إبحث في المدونة

الجمعة، 8 فبراير 2019

وصول رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة

arrival Messenger Allah Madinah

وصول رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة

وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة يوم اللإثنين من شهر ربيع الأول قرب الظهر. ونزل قباء على كلثوم بن الهدم شيخ بني عمرو بن عوف وهم بطن من الأوس. وقباء قرية على ميلين من جنوب المدينة وهي خصبة بها حدائق من أعناب ونخيل وتين ورمان وأقام بها رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس وأسس مسجد قباء وهو الذي أسس على التقوى من أول يوم. ونزل أبو بكر ضي الله عنه على حبيب بن إساف بالسنح ثم قدم عليّ رضي الله عنه ومعه الفواطم وأم أيمن وولدها أيمن و جماعة من ضعفاء المؤمنين بعد أن أدى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الودائع التي كانت عنده إلى الناس، ولما وصل نزل عن كلثوم بن الهدم اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وكان علي رضي الله عنه في في طريقه يسير الليل ويكمن النهار حتى تفطرت قدماه فاعتنقه النبي صلى الله عليه وسلم وبكى رحمة به لما بقدمه من الورم وتفل في يديه وأمرهما على قدميه فلم يشكهما بعد ذلك. ثم ركب النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة يريد المدينة وأدركته الجمعة في بني سالم بن عوف فصلاها في المسجد الذي ببطن الوادي بمن معه من المسلمين وكانوا مئة وهي أول جمعة صلاها بالمدينة وأول خطبة خطبها في الإسلام ثم ركب راحلته ( القصوى ) يريد المدينة وأرخى زمامها فكان لا يمر بدار من دور الأنصار إلا قالوا: هلم يا رسول الله إلى العدد والعدة والمنعة ويعترضون ناقته فيقول: خلوا سبيلها فإنها مأمورة حتى بركت عند موضع مسجده اليوم وكان مربداً للتمر لغلامين يتيمين وهما: سهل وسهيل ابنا عمرو من بني النجار فلما بركت لم ينزل عنها ثم وثبت فسارت غير بعيد ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع لها زمامها لا يثنيها به فالتفتت خلفها ثم رجعت الى مبركها الأول فبركت فيه ووضت جرانها ( مقدمة عنقها ) فنزل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم واحتمل أبو أيوب الأنصاري رحل ناقته الى بيته فأقام عنده حتى بنى حجره ومسجده ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحبي المربد - وكانا غلامين - فساومهما بالمربد ليتخذه مسجداً فقالا: بل نهبه لك يا رسول الله فأبى أن يقبل منهما هبة حتى ابتاعه منهما بعشرة دنانير ذهباً أداها من مال أبي بكر ثم بناه مسجداً وطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل معهم اللبن ( الطوب النيء ) في بنيانه ويقول وهو ينقل اللبن:

هذا الحمال لا حمال خيبر ....... هذا أبر ربنا وأطهر

ويقول:

إم إن الأجر أجر الآخرة ....... فارحم الأنصار والمهاجرة

ثم أودع رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم اليهود وكتب بينه وبينهم كتاب صلح وموادعة وسنأتي على نص الكتاب فيما بعد.

وقبل أن يتم رسول الله صلى الله عليه وسلم بناء مسجده مات سعد بن زارة بالذبحة والشهقة، وكان نقيباً لبني النجار فطلبوا إقامة نقيب مكانه فقال: أنا نقيبكم ولم يخص منهم أحداً دون آخر فكانت من مناقبهم. وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يبني مسجده من ربيع الأول إلى صَفَرْ، فكان مسجداً بسيطاً، جدرانه من اللبن، على قاعدة الحجارة. والسقف من جريد النخل، مقاماً على الجذوع ولم يكن فيه أثر للزخرفة، أو النقش وليس به منبر. فكان الرسول يخطب في باديء الأمر بلا منبر.

فرح أهل المدينة بمقدم النبي صلى الله عليه وسلم فرحاً شديداً وقابلوه بالإبتهاج وصعدت ذوات الخدور على الأسطحة. وعن عائشة رضي الله عنها: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة جلس النساء والصبيان والولائد يقلن جهراً:

طلع البدر علينا ....... من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ....... ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا ....... جئت بالأمر المطاع

ولعبت الحبشة بحرابهم فرحاً بقدومه صلى الله عليه وسلم. وكانت الأنصار يتقربون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهدايا رجالهم ونساؤهم.

