إبحث في المدونة

الخميس، 7 فبراير 2019

القرآن وما نزل منه بمكة

quran came down from Mecca

القرآن وما نزل منه بمكة

عن ابن عباس قال: أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة.

أما إقامته بالمدينة عشراً فهذا مما لا خلاف فيه. وأما إقامته بمكة بعد النبوة فالمشهور ثلاث عشرة سنة لأنه صلى الله عليه وسلم أوحي إليه وهو ابن أربعين سنة وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة على الصحيح.

والقرآن منه مكي ومنه مدني: فأما المكي ما أنزل قبل الهجرة أي بمكة والمدني بعد الهجرة سواء كان بالمدينة أو بغيرها من أي البلاد حتى ولو كان بمكة أو عرفة.

والسفير بين الله تعالى ومحمد صلى الله عليه وسلم، جبريل عليه السلام. كما قال تعالى: ¤ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ ¤ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ ¤ وقال: ¤ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ¤ ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ¤ مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ¤ وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ ¤.

وقد تحداهم الله تعالى بأن يأتوا بسورة من مثله، فعجزوا. فالقرآن معجزة رسول الله صلى الله عليه وسلم الباقية إلى يوم القيامة. وقد احتوى على العلوم الكثيرة والأخبار الصادقة من الغيوب الماضية والآتية والأحكام العادلة.

ونزل القرآن بلغة قريش وقريش خلاصة العرب. وللقرآن أسماء كثيرة منها: الفرقان، والتنزيل، والحديث الخ. ومعناه: القراءة. قال ابن عباس: القرآن والقراءة واحدة.

ويشتمل على 114 سورة، أطولها ( البقرة ) ونزل من القرآن بمكة اثنتان وثمانون سورة ونزل تمام بعضها بالمدينة وكان أول ما نزل على رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم: " <إقرأ باسم ربك الذي خلق> ثم < ن والقلم وما يسترون >، ثم < والضحى >، ثم < يا أيها المزمل >، ثم فاتحة الكتاب، ثم < تبّت >، ثم < إذا الشمس كورت >، ثم < سبح اسم ربك الأعلى >، ثم < واليل إذا يغشى >، ثم < والفجر >، ثم < ألم نشرح لك صدرك >، ثم < الرحمان >، ثم < والعصر >، ثم < إنا أعطيناك الكوثر >، ثم < ألهاكم التكاثر >، ثم < أرأيت الذي يكذب بالدين >، ثم < ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل >، ثم < والنجم إذا هوى >، ثم < عبس وتولى >، ثم < إنا أنزلناه في ليلة القدر >، ثم < والشمس وضحاها >، ثم < والسماء ذات البروج >، ثم < والتين والزيتون >، ثم < لإيلاف قريش >، ثم < القارعة >، ثم < لا أقسم بيوم القيامة >، ثم < ويل لكل همزة >، ثم < والمرسلات عرفا >، ثم < ق والقرآن المجيد >، ثم < لا أقسم بهذا البلد >، ثم < والسماء والطارق >، ثم < اقتربت الساعة>، ثم < ص والقرآن ذي الذكر >، ثم الأعراف، ثم سورة الجن، ثم سورة يـس، ثم < تبارك الذي نزل الفرقان >، ثم حمد الملائكة، ثم سورة مريم، ثم سورة طـه، ثم < طـسـم >، ثم الشعراء، ثم < طـس > النمل، ثم < طـسـم > القصص، ثم سورة بني اسرائيل، ثم سورة يونس، ثم سورة هود، ثم سورة يوسف، ثم الحجر، ثم الأنعام، ثم الصافات، ثم لقمان، ثم < حـم > المؤمن، ثم < حـم > السجدة، ثم < حـم > عسق، ثم الزخرف، ثم سبأ، ثم تنزيل الزمر، ثم < حـم > الدخان، ثم < حـم > الشورى، ثم < حـم > الأحقاف، ثم والذاريات، ثم < هل أتـك حديث الغاشية>، ثم سورة الكهف، ثم سورة النحل، ثم < إنا أرسلنا نوحاً >، ثم سورة ابراهيم، ثم < اقترب للناس حسابهم >، ثم < قد أفلح المؤمنون >، ثم الرعد، ثم والطور، ثم < تبارك الذي بيده الملك >، ثم الحاقة، ثم سأل سائل، ثم < عم يتسائلون >، ثم < والنازعات غرقا >، ثم < إذا السماء انفطرت >، ثم سورة الروم، ثم العنكبوت.

