلا يجوز التشبُّه بهم أو مُشابهتهم في الاحتفال به؛ لورود النصوص الشرعية بذلك؛ فعن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((خالِفوا المشركين؛ وفِّروا اللِّحى، وأحْفُوا الشوارب))، ومخالَفة المشركين تَستلزِم عدم موافقتهم فيما هو من خصائصهم، وفيما هو من عاداتهم، وفيما هو من عباداتهم، وعيد رأس السنة الميلادية وسَنُّ أعياد لم يأذَن بها اللهُ من خصائص الكفار المشركين.

وعن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من تَشبَّه بقوم فهو منهم))، والشرع قد أمَر بمخالفة المشركين، ونهى عن التشبُّه بهم ومشابهتهم؛ ليَظهر التباين بين المؤمنين والكافرين في الظاهر، كما هو حاصل في الباطن؛ فإن الموافقة والتشبُّه في الظاهر ربما تَجرُّ إلى محبَّتهم وتعظيمهم والشعور بأنه لا فَرْق بينهم وبين المؤمنين، ويقود المُتشبِّه إلى أن يتخلَّق بأخلاق مَن تَشبَّه به، وأن يعمل مِثل أعماله.

قال الذهبي: "فإذا كان للنصارى عيد، ولليهود عيد، مُختصين بذلك، فلا يُشارِكهم فيه مسلم، كما لا يُشارِكهم في شِرْعتهم ولا في قِبلتهم".

والمشابهة للكفار أعمُّ من التشبُّه بهم؛ فالمشابهة تكون بقصدٍ وبغير قصد، والتشبُّه يكون بقصد، والنصوص الشرعية أتت بمُطلَق النهي عن موافقة المشركين، سواء بقصد أو غير قصْد، وأتت بالأمر بمخالفتهم، والأمر بالمخالَفة نهي عن التشبُّه بهم، ونَهيٌ عن مشابهتهم.

والتي ترتدي لبس الرجال فهي مُتشبِّهة بالرجال قصَدت أو لم تقصِد، والذي يرتدي لبس النساء فهو مُتشبِّه بالنساء قصَد أو لم يقصِد، والذي يصنع التماثيل لذوات الأرواح قد ضاهى خلْق الله قصد أولم يقصِد، والذي يَستغيث بالأموات فقد أشرَك قصد أو لم يقصِد، والذي يَبصُق على المصحف وهو يعلم أنه مصحف كفر قصد أو لم يقصد.

ولا يليق بالمسلم، ولا يجوز لمسلم تقليدُ الكافر، والتشبُّه به في عباداته وعاداته ولبْسه وأعياده، فالتقليد من شِيَم المغلوبين، والمغلوب غالبًا يُقلِّد الغالب، وكثير من النفوس تعتقِد الكمال فيمَن غلَبها فتُقلِّده؛ لأنها رأت أن من قلَّدته أفضلُ منها وأرفع منها قدرًا؛ لذلك تحاوِل أن تتشبَّه به، وأن المقلِّد شعَر بالنقص واحتقار نفسه أمام الكافر.

وإن قيل: إن كان النصارى هم الذين سَنُّوا عيد رأس السنة الميلادية فلمْ يَعد هذا العيد من خصائصهم، فالكل يحتفل به؛ لذا لا بأس بالاحتفال به، والجواب: هذا كذب؛ فليس كل الناس يحتفلون به، فهناك الكثير ممن يتمسَّك بالسنَّة، وهؤلاء لا يحتفلون بهذه الأعياد.

وعلينا بطريق الهدى، وإن قلَّ السالكون، وعلينا اجتناب طريق الردى وإن كَثُر الهالكون، وليست العِلَّة الوحيدة في عدم الاحتفال برأس السنة هي أنه من أعياد الكفار فقط، أو لمخالَفة المشركين فقط، بل هناك عِلل أخرى؛ مِثل: عدم إحداث شعيرة بغير دليل، وعدم جواز اجتماع عيدَي الإسلام مع أعياد أخرى، وعدم جواز الاحتفال بأعياد غير أعياد الإسلام، وعدم جواز تعظيم يوم من الأيام بغير دليل.

لا يجوز تهنئة النصارى بأعيادهم حتى وإن هنَّؤونا بأعيادنا:
لا يجوز تهنئة الكفار بأعيادهم؛ فهذا فيه مُوالاة لهم وإقرار لهم على ما هم عليه من الباطل، وتأييد لهم على ما هم عليه من الباطل، ويُعتبَر من جنس تهنئتهم على كفْرهم.