قال ابن عباس: ولد النبي صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين، واستنبيء يوم الإثنين، ورفع الحجر الأسود يوم الإثنين، وقبض يوم الإثنين، وابتدىء التاريخ في الإسلام من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، وأول من أرخ بالهجرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة سبعة عشرة من الهجرة إلا أن التاريخ الهجري يبدأ قبل الهجرة بشهرين. وذلك أنهم جعلوا مبدأ التاريخ المحرم من تلك السنة والنبي صلى الله عليه وسلم بمكة. ثم كانت الهجرة بعد ذلك في ربيع الأول.

المصدر: كتاب رسول الله
المؤلف: محمد رضا.
إقرء المزيد

الهجرة إلى المدينة

VACATION MADINAH MEKKA MOHAMED

الهجرة إلى المدينة12 ربيع الأول سنة 622

خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يرصدونه فأخذ حفنة تراب وجعل ذلك التراب على رؤوسهم وهو يتلو قوله تعالى يـس إلى قوله: ¤ فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ ¤ ثم انصرف فلم يروه.
فلما أفاقوا من غشيتهم جعلوا يطلعون فيرون علياً نائماً وعليه برد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون: إن محمداً لنائم. فأقاموا بالباب يحرسون علياً يحسبونه النبي صلى الله عليه وسلم حتى يقوم في الصباح. فلما أصبحوا قام علي عن الفراش فقالوا له: أين صاحبك؟ قال: لا أدري فعلموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نجا.

فأما علي فأقام بمكة حتى يؤدي ودائع النبي صلى الله عليه وسلم وقصد النبي صلى الله عليه وسلم دار أبي بكر رضي الله عنه وأعلمه بأن قد أذن له بالهجرة، فقال أبو كبر: الصحبة يا رسول الله. قال الصحبة فبكى أبو بكر رضي  الله عنه فرحاً واستأجر عبد الله بن أريقط الديلمي وكان مشركاً ليدل لهما إلى المدينة وينكب عن الطريق العظمى. ولم يعلم بخروج رسول الله صلى الله عليه وسلم غير أبي بكر وعلي وآل أبي بكر، وكان خروجه صلى الله عليه وسلم من مكة يوم الخميس أول يوم من ربيع الأول وقدم المدينة لاثنتي عشرة خلت منه، وذلك يوم الإثنين الظهر لثلاث وخمسين سنة من مولده 28 يونيو 622 م.

وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال حين خروجه من مكة إلى المدينة: " اللهم إنك تعلم أنهم أخرجوني من أحب البلاد إليّ فأسكني أحب البلاد لديك " رواه الحاكم في المستدرك وكان مدة مقامه بمكة بعد البعثة ثلاث عشرة سنة. ثم أتيا الغار الذي بجبل ( ثور ) على ثلاثة أميال من جنوب غربي مكة، وأمر أبو بكر ابنه عبد الله أن يستمع لهما بمكة ثم يأتيهما ليلاً وأمر عامر بن فهيرة مولاه أن يرعى غنمه نهاراً صم يأتيهما بها ليلاً ليأخذا حاجتهما من لبنها وكانت أسماء بنت أبي بكر تأتيهما بطعامهما فأقاما في الغار ثلاثاً. 
ولما فقدته قريش اتبعوه ومعهم القائف فقاف الأثر حتى وقف عند الغار وقال: هنا انقطع الأثر وإذا بنسيج العنكبوت على فم الغار وقد عششت على بابه حمامتان. فقالت قريش: ما وراء هذا الشيء. وجعلوا مئة ناقة لمن يرده عليهم. فلما مضت الثلاث وسكن الناس أتاهم دليلهما ببعيرين فأخذ أحدهما رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبي بكر بالثمن لتكون هجرته الى الله بنفسه وماله رغبة منه عليه الصلاة والسلام في استكمال فضل الهجرة إلى الله تعالى. ثم ركبا وأردف أبو بكر عامر بن فهيرة يخدمهما على الطريق وأتتهما أسماء بسفرة لها وشقت نطاقها وربطت السفرة فسميت ( ذات النطاقين ) حمل أبو بكر جميع ماله وكان نحو ستة آلاف درهم وبينما هما في الطريق مجردين من كل سلاح بصر بهما سراقة بن مالك بن جُعشم فاتبعهما ليردهما فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فساخت: ( غاصت ) قوائم فرسه في أرض صلبة. فقال: ادع لي يا محمد ليخلصني الله أن أرد عنك الطلب فدعا له فخلصه. فعاد يتبعهما. فدعا عليه الثانية فساخت قوائم فرسه في الأرض أشد من الأولى. فقال: يا محمد قد علمت أن هذا من دعائك عليّ فادع الله أن ينجيني مما أنا فيه ولك عهد الله أن أرد عنك الطلب. فدعا له فخلص وعاهدهم أن لا يقاتلهم ولا يخبر عنهم وأن يكتم عنهم ثلاث ليال. فرجع سراقة ورد كل من لقيه عن الطلب بأن يقول ما هاهنا.