وعن ابن عباس أنه قال: كان القرآن ينزل مفرقاً لا ينزل سورة سورة فما نزل أولها بمكة أثبتناها بمكة وإن كان تمامها بالمدينة وكذلك ما نزل بالمدينة وإنه كان يعرف فصل ما بين السورة والسورة إذا نزل بسم الله الرحمان الرحيــم فيعلمون أن الأولى انقضت وابتدىء أخرى.

المصدر: كتاب رسول الله
المؤلف: محمد رضا
إقرء المزيد

الأربعاء، 6 فبراير 2019

مؤامرة قريش على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم


مؤامرة قريش على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم

لقد بلغ اضطهاد قريش للمسلمين أنهم اضطروهم إلى الهجرة ففريق هاجر إلى الحبشة ثم هاجر من بقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة. ولما علمت قريش تتابع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجرة أخيراً إلى المدينة وقد صارت له شيعة وأنصار من غيرهم وأنه أجمع على اللحاق بهم، تشاوروا فيما يصنعون في أمره فاجتمعوا في ( دار الندوة ) وهي دار قصي بن كلاب وتشاوروا في حبسه أو إخراجه عنهم ( نفيه ) ثم اتفقوا على أن يتخيروا من كل قبيلة منهم شاباً جلداً فيقتلوه جميعاً فيتفرق دمه في القبائل ولا يقدر بنو عبد مناف على حربهم جميعاً ويقال: إن هذا كان رأي أبي جهل. وهكذا نجد دائماً اسم أبي جهل وأبي لهب في كل مؤامرة ضد النبي صلى الله عليه وسلم وكل إيذاء واضطهاد كأن لا عمل لهما غير ذلك.

استعدوا لقتله عليه الصلاة والسلام من ليلتهم وأتى جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه فلما كانت العتمة اجتمعوا على بابه يرصدونه متى ينام فيثبون عليه فأمر علياً أن ينام على فراشه ويتشح ببرده الأخضر وأن يتخلف عنه ليؤدي ماكان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم من الودائع إلى أربابها فامتثل أمره فكان أول من شرى نفسه ابتغاء مرضاة الله ووقى بنفسه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وهنا نقول إن الأستاذ مرجوليوث اعتاد أن يصف أعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم برجاحة العقل والنبل ولا يعدم أن يجد كتاباً يذكره كمصدر له من غير تحقيق فقد قال عن أبي جهل في كتابه محمد إنه حاز شهرة عظيمة في العقل حتى إنه دخل دار الندوة في سن الثلاثين في حين أنه لا يسمح لأحد من أهل مكة بدخولها، إلا إذا بلغ الأربعين. والحقيقة أنهم كانوا لا يدخلون فيها غير قرشي إلا إذا بلغ أربعين سنة بخلاف القرشي تمييزاً له وبما أن أبا جهل قرشي فكان يسوغ له دخول دار الندوة قبل الأربعين وليس ذلك لأنه شديد الذكاء راجح العقل بل لأنه كان قرشياً.