وإن هنَّأنا الكفارُ بأعيادنا فلا يجوز لنا أن نُهنِّئهم بأعيادهم؛ لوجود الفارق بين أعيادنا وأعيادهم، فأعيادنا حقٌّ من ديننا الحق، بخلاف أعيادهم الباطلة التي هي من دينهم الباطل، وعلى أقل تقدير فهي منسوخة بديننا، فإن هنَّؤونا على الحق، فلن نُهنِّئهم على الباطل.

ومعنى قوله - تعالى -: ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [الممتحنة: 8]، أن نبرَّهم فيما هو مشروع في ديننا؛ كعيادة مريضهم، وإعانة مُحتاجهم، وليس في الآية إذنٌ بمشاركتهم في باطِلهم أو تهنئتهم على كفْرهم.

الآثار المترتبة على الأعياد البِدعية:
كثُرتِ الأعياد في زماننا هذا حتى بلَغت العشرات، وما ننتهي من عيدٍ حتى ندخل في عيد، وكأن السَّنَة كلها أعياد، فضاعت لذَّة عيدَي الإسلام - الفطر والأضحى - وهذا شأن المعاصي؛ فالمعاصي تحبِس الطاعات، وتُفقِدنا لذَّة القُربات، وإحياء البدع يُميت السنن، وجزاء السيئة سيئة مِثلها.

ومن آثار هذه الأعياد البدعيَّة التشبُّه بالكفار فيما هو من خصائصهم، وتقليد الكفار فيما هو من خصائصهم، وفي هذا إشعار بذُلِّ المسلمين وإهانتهم وعِزَّة الكافرين، وهذا لا يُرضي الله ولا رسوله - صلى الله عليه وسلم - وفي موافقة الكفار تعزيزٌ لِما هم عليه، ووسيلة لافتخارهم وعُلوهم على المسلمين؛ حيث يرون المسلمين أتباعًا لهم، مقلِّدين لهم؛ ولهذا كان من المقرَّر عند أهل الخبرة في التاريخ أنَّ الأضعف دائمًا يقلِّد الأقوى، والمغلوب يُقلِّد الغالب.

ومن آثار كثرة هذه الأعياد البدعيَّة أنها تؤدي إلى كثرة العطل الرسمية، ولا تكاد تخرج من عطلة رسمية إلا وتقع في أخرى، وكثرة العطل الرسميَّة تُقلِّل الإنتاج.

ومن آثار كثرة الأعياد أنها تؤدي إلى إهدار الوقت وقِلة الإنتاج، واستغلال الوقت من عوامل النهضة ومن شروط التقدم.

انتَبِه يا مَن تحتفِل برأس السنة الميلادية:
يا من تحتفل برأس السنة، انتَبِه فعمرك في تَناقُص، وأجلك يقترِب، فبدلاً من أن تَقضي ما بقي من عمرك في الطاعة تَقضيه في معصية!

يا من تحتفل برأس السنة، كيف لك أن تحتفِل بقُرْب أجلك واقترِاب موتك ونقْص عمرك؟!

يا من تحتفل برأس السنة، قد عظَّمت ما لم يأمُر الشرع بتعظيمه، وابتدَعت ما لم يأذَن به الله، فتُبْ إلى الله قبل أن يأتيَك الموتُ بغتة.

يا من تحتفل برأس السنة، قد ضَاهيتَ شرْع ربك، وأحدَثتْ شعيرة استدرَكتَ بها على ربك وأنت لا تدري، فأَفِق قبل فوات الأوان.

يا مَن تحتفل برأس السنة، قد شَابَهتَ الكفار الضالين في أعيادهم، وقد أُمِرتَ بمخالفتهم، فاحذَر أن يُصيبَك فتنةٌ أو عذاب أليم.

يا من تحتفل برأس السنة قد أشعَرت الكفارَ بالولاء لهم لموافَقتِك لهم في أعيادهم، وأشعَرتَهم بالعِزة، والعزةُ لله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وللمؤمنين.

اللهم اهدِ شباب المسلمين.
اللهم رُدَّ المسلمين إلى دينك ردًّا جميلاً.
اللهم وحِّد صفَّنا.
اللهم وحِّد كلمتنا.