وفي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت:
" فبينما نحن يوماً جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة قال قائل لأبي بكر: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم متقنعاً في ساعة لم يكن يأتينا فيها، فقال أبو بكر: فداء له أبي وأمي والله ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر. قالت عائشة: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذن فأذن له فدخل فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: أخرج من عندك فقال أبو بكر: إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله قال: فإني قد أذن لي في الخروج، فقال أبو بكر: الصحبة بأبي أنت يا رسول الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم. قال أبو بكر: فخذ بأبي أنت يا رسول الله إحدى راحلتي هاتين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بالثمن. قالت عائشة: فجهزناهما أحث الجهاز وصنعنا لهما سفرة في جراب فقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها فربطت به على فم الجراب فبذلك سميت ذات النطاقين، وأسماء بنت أبي بكر الصديق كانت أسن من عائشة وهي أختها لأبيها وكان عبد الله بن أبي بكر أخا أسماء شقيقها، قالت: ثم لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بغار في جبل ثور ( جبل بمكة ) فكمنا فيه ثلاث ليالٍ يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر وهو غلام شاب ثَقف لقن فيدلج من عندهما بسحر فيصبح مع قريش بمكة كبائت فلا يسمع أمراً يكتادان به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام ويرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر منحة من غنم فيريحها عليهما حين تذهب ساعة من العشاء فيبيتان في رسل وهو لبن منحهما ورضيفهما حتى ينعق بها عامر بن فهيرة بغلس. يفعل ذلك في كل يلة من تلك الليالي الثلاث.

واستأجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رجلاً من بني الديل وهو من بني عبد بن عدي هادياً خريتاً - والخريت الماهر بالهداية - قد غمس حلفاً في آل العاص بن وائل السهمي وهو على دين كفار قريش فأمناه فدفعا إليه راحلتيهما ووعداه غار ثور بعد ثلاث ليال فجاءهما براحاتبهما صبح ثلاث وانطلق معهما عامر بن فهيرة والدليل فأخذ بهم طريق السواحل قال سراقة بن جعشم: جاءنا رسل كفار قريش يجعلون في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر دية كل واحد منهما لمن قتله أو أسره. فبينما أنا جالس في مجلس من مجالس قومي بني مدلج إذ أقبل رجل منهم حتى قام علينا ونحن جلوس فقال: يا سراقة إني قد رأيت آنفاً أسودة بالساحل  أراها محمداً وأصحابه. قال سراقة: فعرفت أنهم هم فقلت له: إنهم ليسوا بهم ولكنك ولكنك رأيت فلانا وفلانا انطلقوا بأعيننا ثم لبثت في المجلس ساعة ثم قمت فدخلت فأمرت جاريتي أن تخرج بفرسي وهي من وراء أكمة فتحبسها علي وأخذت رمحي فخرجت به من ظهر البيت فحططت بزجه الأرض وخفضت عاليه حتى أتيت فرسي فركبتها فرفعتها تقرب بي حتى دنوت منهم فعثرت بي فرسي فخررت عنها فقمت فأهويت يدي إلى كنانتي فاستخرجت منها الأزلام فاستقسمت بها أن أضرهم أم لا فخرج الذي أكره فركبت فرسي تقرب بي وعصيت الأزلام حتى إذا سمعت قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو لا يلتفت وأبو بكر يكثر الإلتفات ساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلغتا الركبتين فخررت عنها ثم زجرتها فنهضت فلم تكد تخرج يديها فلما استوت قائمة إذ لأثر يديها عثان ساطع في السماء مثل الدخان. فاستقسمت بالأزلام فخرج الذي أكره فناديتهم بالأمان فوقفوا فركبت فرسي حتى جئتهم ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم أن سيظهر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له: إن قومك قد جعلوا فيك الدية وأخبرتهم أخبار ما يريد الناس بهم وعرضت عليهم الزاد والمتاع فلم يرزآني ولم يسألاني إلا أن قالا أخف عنا فسألته أن يكتب لي كتاب أمن فأمر عامر بن فهيرة فكتب في رقعة من أديم ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومما وقع لهما في الطريق أنهما لقيا طلحة بن عبيد الله في الطريق وكان راجعاً من تجارة فحياهما وكساهما ثياباً بيضاً وقيل: لقيهما الزبير كذلك ولعلهما لقياهما معاًأو متعاقبين فكسواه وأبا بكر ما ذكر.