المصدر: كتاب رسول الله
المؤلف: محمد رضا.
إقرء المزيد

بيعة العقبة الثانية

second homage Aqaba

بيعة العقبة الثانية

اتفق جماعة من الأنصار على لقاء النبي صلى الله عليه وسلم مستخفين لا يشعر بهم أحد فوافوا مكة في الموسم في ذي الحجة مع كفار قومهم واجتمعوا به وواعدوه أوسط التشريق فلما كان الليل خرجوا بعد مضي ثلثه يتسللون حتى اجتمعوا بالعقبة وحضر معهم عبد الله بن عمرو بن حرام أبو جابر وأسلم تلك الليلة وجاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه عمه العباس بن عبد المطلب وكان لا يزال على دين قومه وأحب أن يتوثق لابن أخيه وكان أول من بايع تلك الليلة وهو أول من تكلم. فقال: يا معشر الخزرج ( وكانت العرب تسمى الخزرج والأوس به ) إن محمداً منا حيث قد علمتم في عز ومنعة وإنه قد أبى الا الانقطاع إليكم فإن كنتم ترون أنكم تفون له بما دعوتموه إليه ومانعوه فأنتم وذلك. وإن كنتم ترون انكم مسلموه فمن الآن فدعوه فإنه في عز ومنعة. فقال الأنصار: قد سمعنا ما قلت فتكلم يا رسول الله وخذ لنفسك وربك ما أحببت فتكلم وتلا القرآن ورغب في الإسلام ثم قال: " تمنعونني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم " وكان للبراء بن معرور في تلك الليلة المقام المحمود في الإخلاص والتوثق لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أخذ بيده وقال: والذي بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه ذرارينا فبايعنا يا رسول الله فنحن والله أهل الحرب، فاعترض الكلام أبو الهيثم بن التيهان حليف بني الأشهل فقال: يا رسول الله إن بيننا وبين الناس حبالاً وإنا قاطعوها يعني اليهود فعل عسيت إن أظهرك الله عز وجل أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟ فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " بل الدم الدم، الهدم الهدم، أنتم مني وأنا منكم أسالم من سالمتم وأحارب من حاربتم " وكانت عدة الذين بايعوا في تلك الليلة سبعين رجلاً وامرأتين: نسيبة بنت كعب أم عمارة وأسماء بنت عمرو بن عدي من بني سلمة. واختار رسول الله صلى الله عليه وسلم اثني عشر نقيباً يكونون على قومهم: تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس وقال لهم: " أنتم كفلاء على قومكم ككفالة الحواريين لعيسى ابن مريم وأنا كفيل على قومي ".

والنقباء هم: 1- سعد بن عبادة، 2- أسعد بن زرارة، 3- سعد بن الربيع، 4- سعد بن خيثمة، 5- المنذر بن عمرو، 6- عبد الله بن رواحة، 7- البراء بن معرور، 8- أبو الهيثم بن التيهان، 9- أسيد بن حضير، 10- عبد الله بن عمرو حرام، 11- عبادة بن الصامت، 12- رافع ابن مالك بن العجلان. وروي أنه نقب على النقباء أسعد بن زرارة فتوفي بعد والمسجد النبوي يبنى. فكان أول من دفن بالبقيع من المسلمين.

فلما بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم رجعوا إلى المدينة فكان قدومهم في ذي الحجة فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة بقية ذي الحجة والمحرم وصفر وهاجر الى المدينة في شهر ربيع الأول وقدما لاثنتي عشرة ليلة خلت منه وقد كانت قريش لما بلغهم إسلام من أسلم من الأنصار اشتدوا على من بمكة من المسلمين فأصابهم جهد شديد. فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالهجرة إلى المدينة فخرجوا أرسالاً حتى لم يبق أحد من المسلمين بمكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أبو بكر وعلي بن أبي طالب فإنهما أقاما بأمره وكان صلى الله عليه وسلم ينتظر أن يؤذن له في الهجرة.

وإسلام الأنصار له شأن كبير في تاريخ الإسلام بل في تاريخ الدنيا.