المصدر: www.alukah.net


إقرء المزيد

الثلاثاء، 25 ديسمبر 2018

من تسمى في الجاهلية باسم محمد

Mohamed Messenger allah

كانت العرب تسمع من أهل الكتاب ومن الكهان أن نبيا يبعث من العرب اسمه ( محمد ) فسمى من بلغه ذلك من العرب ولده محمدا طمعا في النبوّة. سمي محمد بن الخزاعي بن خزابة من بني ذكوان من بني سليم طمعا في النبوة فأتى أبرهة باليمن فكان معه على دينه حتى مات فلما وجه قال اخوة قيس بن خزاعي:

فذلكم ذو التاج منا محمد ....... ورايته في حونة الحرب تخفق

وكان في أبي تميم محمد بن سفيان بن مجاشع وكان أسقفاً، قيل لأبيه إنه يكون للعرب نبيّ اسمه محمد فسماه محمداً. ومحمد الجشعي في بني سواءة. ومحمد الأسيدي ومحمد الفقيمي سموهم طمعا في النبوة.

هذا ما وجد في طبقات ابن سعد فليرجع إليه من شاء. ومن هذا كله يتضح أنهم كانوا ينتظرون ظهرو نبيّ في ذلك الزمان.

المصدر: كتاب رسول الله
المؤلف: محمد رضا
إقرء المزيد

الاثنين، 24 ديسمبر 2018

قصة اسلام سلمان الفارسي

story Islam Salman Persia

سلمان الفارسي أبو عبد الله ويعرف بسلمان الخير مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصله من جيّ وهي مدينة أصفهان وكان اسمه قبل الإسلام مابه بن بوذخشان بن مور بن سلان بن بهبوزان بن فيروز بن سهرك بن ولد آب الملك وكان ببلاد فارس مجوسيا سادن النار. وكان أبوه مجوسيا فاتفق أنه هرب منه يوما ولحق بالرهبان وصحبهم ثم قدم الحجاز عند ظهور النبي مع العرب فباعوه إلى يهودي من قريظة فأتى به المدينة فلما دخلها النبي أسلم وشهد معه أكثر المشاهد. وأول مشاهدة وقعة الخندق وكان من فضلاء الصحابة وزهادهم وعلمائهم وذوي القربى من الرسول وهو الذي أشار على الرسول بحفر الخندق حين جائت الأحزاب، وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سلمان منا أهل البيت "، وكان يعمل الخوص بيده ويأكل من ثمنه وآخى الرسول بينه وبين أبي الدرداء وروى عنه جماعة من العلماء. توفي سنة 35 للهجرة وقيل 34 ودفن في المدائن شرقي بغداد وله مقام إزاء إيوان كسرى يزار حتى الآن ويعرف بمقام سلمان باك وهي لفظة فارسية معناها الطاهر. قيل عاش 150 سنة وقيل أكثر من ذلك وهو من معمري العرب.