غادر رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة مسقط رأسه بعد أن سخر به قومه ورفضوا دعوته وتمسكوا بعقيدتهم القديمة التي ألفوها ولم يحكموا عقولهم، ولم يعترفوا أن عبادة الأصنام من دون الله تعالى كفر. وليس بعد الكفر ذنب ولا بعد الشرك ضلال. قال تعالى: ¤ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء ¤.

غادر رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وهو آسف لفراق قومه بعد أن صبر على أذاهم وجاهد وكافح سنين طويلة، فغادرهم ذلك النور الساطع والعلم الواسع والهمة العالية والنفس الأبية والروح الطاهرة النقية والشخصية االجذابة المحبوبة والوجه المشرق الدائم الإبتسام والخلق العظيم والفم الذي لا ينطق على الهوى.

لقد غادرهم الرسول الأمين، الهادي إلى الصراط المستقيم، مبلغ رسالات رب العالمين. ولو علمت قريش الحقيقة وتخلوا عن التعصب، لتمسكوا بأهدابه وتعلقوا بأذياله واغترفوا من فيض علمه وبحور حكمته واهتدوا بهديه وتخلقوا بخلقه وفازوا بنعيم الدنيا والآخرة.

إن الرسول بهجرته قد ترك مكة في ظلام دامس فلما وصل المدينة أشرقت أنواره في جميع أرجائها فخرج القوم يستقبلونه بالبشر والسرور ويتسابقون لمشاهدة وجهه الصبوح ويتبركون به ويستضيفونه ويستمعون إلى حكمه البالغة. وقد عبروا عن شعورهم بذلك النور بقولهم: ( طلع البدر علينا ).

المصدر: كتاب رسول الله
المؤلف: محمد رضا.
إقرء المزيد

الخميس، 7 فبراير 2019

القرآن وما نزل منه بمكة

quran came down from Mecca

القرآن وما نزل منه بمكة

عن ابن عباس قال: أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة.

أما إقامته بالمدينة عشراً فهذا مما لا خلاف فيه. وأما إقامته بمكة بعد النبوة فالمشهور ثلاث عشرة سنة لأنه صلى الله عليه وسلم أوحي إليه وهو ابن أربعين سنة وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة على الصحيح.

والقرآن منه مكي ومنه مدني: فأما المكي ما أنزل قبل الهجرة أي بمكة والمدني بعد الهجرة سواء كان بالمدينة أو بغيرها من أي البلاد حتى ولو كان بمكة أو عرفة.

والسفير بين الله تعالى ومحمد صلى الله عليه وسلم، جبريل عليه السلام. كما قال تعالى: ¤ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ ¤ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ ¤ وقال: ¤ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ¤ ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ¤ مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ¤ وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ ¤.

وقد تحداهم الله تعالى بأن يأتوا بسورة من مثله، فعجزوا. فالقرآن معجزة رسول الله صلى الله عليه وسلم الباقية إلى يوم القيامة. وقد احتوى على العلوم الكثيرة والأخبار الصادقة من الغيوب الماضية والآتية والأحكام العادلة.

ونزل القرآن بلغة قريش وقريش خلاصة العرب. وللقرآن أسماء كثيرة منها: الفرقان، والتنزيل، والحديث الخ. ومعناه: القراءة. قال ابن عباس: القرآن والقراءة واحدة.