المصدر: كتاب سول الله
المؤلف: محمد رضا.
إقرء المزيد

الاثنين، 4 فبراير 2019

بدء اسلام الأنصار - بيعة العقبة الأولى

beginning Islam Ansar Saad Bin Moad

بدء اسلام الأنصار
بيعة العقبة الأولى - إسلام سعد بن معاذ

خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على قبائل العرب وحجاجهم كما كانت عادته كل موسم، فبينما هو عند العقبة التي تضاف إليها الجمرة فيقال جمرة العقبة هي على يسار القاصد منى من مكة إذ لقي رهطاً من الأوس والخزرج كانوا يحجون من العرب. وهما قبيلتاتن مشهورتان عظيمتان من العرب في يثرب وقد لقبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأنصار لما هاجر اليهم ومنعوه ونصروه، وكان الذين لقيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخزرج هم أسعد بن زرارة وعوف بن الحارث ويعرف بابن عفراء وهما من بني النجار، ورافع بن مالك بن العجلان وعامر بن عبد حارثة وهما من بني زريق. وقطبة بن عامر بن حديدة من بني سلمة وعقبة بن عامر بن نابيء من بني غنم وجابر بن عبد الله بن رباب من بني عبيدة فعرض النبي عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآن فقبلوا ذلك منه وأثر في قلوبهم وكان اليهود من الأوس والخزرج بالمدينة وكانوا أهل كتاب والأوس والخزرج أهل شرك وأوثان. وكانوا اذا كان بينهم شيء تقل اليهود إن نبياً سيبعث الآن قد أظل زمانه نتبعه فنقتلكم معكه قتل عاد وإرم وكانوا يصفونه بصفاته لهم فلما قدموا المدينة ذكروا لقومهم النبي صلى الله عليه وسلم ودعوهم الى الإسلام فأسلم كثيرون منهم حتى اذا كان العام المقبل وافى الموسم من الأنصار أثنا عشر رجلاً وذلك سنة اثنتي عشرة من النبوة ( 621 م ) فلقوه في العقبة فبايعوه بيعة النساء، وسميت بذلك لأنها كانت على الأمور التي ورد ذكرها في سورة الممتحنة خاصة ببيعة النساء وهي هذه الآية: ¤ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ¤.

وبعد أن تمت هذه البيعة بعث صلى الله عليه وسلم معهم مصعب بن عمير بن هاشم الى المدينة يقرئهم القرآن ويعلمهم الإسلام وكان يسمى مصعب بالمدينة المقريء فأسلم على يده سعد بن معاذ وأسيد بن حضير، وكان سعد من أجل رؤسائهم ثم فشا فيهم الإسلام في المدينة. وقال سعد لما أسلم لبني عبد الأشهل: كلام رجالكم ونسائكم عليّ حرام حتى تسلموا. فأسلموا. فكان من أعظم الناس بركة في الإسلام. وشهد بدراً. لم يختلفوا فيه وشهد أحداً والخندق وفيها أصيب بسهم وهو الذي حكم على بني قريظة بالقتل كما سيأتي في المدوّنة. وبعد أن حكم عليهم انفجر عرقه فاحتضنه رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلت الدماء تسيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فجاء أبو بكر وقال: وانكسار ظهره!!. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم " مه ". فقال عمر: إنا لله وإنا إليه راجعون. ولما دفنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وانصرف من جنازته، جعلت دموعه تحادر على لحيته ويده في لحيته ولم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رجال ونساء مسلمون إلا ما كان من دار بني أمية بن زيد وخطمة ووائل وواقف؛ وذلك أنه كان فيهم أبو قيس بن الأسلت ( وهو صيفي ) وكان شعراً لهم وقائداً يسمعون منه ويطيعونه فوقف بهم عن الإسلام ولم يزل على ذلك حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.

المصدر: كتاب رسول الله
المؤلف: محمد رضا

إقرء المزيد

عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه على قبائل العرب

Show Messenger Allah himself tribes Arabs

عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه على قبائل العرب

أخفى رسول الله صلى الله عليه وسلم رسالته باديء الأمر ثم أعلنها في السنة الرابعة من النبوة ودعا الى الإسلام عشر سنين يوافي المواسم كل عام يتبع الحجاج في منازلهم بمنى والموقف يسأل عن القبائل قبيلة قبيلة، ويسأل عن منازلهم ويأتي اليهم في أسواق الموسم وهي عكاظ ومجنة وذو المجاز، وكانت العرب إذا حجت تقيم بعكاظ شهر شوال، ثم تجيء الى سوق مجنة تقيم فيه عشرين يوماََ، ثم تجيء الى سوق المجاز فتقيم به أيام الحج وكان صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه عليهم ويدعوهم الى أن يمنعوه حتى يبلغ رسالة ربه، وكان يطوف على الناس في منازلهم ويقول: " يا أيها الناس إن الله يأمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاََ " وكان أبو لهب يمشي وراءه ويقول: إن هذا يأمركم أن تتركوا دين آبائكم، وروى ابن اسحاق أنه صلى الله عليه وسلم عرض نفسه على كندة وكلب وعلى بني حنيفة وبني عامر بن صعصعة فقال له رجل منهم: أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك ثم أظفرك الله على من خالفك أيكون لنا الأمر من بعدك؟ فقال الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء. فقال له: أنقاتل العرب دونك فإذا أظفرك الله كان الأمر لغيرنا؟ لا حاجة لنا بأمرك وأبوا عليك. فلما رجعت بنو عامر الى منازلهم وكان فيهم شيخ أدركته السن لا يقدر أن يوافي معهم الموسم. فلما قدموا عليه سألهم عما كان في موسمهم فقالوا: جاءنا فتى من قريش أحد بني عبد المطلب يزعم أنه نبي يدعونا أن نمنعه ونقوم معه ونخرج به إلى بلادنا فوضع الشيخ يده على رأسه، ثم قال: يا بني عامر هل لها من تلاف؟ أي هل لهذه القصة من تدارك. والذي نفس فلان بيده ما يقولها كاذباً من بني اسماعيل قط وإنها لحق وإن رأيكم غاب عنكم.