وهذه قصة إسلامه عن ابن عباس رضي الله عنه:
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: حدثني سلمان الفارسي وأنا أسمع من فيه قال: كنت رجلا من أهل فارس من أصبهان من جيّ ابن رجل من دهاقينها وكنت أحب خلق الله إليه فأجلسني في البيت كالجواري فاجتهدت في الفارسية وكان أبي صاحب ضيعة وكان له بناء يعالجه فقال لي يوما: يا بني قد شغلني ما ترى فانطلق إلى الضيعة ولا تحتبس فتشغلني عن كل ضيعة بهمي بك. فخرجت بذلك فمررت بكنيسة النصارى وهم يصلون فملت اليهم وأعجبني أمرهم وقلت: هذا والله خير من ديننا فأقمت عندهم حتى غابت الشمس لا أنا أتيت الضيعة ولا رجعت إليه فاستبطأني وبعث رسلا في طلبي وقد قلت للنصارى حين أعجبني أمرهم: أين أصل هذا الدين؟ قالوا: بالشام، فرجعت الى والدي فقال: يا بني قد بعثت إليك رسلا. فقلت: مررت بقوم يصلون بكنيسة فأعجبني ما رأيت من أمرهم وعلمت أن دينهم خير من ديننا. فقال: دينك ودين آبائك خير من دينهم. فقلت: كلا والله. فخافني وقيدني فبعثت إلى النصارى وأعلمتهم ما وافقني من أمرهم وسألتهم اعلامي من يريد الشام ففعلوا فألقيت الحديد من رجلي وخرجت معهم حتى أتيت الشام فسألتهم عن عالمهم فقالوا: الأسقف، فأتيته فأخبرته وقلت: أكون معك أخدمك وأصلي معك. قال: أقم. فمكثت مع رجل سوء كان يأمرهم بالصدقة فإذا أعطوه شيئا أمسكه لنفسه حتى جمع سبع قلال مملوءة ذهبا وورِقا، فتوفي فأخبرتهم بخبره فزجروني فدللتهم على ماله فصلبوه ولم يغيبوه ورجموه وأجلسوا مكانه رجلا فاضلا في دينه زهدا ورغبة في الآخرة وصلاحا فألقى الله حبّه في قلبي حتى حضرته الوفاة فقلت: أوصني فذكر رجلا في الموصل وكنا على أمر واحد حتى هلك فأتيت الموصل فلقيت الرجل فأخبرته بخبري وأن فلانا أمرني بإتيانك فقال: أقم. فوجدته على سبيله وأمره حتى حضرته الوفاة. فقلت له: أوصني. فقال: لا أعرف أحدا على ما نحن عليه إلا رجلا بعمورية فأتيته بعمورية فأخبرته بخبري فأمرني بالمقام وثاب لي شيئا واتخذت غنيمة وبقرات فحضرته الوفاة فقلت: إلى من توصي بي؟ فقال: لا أعلم أحدا اليوم على مثل ما كنا عليه ولكن قد أظلك نبي يبعث بدين ابراهيم الحنيفية. مهاجره بأرض ذات نخل وبه آيات وعلامات لا تخفى، بين منكبيه خاتم النبوة يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة فإن استطعت فتخلص إليه فتوفي فمر بي ركب من العرب من بني كلاب فقلت: أصحبكم وأعطيكم بقراتي وغنمي هذه وتحملوني إلى بلادكم فحملوني إلى وادي القرى فباعوني من رجل من اليهود. فرأيت النخل فعلمت أنه البلد الذي وصف لي فأقمت عند الذي اشتراني وقدم عليه رجل من بني قريظة فاشتراني منه وقدم بي المدينة فعرفتها بصفتها وأقمت معه أعمل في نخله وبعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم وغفلت عن ذلك حتى قدم المدينة فنزل في بني عمرو بن عوف. فإني لفي رأس نخلة إذ أقبل ابن عم لصاحبي فقال: أي فلان قاتل الله بني قيلة مررت بهم آنفا وهم مجتمعون على رجل قدم عليهم من مكة يزعم أنه نبيّ. فوالله ما هو إلا أن سمعتها. فأخذني القر فرجفت بي النخلة حتى كدت أسقط ونزلت سريعا فأقبلت على عملي حتى أمسيت فجمعت شيئا فأتيته به وهو بقباء عند أصحابه. فقلت: اجتمع عندي شيء أردت أن أتصدق به فبلغني أنك رجل صالح ومعك رجال من أصحابك ذوو حاجة فرأيتهم أحق به فوضعته بين يديه فكف يده وقال لأصحابه: كلوا فأكلوا. فقلت: هذه واحدة، ورجعت وتحول إلى المدينة فجمعت شيئا فأتيته به فقلت أحببت كرامتك فأهديت لك هدية وليست بصدقة فمد يده فأكل، وأكل أصحابه. فقلت هاتان اثنتان، ورجعت فأتيته وقد تبع جنازة في بقيع الغردق وحوله أصحابه، فسلمت وتحولت أنظر إلى الخاتم - فقبلته وبكيت فأجلسني بين يديه فحدثته بشأني كله كما حدثتك يابن العباس، فأعجبه ذلك وأحب أن يسمعه أصحابه ففاتني معه بدر وأحد بالرِّق فقال لي: كاتب يا سلمان عن نفسك فلم أزل بصاحبي حتى كاتبته على أن أغرس له ثلاثمائة ودية وعلى أربعين أوقية من ذهب فقال النبي صلى الله عليه وسلم أعينوا أخاكم بالنخل فأعانوني بالخمس والعشر حتى اجتمع لي فقال لي: انقر لها ولا تضع منها شيئا حتى أضعه بيدي ففعلت فأعانني أصحابي حتى فرغت فأتيته فكنت آتيه بالنخلة فيضعها ويسوي عليها ترابا فأنصرف. والذي بعث بالحق فما ماتت منها واحدة وبقي الذهب فبينما هو قاعد إذ أتاه رجل من أصحابه بمثل البيضة من ذهب أصابه من بعض المعادن. فقال: ادع سلمان المسكين الفارسي المكاتب. فقال: أدّ هذه فقلت: يا رسول الله وأين تقع هذه مما عليّ؟.