ويشتمل على 114 سورة، أطولها ( البقرة ) ونزل من القرآن بمكة اثنتان وثمانون سورة ونزل تمام بعضها بالمدينة وكان أول ما نزل على رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم: " <إقرأ باسم ربك الذي خلق> ثم < ن والقلم وما يسترون >، ثم < والضحى >، ثم < يا أيها المزمل >، ثم فاتحة الكتاب، ثم < تبّت >، ثم < إذا الشمس كورت >، ثم < سبح اسم ربك الأعلى >، ثم < واليل إذا يغشى >، ثم < والفجر >، ثم < ألم نشرح لك صدرك >، ثم < الرحمان >، ثم < والعصر >، ثم < إنا أعطيناك الكوثر >، ثم < ألهاكم التكاثر >، ثم < أرأيت الذي يكذب بالدين >، ثم < ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل >، ثم < والنجم إذا هوى >، ثم < عبس وتولى >، ثم < إنا أنزلناه في ليلة القدر >، ثم < والشمس وضحاها >، ثم < والسماء ذات البروج >، ثم < والتين والزيتون >، ثم < لإيلاف قريش >، ثم < القارعة >، ثم < لا أقسم بيوم القيامة >، ثم < ويل لكل همزة >، ثم < والمرسلات عرفا >، ثم < ق والقرآن المجيد >، ثم < لا أقسم بهذا البلد >، ثم < والسماء والطارق >، ثم < اقتربت الساعة>، ثم < ص والقرآن ذي الذكر >، ثم الأعراف، ثم سورة الجن، ثم سورة يـس، ثم < تبارك الذي نزل الفرقان >، ثم حمد الملائكة، ثم سورة مريم، ثم سورة طـه، ثم < طـسـم >، ثم الشعراء، ثم < طـس > النمل، ثم < طـسـم > القصص، ثم سورة بني اسرائيل، ثم سورة يونس، ثم سورة هود، ثم سورة يوسف، ثم الحجر، ثم الأنعام، ثم الصافات، ثم لقمان، ثم < حـم > المؤمن، ثم < حـم > السجدة، ثم < حـم > عسق، ثم الزخرف، ثم سبأ، ثم تنزيل الزمر، ثم < حـم > الدخان، ثم < حـم > الشورى، ثم < حـم > الأحقاف، ثم والذاريات، ثم < هل أتـك حديث الغاشية>، ثم سورة الكهف، ثم سورة النحل، ثم < إنا أرسلنا نوحاً >، ثم سورة ابراهيم، ثم < اقترب للناس حسابهم >، ثم < قد أفلح المؤمنون >، ثم الرعد، ثم والطور، ثم < تبارك الذي بيده الملك >، ثم الحاقة، ثم سأل سائل، ثم < عم يتسائلون >، ثم < والنازعات غرقا >، ثم < إذا السماء انفطرت >، ثم سورة الروم، ثم العنكبوت.

وعن ابن عباس أنه قال: كان القرآن ينزل مفرقاً لا ينزل سورة سورة فما نزل أولها بمكة أثبتناها بمكة وإن كان تمامها بالمدينة وكذلك ما نزل بالمدينة وإنه كان يعرف فصل ما بين السورة والسورة إذا نزل بسم الله الرحمان الرحيــم فيعلمون أن الأولى انقضت وابتدىء أخرى.

المصدر: كتاب رسول الله
المؤلف: محمد رضا
إقرء المزيد

الأربعاء، 6 فبراير 2019

مؤامرة قريش على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم


مؤامرة قريش على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم

لقد بلغ اضطهاد قريش للمسلمين أنهم اضطروهم إلى الهجرة ففريق هاجر إلى الحبشة ثم هاجر من بقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة. ولما علمت قريش تتابع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجرة أخيراً إلى المدينة وقد صارت له شيعة وأنصار من غيرهم وأنه أجمع على اللحاق بهم، تشاوروا فيما يصنعون في أمره فاجتمعوا في ( دار الندوة ) وهي دار قصي بن كلاب وتشاوروا في حبسه أو إخراجه عنهم ( نفيه ) ثم اتفقوا على أن يتخيروا من كل قبيلة منهم شاباً جلداً فيقتلوه جميعاً فيتفرق دمه في القبائل ولا يقدر بنو عبد مناف على حربهم جميعاً ويقال: إن هذا كان رأي أبي جهل. وهكذا نجد دائماً اسم أبي جهل وأبي لهب في كل مؤامرة ضد النبي صلى الله عليه وسلم وكل إيذاء واضطهاد كأن لا عمل لهما غير ذلك.