وروى الواقدي أنه صلى الله عليه وسلم أتى بني عبس وبني سليم وبني محارب وفزارة ومرة وبني النضر وعذرة والحضارمة فردوا عليه صلى الله عليه وسلم أقبح الرد وقالوا: أسرتك وعشيرتك أعلم بك حيث لم يتبعوك، ولم يكن أحد من العرب أقبح عليه من بني حنيفة وهم أهل اليمامة، قوم مسيلمة الكذاب، ومن ثم جاء في الحديث (( شر قبائل العرب بنو حنيفة )) ومن أقبح القبائل في الرد عليه صلى الله عليه وسلم ثقيف، ومن ثم جاء (( شر قبائل العرب بنو حنيفة وثقيف )) ومازال صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على القبائل في كل موسم يقول لا أكره أحداً على شيء من رضي الذي أدعو إليه فذاك ومن كره لم أكره وإنما إريد منعي من القتل حتى أبلغ رسالة ربي فلم يقبله صلى الله عليه وسلم أحد من تلك القبائل ويقولون: قوم الرجل أعلم به، أترون أن رجلاً يصلحنا وقد أفسد قومه.

المصدر: كتاب رسول الله
المؤلف: محمد رضا

إقرء المزيد

السبت، 2 فبراير 2019

فريضة الصلاة


فريضة الصلاة

فرضت الصلوات الخمس ليلة الإسراء قبل الهجرة بسنة ولا خلاف في ذلك. قيل كما هي الآن في عدد الركعات وهو الأصح. والصلاة هي فريضة قائمة وشريعة ثابتة عرفت فرضيتها بالكتاب وهو قوله تعالى: ¤ وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ ¤ وقوله تعالى: ¤ حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى ¤ فإنه يدل على فرضيتها وعلى كونها خمساً لأنه أمر بالمحافظة على جميع الصلوات وعطف الصلاة الوسطى وأقل جمع يتصور معه وسطى هو الأربع. وبالسنة قوله عليه الصلاة والسلام: " إن الله فرض على كل مسلم ومسلمة في كل يوم وليلة خميس صلوات ".

وحكمة مشروعيتها التذلل والخضوع بين يدي الله تعالى ومناجاته بالقراءة والذكر واستعمال الجوارح في خدمته وهي أفضل العبادات البدنية الظاهرة.

جاء في رسالة الصلاة لإبن سينا: أن الصلاة تشبه النفس الإنساني الناطق بالأجرام الفلكية والتعبد الدائم للحق المطلق طلباُ للثواب السرمدي. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الصلاة عماد الدين " والدين هو تصفية النفس الإنساني عن الكدورات الشيطانية والهواجس البشرية والإعراض عن الأعراض الدنيوية الدنية. والصلاة هي التعبد للمعبود الأعظم الأعلى، فعلى هذا لا يحتاج إلى تأويل قوله تعالى: ¤ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ¤ بيعرفون لأن العبادة هي المعرفة أي عرفان واجب الوجود وعلمه بالسر الصافي والقلب النقي والنفس الفارغة. فإذاً حقيقة الصلاة علم الله سبحانه وتعالى بوحدانيته ووجوب وجوده، وتنزيه ذاته وتقديس صفاته في سوانح الإخلاص في صلاته. وأعني بالإخلاص أن تعلم صفات الله بوجه لا يبقى للكثرة في مشرع ولا للإضافة فيه منزع، فمن فعل هذا فقد أخلص وصلى وما ضل وما غوى ومن لم يفعل فقد افترى وكذب وعصى. والله أجل واعلى وأعزّ من ذلك وأقوى.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا إيمان لمن لا صلاة له ولا إيمان لمن لا أمانة له " وقال: " صلوا كما رأيتموني أصلي " قال تعال : ¤ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ¤.