هذه قصة سلمان الفارسي وهي كما يتضح للقاريء المنصف معقولة وليس فيها شيء من المبالغة، ويلاحظ أن سلمان كان من صغره ميالا إلى التدين والتقشف فصاحب كبار أهل الدين وتعلم منهم وهذه القصة تدل على صدق رسالة نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام، لأن سلمان ما عرف النبيّ إلا التي أخبره بها صاحبه بعمورية ولم يسلم إلا بعد أن تحقق صحة هذه العلامات فيه صلى الله عليه وسلم. ومن المحقق من ترجمة حياة سلمان أن أباه كان مجوسيا من بلاد الفرس وأنه هرب منه ولحق بالرهبان وصاحبهم واحدا بعد واحد إلى أن لقي النبي صلى الله عليه وسلم.

ونلاحظ أن سلمان لم يذكر أسماء الرهبان أو الأساقفة الذين كان يلازمهم وإن كان قد ذكر بلادهم.

وشهد رسول الله لسلمان الفارسي بالطهارة والحفظ الإلاهي والعصمة حيث قال: " سلمان منا أهل البيت " وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو كان الإيمان بالثريا لناله رجال من فارس " وأشار إلى سلمان الفارسي.

وكان سلمان من خيار الصحابة وزهادهم وفضلائهم وذوي القرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت عائشة: كان لسلمان مجلس من رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل حتى كان يغلبنا على رسول الله. وسءل علي عن سلمان فقال: علم العلم الأول والعلم الآخر وهو بحر لا ينزف وهو منا أهل البيت وهو الذي أشار على رسول الله بحفر الخندق لما جاءت الأحزاب. فأمر رسول الله بحفره فاحتمى المهاجرون والأنصار في سلمان وكان رجلا قويا. توفي سنة 35 هجرية في آخر خلافة عثمان وقيل إنه عاش 350 سنة فأما 250 فلا يشكون فيه.

المصدر: كتاب رسول الله
المؤلف: محمد رضا
إقرء المزيد

الأحد، 23 ديسمبر 2018

إنذار يهود بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم

Jewish warning Mohamed messenger Allah


قال ابن اسحاق وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن رجال من قومه قالوا: إن مما دعانا إلى الإسلام مع رحمه الله وهداه لنا ما كنا نسمع من رجال يهود وكنا أهل شرك وأصحاب أوثان وكانوا أهل كتاب، عندهم علم ليس لنا وكانت لا تزال بيننا وبينهم شرور فإذا نلنا منهم بعض ما يكرهون قالوا لنا: إنه قد تقارب زمان نبيّ يبعث الآن نقتلكم معه قتل عاد وإرم فكنا كثيرا ما نسمع ذلك منهم، فلما بعث الله رسوله أجبناه حين دعانا إلى الله وعرفنا ما كانوا يتوعدوننا به فبادرناهم إليه فآمنا به وكفروا به وفيهم نزلت هذه الآيات: 
¤ ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين ¤ قال ابن هشام: يستفتحون: يتنصرون، ويستفتحون أيضا يتحاكمون. وفي كتاب الله تعالى: ¤ ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين ¤.

