إبحث في المدونة

‏إظهار الرسائل ذات التسميات مستر. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مستر. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 9 يناير 2019

الرد على مستر مرجوليوث

replay-to-Mr-Margolious


قدمنا أن عثمان بن عفان قد أسلم إجابة لدعوة أبي بكر الصديق رضي الله عنه لكن الأستاذ مرجوليوث Margolious في كتابه محمد يزعم أن سبب إسلامه أنه كان يحب رقية بنت الرسول صلى الله عليه وسلم ويريد أن يتزوجها. فلما بلغه أنها خطبت لغيره حزن وأخبر أبا بكر بما بلغه وصادف مرور الرسول صلى الله عليه وسلم فأسرّ أبو بكر كلمات في أذن الرسول وبذلك انتهى الأمر وأسلم عثمان وتزوج رقية. ولم يذكر لنا مستر مرجوليوث المصدر الذي استقى منه هذا الخبر حتى نناقشه ونفنده فما كل رواية يؤخذ بها ويعوّل عليها. ثم يعرض بعد ذلك إلى خالد بن سعيد وسبب إسلامه. فقد كان خالد من السابقين إلى الإسلام فكان ثالثا أو رابعا وقيل كان خامسا في الإسلام. وسبب إسلامه أنه رأى في النوم أنه وقف على شفير النار فذكر من سعتها مالله أعلم به وكأنّ أباه يدفعه فيها ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذا بحِقَويه لا يقع فيها ففزع من نومه وقال: أحلف إنها لرؤيا حق ولقي أبا بكر رضي الله عنه فذكر ذلك له. فقال أبو بكر: أريد بك خيراً، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعه فإنك ستتبعه في الإسلام الذي يحجزك من أن تقع في النار وأبوك واقع فيها فلقي سول الله صلى اللع عليه وسلم وهو بأجياد فقال: يا محمد إلى من تدعو؟ قال: أدعو إلى الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وتخلع ما أنت عليه من عبادة حجر لا يسمع ولا يبصر ولا يضر ولا ينفع ولا يدري من عبده ممن لم يعبده. قال خالد: فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله. فسرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامه. وبعد أن ذكر مرجوليوث رؤيا خالد باختصار وتعبير أبي بكر لها وأن هذه الرؤيا كانت سبب إسلام خالد بن سعيد، تساءل، هل الناس حقيقة يحلمون هكذا؟ لكنه قال: " إن فلاماريون وميرز ( Flammarion and Myers ) يجيبان نعم إنهم يرون مثل ذلك " وهما من العلماء المشهورين. والمدهش أن الأستاذ مرجوليوث لا يعلم أن الناس يرون أحلاما هكذا مع إقرار علماء النفس في أوروبا وأمريكا بذلك. والأحلام على العموم شائعة بين الناس وليست رؤية خالد من الأحلام المستغربة حتى يشك فيها مثل مرجوليوث. أما إذا كان الشك لغرض فهذا أمر آخر.

إن الناس يرون أحلاما يتحقق بعضها وبعضها يحتاج إلى تأويل. ويستبعد جدّاً أن يقص انسان حلماً مختلقاً وليس للأحلام حدود أو ضوابط حتى يقال: إن هذا حلم وهذا ليس بحلم. فلا محل لتحكم مستر مارجوليوث واستنكاره رؤية خالد بن سعيد للنار. وهذا يوسف عليه السلام ورؤياه التي قصها على أبيه فقد تحققت بعد أربعين عاماً وما رآه الفتيان اللذان كانا معه في السجن مما ورد ذكره في القرآن فقد عبَّر يوسف عليه السلام رؤياهما وتحققت حسب تعبيره، إذ عاد أحدهما إلى مركزه السابق لدى الملك وأعدم الآخر. إلا أن مستر مرجوليوث غرضه التهم على الإسلام لا استنكار الأحلام. وهذا لا يليق بمستشرقٍ مثله.

المصدر: كتاب رسول الله
المؤلف: محمد رضا
إقرء المزيد

الجمعة، 28 ديسمبر 2018

الرّدّ على مستر كانون سل

Reolay Mr Canon Sel

قال مستر كانون سل في كتابه " حياة محمد ": ( قال زيد وأصحابه إنهم رغبوا في اتباع دين ابراهيم، ويظن أن محمدا أخذ منهم هذه الفكرة ) ثم قال: ( بقي زيد حنيفا وعاب على أهل مكة عبادة الأصنام فأثار غضبهم فأرغم على ترك مكة والإقامة في جبل حراء وبعد أن أمضى هناك زمنا يفكر، توفي ودفن في أسفل الجبل وقد كان له تأثير عظيم في محمد الذي كان يجل شأنه ويقدره قدره. ولا ريب أن هؤلاء الرجال وأمثالهم من ذوي العقول الراجحة كانوا كثيرا ما يتشاورون ويتحادثون فيما وصلت اليه حالة العرب الإجتماعية من الإنحطاط ويأسفون لانتشار الوثنية وضعف مركزهم السياسي. ولم ينجح عثمان بن الحويرث في تأسيس سلطة مركزية لاعتماده على دولة أجنبية - الإمبراطورية الرومانية - ومع ذلك كانت الحاجة تدعو إلى وجود سلطة مركزية والإعتراف بالكعبة وجعلها قوة دينية للعرب جميعا، فكيف الوصول الى ذلك؟ وكيف يمكن ابطال عبادة الأصنام؟ إلى أن قال: وهنا سنحت الفرصة لظهور نبيّ وقد كان الإستعداد لظهوره قريبا وما لبث أن ظهر نبيّ قويّ الشخصية ذو فطنة سياسية فائقة برسالة محدودة للأمة العربية ). هذا ما زعمه مستر كانون سل.

فنقول: نعم إن هؤلاء تحادثوا في أمر انتشار عبادة الأصنام وأخذوا يبحثون عن الدين الصحيح لكن محادثتهم كانت قليلة. وليس لها شأن ولم يبلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتمع بهم ويحادثهم في شؤون العرب الدينية أو السياسية وقد كان زيد بن عمرو مضطهدا ولجأ إلى حراء لكن لم تكن له اجتماعات بسيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه سلم حتى يقال: إنه تذاكر معه مسائل الدّين وترك في نفسه أثرا عميقا أو أنه أخذ منه الفكرة لأن المسألة ليست مسألة اقتباس فكرة فالقرآن وما حواه من فصاحة وبلاغة خارقة وحكم بالغة وأمثال محكمة وذكر أحوال الماضين من أنبياء وامم وأنباء المستقبل وعلاقة الإنسان بخالقه وعلاقته بغيره والتشريع العظيم الشأن الذي صار موضوع بحث الأئمة المجتهدين والعلماء الأعلام - لا يكون مصدره اجتماع زيد بن عمرو برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم مصادفة في حراء أو في الطريق. ثم اننا فوق ذلك لا نعلم من تاريخ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يتذاكر مع رجال أو كانوا يعلمونه من صغره إلى أن صار نبيًّا بل الثابت أنه كان أمِّيًّا لا يدري مالكتابة والقراءة ولا الدين وأصوله حتى أوحي إليه ثم إن رسالة النبيّ صلى الله عليه وسلم لم تكن محدودة للأمة العربية كما ظن سل وأمثاله بل كانت رسالته عامة بنص القرآن؛ قال تعالى: ¤ وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون ¤.

وفي الموضوع القادم إن شاء الله سأقدم لكم ترجمة حياة زيد بن عمرو إتماما لما ذكر.

المصدر: كتاب رسول الله
المؤلف: محمد رضا
إقرء المزيد