المصدر: كتاب رسول الله
المؤلف: محمد رضا
إقرء المزيد

هل رأى رسول الله ربه ليلة الإسراء ؟

Did messenger see god night Isra

هل رأى رسول الله ربه ليلة الإسراء؟

أنكرت عائشة رضي الله عنها ؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه ليلة الإسراء وروي عن ابن عباس أنه رآه بعينه ومثله عن أبي ذر وكعب رضي الله عنهما وكان الحسن رحمه الله يحلف على ذلك. ومن القائلين بالرؤية ابن مسعود وأحمد بن حنبل وجماعة من الصحابة. وعن ابن عباس أنه قال: " أتعجبون أن تكون الخلة لإبراهيم والكلام لموسى والرؤية لمحمد صلى الله عليه وسلم "، وعن عكرمة سئل ابن عباس هلى رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه؟ فقال: قال النووي في شرح صحيح مسلم: والأصل في الباب حديث ابن عباس حبر الأمة والمرجوع اليه في المعضلات، وقد راجعه ابن عمر رضي الله عنهم في هذه المسألة وراسله هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه! فأخبره أنه رآه.

ولا يقدح في هذا حديث عائشة رضي الله عنها فإنها لم تخبر أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لم أر ربي وإنما ذكرت ما ذكرت متأولة بقوله تعالى: ¤ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولا ¤ ولقوله تعالى: ¤ لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ ¤ والصحابي اذا قال قولاً وخالفه غيره منهم لم يقل قوله حجة وإذا صحت الروايات عن ابن عباس في اثبات الرؤية وجب المصير إلى اثباتها فإنها ليست مما يدرك بالعقل ويؤخذ بالظن، وإنما يتلقى بالسماع ولا يستجيز أحد أن يظن بابن عباس أن تكلم في هذه المسألة بالظن والإجتهاد. وقد قال معمر بت راشد حين ذكر إختلاف عا\شة وابن عباس ما عائشة عندنا بأعلم من ابن عباس. ثم ان ابن عباس أثبت شيئاً نفاه غيره والمثبت مقدم على النافي.

والراجح عند أكثر العلماء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعيني رأسه ليلة الإسراء. والظاهر أن إخباره صلى الله عليه وسلم بالمعراج لم يكن عند إخباره بالإسراء، بل تأخر عنه بمدناء على أنهما كانا في ليلة واحدة ولم تنزل قصة المعراج في سورة الإسراء بل أنزل ذلك في سورة النجم، ومما يؤيد أنهما كان في ليلة واحدة قول البخاري في صحيحه < باب كيف فرضت الصلاة ليلة الإسراء > أن من المعلوم أن فرض الصلوات الخمس إنما هو في المعراج.

نقول وقد خالفت عائشة ابن عباس في هل كان الإسراء بالجسد أو بالروح فقالت عائشة والله ما فقد جسد رسول الله ولكن صعد بروحه وابن عباس يقول انه إسراء بالجسد وفي اليقظة وهذا ما ذهب اليه معظم الصحابة أما ما يتصوره بعضهم من أن الصعود بالجسد إلى السموات مستحيل عقلاً فنقول ان هذا الصعود بالجسم معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدرك بالعقل كجميع معجزاته وكمعجزات الرسل عليهم صلوات الله ولو كان الصعود بالروح فقط لصرح به رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وإذا كان أمر الإسراء والمعراج عجيباً فأعجب منه أن المسيح يصلب ويقتل ويدفن ثم يقوم من بين الموتى ويصعد الى السماء ويجلس على يمين الله كما يعتقد المسيحيون.

المصدر: كتاب رسول الله
المؤلف: محمد رضا.
إقرء المزيد