قال ابن اسحاق: وحدثني صالح بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف بن محمود بن لبيد بن عبد الأشهل عن سلمة بن سلامة بن وقش وكان سلمة من أصحاب بدر. قال كان لنا جار من يهود في بني عبد الأشهل قال فخرج علينا يوما من بيته حتى وقف على بني عبد الأشهل قال سلمة: وأنا يومئذ من أحدث ما فيه سِنّا عليّ بردة لي مضطجع فيها بفناء أهلي فذكر القيامة والبعث والحساب والميزان والجنة والنار قال: فقال ذلك لقوم أهل شرك أصحاب أوثان لا يرون أن بعثا كائن بعد الموت، فقالوا له: ويحك يا فلان أترى أن هذا كائنا أن الناس يبعثون بعد موتهم إلى دار فيها جنة ونار ويجزون فيها بأعمالهم؟ قال: نعم والذي يحلف به. ولو دان له بحظه من تلك النار أعظم تنور في الدار يحمونه ثم يدخلونه إياه فيطينونه عليه بأن ينجو من تلك النار غدا. فقالوا: ويحك يا فلان فما آية ذلك؟ قال: نبي مبعوث من نحو هذه البلاد وأشار بيده إلى مكّة واليمن. قالوا: ومتى تراه؟ قال: فنظر إلي وأنا أحدثهم سِنًّا. فقال: إن يستنفد هذا الغلام عمره يدركه. قال سلمة: فوالله ما ذهب الليل والنهار حتى بعث الله رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم وهو حي بين أظهرنا فآمنا به وكفر به بغيا وحسدا. قال: فقلنا له: ويحك يا فلان ألست الذي قلت لنا فيه ما قلت؟ قال: بلى ولكن ليس به.

قال ابن اسحاق: وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن شيخ من بني قريظة قال: قال لي هل تدري عم كان اسلام ثعلبة بن ثعية وأسد بن عبيد نفر من هدل إخوة بني قريظة كانوا معهم في جاهليتهم ثم كانوا سادتهم في الإسلام، قال: قلت لا والله. قال: فإن رجلا من يهود من أهل الشام يقال له ابن الهبيان قبل الينا قبل الإسلام بسنين فحل بين أظهرنا لا والله ما رأينا رجلا قط يصلي الخمس أفضل منه فأقام عندنا فكنا إذا قحط عنا المطر قلنا له: أخرج يابن الهيبان فاستسق لنا فيقول: لا والله حتى تقدموا بين يدي مخرجكم صدقة فنقول له: كم؟ فيقول: صاعا من تمر أو مُدَّين من شعير قال: فنخرجها ثم يخرج بنا إلى ظاهر حرتنا فيستسقي الله لنا فوالله لا يبرح مجلسه حتى يمر السحاب ونستسقي. قد فعل ذلك غير مرة ومرتين ولا ثلاثا ثم حضرته الوفاة عندنا فلما عرف أنه ميت قال: يا معشر يهود ما ترونه أخرجني من أرض الخمر والخمير إلى أرض البؤس والجوع؟ قلنا: أنت أعلم. فإني إنما قدمت هذه البلدة أتوكف خروج نبي قد أظل زمانه وهذه البلدة مهاجرة فكنت أرجو أن يبعث فأتبعه وقد أظلكم زمانه فلا تُسبقُن إليه. يا معشر يهود فإنه يبعث بسفك الدماء وسبي الذراري والنساء ممن خالفه فلا يمنعكم ذلك منه. فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاصر بني قريظة قال هؤلاء الفتية - وكانوا شبابا أحداثا - : يا بني قريظة والله إنه للنبي الذي كا عهد إليكم فيه ابن الهيبان، قالوا: بلى والله انه لهو بصفته، فنزلوا فأسلموا فأحرزوا دماءهم وأموالهم وأهليهم. قال ابن اسحاق: فهذا ما بلغنا عن أخبار يهود.

قال الله تعالى يوبخ أهل الكتاب على كفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وجحودهم نبوّته: ¤ يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون ¤ أي تشهدون أن نعت محمد في كتابكم ثم تكفرون به ولا تؤمنون به وأنتم تجدونه عندكم في التوراة والإنجيل النبيّ والأميّ.

المصدر: كتاب رسول الله
المؤلف: محمد رضا
إقرء المزيد

السبت، 22 ديسمبر 2018

رسالة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم

Message mohamed messenger allah

اثبات رسالة محمد رسول الله في التوراة والإنجيل
أُرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة ناسخا بشريعته الشرائع الماضية، قال تعالى: ¤ وما أرسلناك إلاَّ كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون ¤ 
وقال: ¤ تبارك الذي نزّل الفرقان على عبده يكون للعالمين نذيراً ¤

وقد وردت البشارة به في التوراة والإنجيل والزبور.

فجاء في قول يوحنا حكاية عن المسيح عليه السلام ما يأتي:
( إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي وأنا أطلب من الآب فيعطيكم فار قليطاً آخر ليمكث معكم إلى الأبد ... روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم وفيكم ).