استعدوا لقتله عليه الصلاة والسلام من ليلتهم وأتى جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه فلما كانت العتمة اجتمعوا على بابه يرصدونه متى ينام فيثبون عليه فأمر علياً أن ينام على فراشه ويتشح ببرده الأخضر وأن يتخلف عنه ليؤدي ماكان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم من الودائع إلى أربابها فامتثل أمره فكان أول من شرى نفسه ابتغاء مرضاة الله ووقى بنفسه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وهنا نقول إن الأستاذ مرجوليوث اعتاد أن يصف أعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم برجاحة العقل والنبل ولا يعدم أن يجد كتاباً يذكره كمصدر له من غير تحقيق فقد قال عن أبي جهل في كتابه محمد إنه حاز شهرة عظيمة في العقل حتى إنه دخل دار الندوة في سن الثلاثين في حين أنه لا يسمح لأحد من أهل مكة بدخولها، إلا إذا بلغ الأربعين. والحقيقة أنهم كانوا لا يدخلون فيها غير قرشي إلا إذا بلغ أربعين سنة بخلاف القرشي تمييزاً له وبما أن أبا جهل قرشي فكان يسوغ له دخول دار الندوة قبل الأربعين وليس ذلك لأنه شديد الذكاء راجح العقل بل لأنه كان قرشياً.

المصدر: كتاب رسول الله
المؤلف: محمد رضا.
إقرء المزيد

بيعة العقبة الثانية

second homage Aqaba

بيعة العقبة الثانية

اتفق جماعة من الأنصار على لقاء النبي صلى الله عليه وسلم مستخفين لا يشعر بهم أحد فوافوا مكة في الموسم في ذي الحجة مع كفار قومهم واجتمعوا به وواعدوه أوسط التشريق فلما كان الليل خرجوا بعد مضي ثلثه يتسللون حتى اجتمعوا بالعقبة وحضر معهم عبد الله بن عمرو بن حرام أبو جابر وأسلم تلك الليلة وجاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه عمه العباس بن عبد المطلب وكان لا يزال على دين قومه وأحب أن يتوثق لابن أخيه وكان أول من بايع تلك الليلة وهو أول من تكلم. فقال: يا معشر الخزرج ( وكانت العرب تسمى الخزرج والأوس به ) إن محمداً منا حيث قد علمتم في عز ومنعة وإنه قد أبى الا الانقطاع إليكم فإن كنتم ترون أنكم تفون له بما دعوتموه إليه ومانعوه فأنتم وذلك. وإن كنتم ترون انكم مسلموه فمن الآن فدعوه فإنه في عز ومنعة. فقال الأنصار: قد سمعنا ما قلت فتكلم يا رسول الله وخذ لنفسك وربك ما أحببت فتكلم وتلا القرآن ورغب في الإسلام ثم قال: " تمنعونني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم " وكان للبراء بن معرور في تلك الليلة المقام المحمود في الإخلاص والتوثق لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أخذ بيده وقال: والذي بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه ذرارينا فبايعنا يا رسول الله فنحن والله أهل الحرب، فاعترض الكلام أبو الهيثم بن التيهان حليف بني الأشهل فقال: يا رسول الله إن بيننا وبين الناس حبالاً وإنا قاطعوها يعني اليهود فعل عسيت إن أظهرك الله عز وجل أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟ فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " بل الدم الدم، الهدم الهدم، أنتم مني وأنا منكم أسالم من سالمتم وأحارب من حاربتم " وكانت عدة الذين بايعوا في تلك الليلة سبعين رجلاً وامرأتين: نسيبة بنت كعب أم عمارة وأسماء بنت عمرو بن عدي من بني سلمة. واختار رسول الله صلى الله عليه وسلم اثني عشر نقيباً يكونون على قومهم: تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس وقال لهم: " أنتم كفلاء على قومكم ككفالة الحواريين لعيسى ابن مريم وأنا كفيل على قومي ".