وجاء أيضا: ( وأما الآن فأنا ماض إلى الذي أرسلني وليس أحد منكم يسألني أين تمضي لكن لأني قلت لكم هذا قد ملأ الحزن قلوبكم لكني أقول لكم الحق إنه خير لكم أن أنطلق لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم الفارقليط Paraclete لكن إن ذهبت أرسله إليكم ومتى جاء ذلك يبكت العالم على خطيئته وعلى بر وعلى بينونة. أما على الخطيئة فلأنهم لا يؤمنون بي، وأما على بر فلأني ذاهب إلى أبي ولا ترونني أيضا. وأما على دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد دين. إن لي أمورا كثيرة أيضا لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن وأما متى جاء ذلك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كلما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية. ذاك يمجدني لأنه لا يأخذ مما لي ويخبركم ).

إن هذه الترجمة رديئة فالأسلوب ضعيف والألفاظ مكررة تكرارا لا مسوغ له والجمل مفككة خالية من الروح ولذا لا يتأثر منها القاريء وترجمة الفارقليط أو البارقليط بالعربية (أحمد) كما قال تعالى في كتابه العزيز: ¤ ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ¤.

وقد تصرف المترجمون في هذه اللفظة فكانوا تارة ينقلونها عن اللغات الثلاث الأصلية وهي: العبرانية والكلدانية، واليونانية، بالمعزي وأخرى بالمخلص أو يكتبونها البارقليط كما هي.

ومن بقرأ هذه النصوص وينعم النظر في معناها ومرماها يجد أن عيسى عليه السلام بشر برسالة نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام فسماه فارقليطا آخر يعني رسولا غيره تبقى شريعته إلى قيام الساعة ولا يأتي بعده نبيّ ولا رسول. وقال: إنه إن لم ينطلق لا يأتي الفارقليط وقد بكَّت النبي صلى الله عليه وسلم النصارى واليهود الذين أنكروا نبوة المسيح وأساؤوا إليه وحرفوا دينه وقد أرشد النبي عليه الصلاة والسلام الناس كافة إلى الحق وكان لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به أي لا ينطق على الهوى إن هو إلا وحي يوحى، وثبت أنه أخبر بأمور آتية وقد وقع ما أخبر به ومجَّد عيسى عليه السلام.
وتدل آيات القرآن الكريم على ما ورد في الإنجيل فإن النبي صلى الله عليه وسلم ( الفارقليط الذي أتى بعد عيسى عليه السلام ) لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به وأنه يرشد إلى الحق. قال تعالى: ¤ قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذير مبين ¤.
وقال تعالى: ¤ وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى سراط مستقيم ¤.
وقال تعالى: ¤ والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفّر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم ¤
وقال تعالى: ¤ تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون ¤.

وإذا كان الفارقليط لا يشير إلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإلى من يشير إذن؟ وأين الذي جاء بعد عيسى عليه السلام؟ ومن هو الذي بكَّت العالم خطيئته ومن هو روح الحق الذي لا يتكلم من نفسه الخ، أليس هو سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وجاء في وصية موسى الكليم عليه السلام: من التثنية ولفظه: ( قال جاء الرب من سيناء وأشرق من ساعير واستعلن من فاران ومعه ألوف الأطهار في يمينه سنة من نار. أحب الشعوب جميع الأطهار بيده والذين يقتربون من رجليه يقبلون من تعليمه ).

هذه الوصية هي آخر وصايا موسى عليه السلام. وقد أخبر بعيسى ومحمد عليهما الصلاة السلام ووضح لهم أن الله جاء من سيناء وأوصاكم بواسطتي باتباع التوراة ويستشرق عليكم بواسطة عيسى من ساعير وهي جبال فلسطين فلم يبق إلا أن يستعلن من جبال فاران ( والمراد بها مكّة وهي البلدة التي سكنها اسماعيل ) وألوف الأطهار هم الصحابة رضوان الله عليهم. في يمينه سِنة من نار وهي الشريعة الإسلامية لأنها أحرقت المشركين.

ولما كان من المهم أن نعرف مكان فاران التي وردت في وصية موسى بحثت عنها في المراجع الموثوق بها فقد جاء في معجم ياقوت جزء 6 صفحة 323 طبع مصر سنة 1324 ( فاران هي من أسماء مكة وورد ذكرها في التوراة قيل هي اسم لجبال مكّة ) وجاء في كتاب صفة جزيرة العرل للهمداني: وأما معدن فران فإنه نسب إلى فَرانَ بن بليّ بن عمرو كما قيل في جبال الحرم وجبال فاران وذكرت بذلك في التوراة وهي نسبة إلى فاران بن عمليق. وجاء في كتاب الإعلام بأعلام بيت الله الحرام تأليف قطب الدين النهرواني المكي عند ذكر أسماء مكة ما يلي: ( ومن أسمائها كوثي لأن كوثي اسم لمحل من قيقعان وفاران والمقدسة وقرية النمل لكثرة نملها والحاطمة لحطمها للجبابرة والوادي والحرم... الى غير ذلك )، فلم يبق شك في أن فاران جبال مكة أو هي مكة نفسها سميت باسم تلك الجبال.

وجاء في سفر أشعيا الإصحاح الحادي والأربعين ( أنصتي إليّ أيتها الجزائر ولتجدد القبائل قوة ليقتربوا ثم يتكلموا. لنتقدم معا إلى المحاكمة من أنهض من المشرق الذي يلاقيه النصر عند رجليه دفع أمامه أمما وعلى ملوك سلطه. جعلهم كالتراب بسيفه وكالقش المنذري بقوسه. طردهم. مر سالما في طريق لم يسلكه برجليه من فعل وصنع داعيا الأجيال من البدء أنا الرب الأول ومع الآخرين أنا هو ) والمراد بالقبائل العرب وصاحب السيف والقوس هو محمد صلى الله عليه وسلم فإن عيسى لم يحارب أصلا.

وجاء في الفصل 18 من الكتاب الخامس من سفر الثنية: أن الله تعالى قال لموسى عليه السلام: ( قل لبني ارائيل إني أقيم لهم آخر الزمان نبيا مثلك من بني اخوتهم ) وكل نبي بعث بعد موسى كان من بني اسرائيل وآخرهم عيسى عليه السلام فلم يبق أن يكون من بني اخوتهم إلا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لأنه من ولد اسماعيل واسماعيل أخو إسحاق واسحاق جد بني اسرائيل فهذه هي الأخوة التي ذكرت في التوراة ولو كانت هذه البشارة ببني اسرائيل لم يكن لذكر اخوتهم معنى.

وجاء في كتاب الرؤيا المنسوب إلى يوحنا الإنجيلي ما نصه: ( ثم رأيت السماء مفتوحة وإذا فرس أبيض والجالس عليه يدعى أمينا صادقا وبالعدل يحكم ويحارب وعيناه كلهب من نار وعلى رأسه تيجان كثيرة وله اسم مكتوب ليس أحد يعرفه إلا هو ) وهناك قال: إنه يحارب ولا شك أنه محمد صلى الله عليه وسلم. وقد كان يدعى قبل الرسالة بالأمين الصادق كما أسلفنا.

وجاء في رؤيا يوحنى اللاهواتي: ( ومن فمه يخرج سيف ماض لكي يضرب به الأمم وهو سيرعاهم بعصا من حديد وهو يدوس معصرة خمر سخط وغضب الله القادر على كل شيء ). والمراد من قوله: يخرج من فمه سيف ماض فيه الخ هو القرآن الكريم. وقد داس رسول الله صلى الله عليه وسلم معصرة خمر أي حرّم الخمر تحريما قطعيا.

هذه النصوص المذكورة في التوراة والإنجيل ناطقة برسالة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لهذا لما كان بحيرا الراهب متبحرا في علم النصرانية فقد عرف النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره برسالته مما اطلع عليه في الكتب المقدّسة ففيها أوصافه عليه الصلاة والسلام وشيء من ارهاصاته ومعجزاته وكانت حليمة السعدية تعرض النبي صلى الله عليه وسلم على اليهود والكهان وتحدثهم بشأنه فيعرفونه من أوصافه وأحواله وقد أخبر برسالته عليه الصلاة والسلام ورقة بن نوفل ابن عم خديجة وكان شيخا نصرانيا عندما أخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما رأى من الوحي إذ قال له: " هذا هو الناموس الذي نزل الله على موسى " إلى آخر ما قال مما سيأتي ذكره في موضعه. هذا وقد أنذر اليهود برسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي الموضوع الموالي ما جاء في سيرة ابن هشام

المصدر: كتاب رسول الله
المؤلف: محمد رضا

إقرء المزيد