والنقباء هم: 1- سعد بن عبادة، 2- أسعد بن زرارة، 3- سعد بن الربيع، 4- سعد بن خيثمة، 5- المنذر بن عمرو، 6- عبد الله بن رواحة، 7- البراء بن معرور، 8- أبو الهيثم بن التيهان، 9- أسيد بن حضير، 10- عبد الله بن عمرو حرام، 11- عبادة بن الصامت، 12- رافع ابن مالك بن العجلان. وروي أنه نقب على النقباء أسعد بن زرارة فتوفي بعد والمسجد النبوي يبنى. فكان أول من دفن بالبقيع من المسلمين.

فلما بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم رجعوا إلى المدينة فكان قدومهم في ذي الحجة فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة بقية ذي الحجة والمحرم وصفر وهاجر الى المدينة في شهر ربيع الأول وقدما لاثنتي عشرة ليلة خلت منه وقد كانت قريش لما بلغهم إسلام من أسلم من الأنصار اشتدوا على من بمكة من المسلمين فأصابهم جهد شديد. فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالهجرة إلى المدينة فخرجوا أرسالاً حتى لم يبق أحد من المسلمين بمكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أبو بكر وعلي بن أبي طالب فإنهما أقاما بأمره وكان صلى الله عليه وسلم ينتظر أن يؤذن له في الهجرة.

وإسلام الأنصار له شأن كبير في تاريخ الإسلام بل في تاريخ الدنيا.

المصدر: كتاب سول الله
المؤلف: محمد رضا.
إقرء المزيد

الاثنين، 4 فبراير 2019

بدء اسلام الأنصار - بيعة العقبة الأولى

beginning Islam Ansar Saad Bin Moad

بدء اسلام الأنصار
بيعة العقبة الأولى - إسلام سعد بن معاذ

خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على قبائل العرب وحجاجهم كما كانت عادته كل موسم، فبينما هو عند العقبة التي تضاف إليها الجمرة فيقال جمرة العقبة هي على يسار القاصد منى من مكة إذ لقي رهطاً من الأوس والخزرج كانوا يحجون من العرب. وهما قبيلتاتن مشهورتان عظيمتان من العرب في يثرب وقد لقبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأنصار لما هاجر اليهم ومنعوه ونصروه، وكان الذين لقيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخزرج هم أسعد بن زرارة وعوف بن الحارث ويعرف بابن عفراء وهما من بني النجار، ورافع بن مالك بن العجلان وعامر بن عبد حارثة وهما من بني زريق. وقطبة بن عامر بن حديدة من بني سلمة وعقبة بن عامر بن نابيء من بني غنم وجابر بن عبد الله بن رباب من بني عبيدة فعرض النبي عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآن فقبلوا ذلك منه وأثر في قلوبهم وكان اليهود من الأوس والخزرج بالمدينة وكانوا أهل كتاب والأوس والخزرج أهل شرك وأوثان. وكانوا اذا كان بينهم شيء تقل اليهود إن نبياً سيبعث الآن قد أظل زمانه نتبعه فنقتلكم معكه قتل عاد وإرم وكانوا يصفونه بصفاته لهم فلما قدموا المدينة ذكروا لقومهم النبي صلى الله عليه وسلم ودعوهم الى الإسلام فأسلم كثيرون منهم حتى اذا كان العام المقبل وافى الموسم من الأنصار أثنا عشر رجلاً وذلك سنة اثنتي عشرة من النبوة ( 621 م ) فلقوه في العقبة فبايعوه بيعة النساء، وسميت بذلك لأنها كانت على الأمور التي ورد ذكرها في سورة الممتحنة خاصة ببيعة النساء وهي هذه الآية: ¤ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ¤.

وبعد أن تمت هذه البيعة بعث صلى الله عليه وسلم معهم مصعب بن عمير بن هاشم الى المدينة يقرئهم القرآن ويعلمهم الإسلام وكان يسمى مصعب بالمدينة المقريء فأسلم على يده سعد بن معاذ وأسيد بن حضير، وكان سعد من أجل رؤسائهم ثم فشا فيهم الإسلام في المدينة. وقال سعد لما أسلم لبني عبد الأشهل: كلام رجالكم ونسائكم عليّ حرام حتى تسلموا. فأسلموا. فكان من أعظم الناس بركة في الإسلام. وشهد بدراً. لم يختلفوا فيه وشهد أحداً والخندق وفيها أصيب بسهم وهو الذي حكم على بني قريظة بالقتل كما سيأتي في المدوّنة. وبعد أن حكم عليهم انفجر عرقه فاحتضنه رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلت الدماء تسيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فجاء أبو بكر وقال: وانكسار ظهره!!. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم " مه ". فقال عمر: إنا لله وإنا إليه راجعون. ولما دفنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وانصرف من جنازته، جعلت دموعه تحادر على لحيته ويده في لحيته ولم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رجال ونساء مسلمون إلا ما كان من دار بني أمية بن زيد وخطمة ووائل وواقف؛ وذلك أنه كان فيهم أبو قيس بن الأسلت ( وهو صيفي ) وكان شعراً لهم وقائداً يسمعون منه ويطيعونه فوقف بهم عن الإسلام ولم يزل على ذلك حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.

المصدر: كتاب رسول الله
المؤلف: محمد رضا

إقرء المزيد

عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه على قبائل العرب

Show Messenger Allah himself tribes Arabs

عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه على قبائل العرب

أخفى رسول الله صلى الله عليه وسلم رسالته باديء الأمر ثم أعلنها في السنة الرابعة من النبوة ودعا الى الإسلام عشر سنين يوافي المواسم كل عام يتبع الحجاج في منازلهم بمنى والموقف يسأل عن القبائل قبيلة قبيلة، ويسأل عن منازلهم ويأتي اليهم في أسواق الموسم وهي عكاظ ومجنة وذو المجاز، وكانت العرب إذا حجت تقيم بعكاظ شهر شوال، ثم تجيء الى سوق مجنة تقيم فيه عشرين يوماََ، ثم تجيء الى سوق المجاز فتقيم به أيام الحج وكان صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه عليهم ويدعوهم الى أن يمنعوه حتى يبلغ رسالة ربه، وكان يطوف على الناس في منازلهم ويقول: " يا أيها الناس إن الله يأمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاََ " وكان أبو لهب يمشي وراءه ويقول: إن هذا يأمركم أن تتركوا دين آبائكم، وروى ابن اسحاق أنه صلى الله عليه وسلم عرض نفسه على كندة وكلب وعلى بني حنيفة وبني عامر بن صعصعة فقال له رجل منهم: أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك ثم أظفرك الله على من خالفك أيكون لنا الأمر من بعدك؟ فقال الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء. فقال له: أنقاتل العرب دونك فإذا أظفرك الله كان الأمر لغيرنا؟ لا حاجة لنا بأمرك وأبوا عليك. فلما رجعت بنو عامر الى منازلهم وكان فيهم شيخ أدركته السن لا يقدر أن يوافي معهم الموسم. فلما قدموا عليه سألهم عما كان في موسمهم فقالوا: جاءنا فتى من قريش أحد بني عبد المطلب يزعم أنه نبي يدعونا أن نمنعه ونقوم معه ونخرج به إلى بلادنا فوضع الشيخ يده على رأسه، ثم قال: يا بني عامر هل لها من تلاف؟ أي هل لهذه القصة من تدارك. والذي نفس فلان بيده ما يقولها كاذباً من بني اسماعيل قط وإنها لحق وإن رأيكم غاب عنكم.

وروى الواقدي أنه صلى الله عليه وسلم أتى بني عبس وبني سليم وبني محارب وفزارة ومرة وبني النضر وعذرة والحضارمة فردوا عليه صلى الله عليه وسلم أقبح الرد وقالوا: أسرتك وعشيرتك أعلم بك حيث لم يتبعوك، ولم يكن أحد من العرب أقبح عليه من بني حنيفة وهم أهل اليمامة، قوم مسيلمة الكذاب، ومن ثم جاء في الحديث (( شر قبائل العرب بنو حنيفة )) ومن أقبح القبائل في الرد عليه صلى الله عليه وسلم ثقيف، ومن ثم جاء (( شر قبائل العرب بنو حنيفة وثقيف )) ومازال صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على القبائل في كل موسم يقول لا أكره أحداً على شيء من رضي الذي أدعو إليه فذاك ومن كره لم أكره وإنما إريد منعي من القتل حتى أبلغ رسالة ربي فلم يقبله صلى الله عليه وسلم أحد من تلك القبائل ويقولون: قوم الرجل أعلم به، أترون أن رجلاً يصلحنا وقد أفسد قومه.

المصدر: كتاب رسول الله
المؤلف: محمد رضا

إقرء المزيد